أمريكا مجرَّدُ قِشَّة

 

دينا الرميمة

مخطئٌ من يحاولُ فصلَ العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن عن العدوان الصهيوني على غزة، مصدِّقاً روايةَ أمريكا حول مخاوفها على الملاحة البحرية وَأن تحالفها الذي أنشأته في البحر الأحمر وعدوانها على اليمن يأتي في سياق حماية سفن التجارة العالمية “الأمن مسارها أصلاً”، وليس في سياق رفع الحصار عن الكيان الصهيوني المفروض عليه من اليمن، خَاصَّةً وأن الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني قد أصبح حقيقة تفقأ عيون عميان البصر والبصيرة بمخرز الصهيونية الذي يعترف رؤساء أمريكا بانتسابهم إليها إلى الحد الذي جعلها شريكًا في حرب غزة منذ لحظتها الأولى وَمن قطرة الدم الأولى التي سقطت على أرض غزة حتى صارت سيلاً دافقاً لا يتوقف هدره إلى الدم اليمني النافر على طريق القدس في البحر الأحمر!!

ومن الخطأ أَيْـضاً توصيف الحرب على غزة بالعدوان الصهيوني فقط، بل هي عدوان صهيوني أمريكي كان لأمريكا نفس اليد الآثمة التي تلطخت بجرم الإبادة ومحاولة التهجير لسكان غزة ابتداءً من الكلمة التي تبرّر لإسرائيل إشعال فتيل هذه الحرب إلى صواريخها التي ساندت فيها الكيان الصهيوني ليشفي بها نار حقده من شعب غزة ومقاومتها التي كسرت هيبته، التي تعتبرها أمريكا امتدادًا لهيبتها التي لا يتجرأ أحداً على المساس بها، إلى الفيتو الذي تشهره أمريكا في وجه أي قرار يلزم الكيان الصهيوني بإيقاف الحرب ورفع الحصار عن غزة، وُصُـولاً إلى البوارج والفرقاطات التي وجهتها أمريكا صوب البحر الأحمر لإبطال مفعول سلاح الحصار الذي وجهه اليمنيون صوب الكيان الصهيوني الذي يقتل ويحاصر غزة!!

غير أن ما تدعيه أمريكا حول حماية الملاحة البرية هو الكذبة العظمى والورطة الكبرى التي وقعت فيها أمريكا بعد أن تلقفت مزاعم الكيان الصهيوني حول أن حصارهم في باب المندب ضرر سيلحق بالعالم وأخذتها بعين الجدية، وَأنشأت تحالفاً مع دول بعضها تفاجأنا بوجودها على الخارطة تسبب في عسكرة البحر الأحمر وتحويل باب المندب إلى منطقة صراع؛ ما جعل كبرى شركات الشحن العالمية تنأى بنفسها عن باب المندب خَاصَّةً وأن أمريكا فشلت في مرافقة بعض السفن المتوجّـهة إلى الكيان الصهيوني وَتعرضت بارجاتها لهجمات يمنية؛ رَدًّا على عدوانها على اليمن، وهذا ما جعلها هي من تحذر السفن من المرور بالبحر الأحمر!

وتكون بذلك أمريكا فشلت مرتين بالبحر الأحمر ولم تستطع رفع الحصار عن إسرائيل ولم تستطع ردع اليمنيين الذين لا يرون أمريكا إلا قشة لطالما تلقت الهزائم على أيديهم.

وَما يزال الموقف اليمني ثابتًا في حصار الكيان الصهيوني دعماً لغزة!!

مع الحرص الشديد على سلامة الملاحة البحرية بدقة استخباراته ودقة استهدافه لكل سفينة لا تزال تؤمن بالحماية الأمريكية أَو البريطانية!

وتكون بذلك أمريكا تجر أقدامها مع إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية بتهمة الشراكة في حرب الإبادة التي يواجهها حَـاليًّا الكيان الصهيوني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com