استنكارٌ واسعٌ لجريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري في بيروت

المسيرة – أحمد داوود

بدأ الكيانُ الصهيوني التصعيدَ من سلوكه العدواني في الجبهة اللبنانية، متجاوزاً كُـلّ الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك، مفتتحاً على نفسه جحيماً لا يمكنُ أن يتحمَّلَه في قادم الأيّام.

ونفذ الاحتلال الإسرائيلي، يوم أمس، ثلاث غارات على العاصمة اللبنانية بيروت، مستهدفاً الرجل الثاني في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، الذي لقي الله شهيداً إثر هذه الغارة مع ثلاثة آخرين، في تصعيد خطير ستكون له تبعات وعواقب وخيمة.

وتأتي هذه الجريمةُ عشية الذكرى الثالثة لاستشهاد قاسم سليماني ورفيق دربه أبو مهدي المهندس، وقبل يوم من خطاب مرتقب لسماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، الذي ذكرت وسائل إعلام أنه تم تأجيل إلقاء هذا الخطاب.

وعزّى الناطقُ باسم أنصار الله محمد عبد السلام، حركة المقاومة الإسلامية حماس باستشهاد الشيخ العاروري، ووصف ما حدث بأنه “جريمة اغتيال إسرائيلية جبانة”.

وأدان عبد السلام في بيان بشدة هذه الجريمة، وقال إنها تشكل عدواناً غادراً على لبنان، مؤكّـداً وقوف اليمن إلى جانب حركات المقاومة في فلسطين ولبنان.

أدان المكتب السياسي لأنصار الله بشدة جريمة الاغتيال الآثمة التي ارتكبها العدوّ الإسرائيلي بحق الشهيد القائد صالح العاروري، واثنين من قادة القسام، بطائرة مسيّرة في بيروت.

وعلى صعيد متصل، وصف المكتب السياسي لأنصار الله هذا الاستهداف بالجريمة الوحشية الجبانة التي تعكس مستوى الإفلاس والانحطاط والإجرام الذي وصل إليه الكيان الصهيوني المجرم.

وأوضح في بيان له أن هذه الجريمة تمثل تجاوزاً لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، كما أنها تقدم شاهداً دموياً إضافياً على مستوى التوحش والهمجية الإسرائيلية وجزء من مسلسل القتل والإجرام، الذي يرتكبه العدوّ الصهيوني يوميًّا بحق الشعب الفلسطيني.. مؤكّـداً أن العدوّ الإسرائيلي ما كان له أن يتجرَّأَ على هذه الجريمة لولا الدعم والمساندة الأمريكية.

وأشَارَ البيان إلى أن الشهيدَ صالح العاروري كان أحدَ قادة الجهاد والمقاومة الفلسطينية، وكان له دورٌ بارزٌ في العملية البطولية (“طُـوفان الأقصى”) ضد الكيان الصهيوني المجرم، معبِّراً عن التعازي لحركة المقاومة الإسلامية حماس والشعب الفلسطيني، وشعوب الأُمَّــة في استشهاد القائد العاروري ورفاقه.

وأكّـد المكتب السياسي لأنصار الله أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن التضحيات سوف تثمر نصراً وعزاً، وأن هذه الدماء الزكية سوف تشعل النيران في قلب الكيان الصهيوني، وأنها تمثل وقوداً لشعوب الأُمَّــة للتحَرّك الجهادي الفاعل في مواجهة الكيان الصهيوني حتى هزيمته، وتحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية.

من جانبه أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد العزيز بن حبتور، تضامن اليمن -قيادةً وحكومةً وشعباً- مع أسرة الفقيد العاروري وحركة حماس خَاصَّة والشعب الفلسطيني عامة في فقدانهم لشخصية فلسطينية مقاومة بارزة، معتبرًا هذه الجريمة النكراء تعكس السلوك الإرهابي لكيان العدوّ الصهيوني وحالة الانهزام التي يمر بها حَـاليًّا ومحاولة التغطية على خسائره الفادحة التي تتكبدها قواتُه في قطاع غزة من قبل رجال المقاومة الفلسطينية.

وطالب بن حبتور المنظماتِ الحقوقيةَ بإدانة النهج الإجرامي لكيان العدوّ الصهيوني والعمل بمختلف الوسائل لمقاضاته وملاحقته على هذه الجريمة وغيرها من جرائم الحرب التي ترتكبها بحق أبناء غزة على مدار الساعة.

وفي السياقِ، جَدَّدَت وزارة الخارجية، إدانتَها بأشد العبارات لجرائم الكيان الصهيوني المُستمرّة على الشعب الفلسطيني وآخرها جريمة اغتيال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

واعتبرت في بيان هذا التصعيدَ الصهيوني الخطير، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولسيادة لبنان وستكون له تداعياتٌ لا تُحمد عقباها، مؤكّـدة أن انتهاكَ الكيان الصهيوني لمثل هذه الجرائم لن يزيد المقاومة إلا قوة وصموداً، مُشيراً إلى أن ممارسة الكيان الصهيوني لمثل هذه الجرائم، يأتي في إطار محاولته للبحث عن نصر زائف بعد تلقيه هزيمة نكراء في السابع من أُكتوبر الماضي.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى إنهاء العربدة الصهيونية التي أهانت كُـلّ القوانين الدولية وتمثل خطراً كَبيراً على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

كما أكّـدت وزارة الخارجية تضامن اليمن قيادة وحكومة وشعباً مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة وحقه المشروع في الدفاع عن النفس والتحرّر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.

 

العاروري مهندسُ “طُـوفان الأقصى”:

وأحدثت جريمة اغتيال الشيخ صالح العاروري، استنكاراً واسعاً على الصعيد الدولي والإقليمي، ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية للرد بكل قوة، فيما تصدرت دعوات أُخرى للحداد والإضراب العام.

ووصفت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” الشهيد صالح العاروري بـ “مهندس “طُـوفان الأقصى”، مشيرة إلى أنه استشهد مع اثنين من قادة كتائب القسام في العملية الغادرة بالضاحية الجنوبية لبيروت.

وأكّـد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، أن “عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني ضدّ قيادات ورموز شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادَة وصمود شعبنا، أَو النيل من استمرار مقاومته الباسلة”، لافتاً إلى أنها تثبت مجدّدًا فشل هذا العدوّ الذريع في تحقيق أياً من أهدافه العدوانية في قطاع غزة.

من جانبها قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان نعي للقائد الكبير الشيخ صالح العاروري: إن هذه الجريمة هي محاولة من العدوّ الصهيوني لتوسيع رقعة الاشتباك وجر المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة والمأزق السياسي الذي تعيشه حكومة الكيان، إثر فشلها بعد 90 يوماً من الحرب الهمجية وحرب الإبادة من فرض شروطها على شعبنا، بل إن قوى المقاومة كانت لها اليد العليا سياسيًّا وعسكرياً”.

وأكّـد البيان، أنها وإذ “نزف القائد العاروري وإخوانه إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أمتنا العربية والإسلامية فَــإنَّنا نؤكّـد أن هذه الجريمة لن تمر بلا عقاب، وأن المقاومة مُستمرّة حتى دحره”.

من جانبها، نعت كتائب المقاومة الوطنية في بيان، “الشهيد القائد الوطني الكبير الشيخ صالح العاروري” نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”.

وقالت: “نؤكّـد أن هذه العمليةَ الجَبَّانة واستشهاد الشيخ صالح لن تكسر إرادَة شعبنا بل ستزيد من فعله الثوري ومقاومته الباسلة وستكون نارًا ووبالاً على العدوّ الصهيوني”، مشيرة إلى أن العدوّ الصهيوني وقادته المجرمين سيدفعون ثمن فاشيتهم وجرائمهم كافة بحق أبناء شعبنا ومنها عملية اغتيال القائد صالح العاروري”.

من جانب متصل أكّـدت كتائب حزب الله في العراق، أن العدوَّ الصهيوني المدعوم أمريكياً يستمرُّ في عمليات الغدر الجبانة بحق مجاهدي المقاومة الإسلامية الفلسطينية.

وقالت: إنه الكيان الغاصب وبعد عجزه في مواجهة مقاومي غزة الصمود، يرتكب جريمة اغتيال أُخرى باستهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، القائد صالح العاروري وعدداً من رفاقه، وآخر من المدنيين في بيروت”، مُشيراً إلى أن إجرام الكيان الصهيوني برمي الأطنان من القنابل على المدنيين في غزة، وتماديهم باستهداف مواقع مدنية في لبنان يمثل تصعيداً خطيرًا، فضلاً عن الاعتداءات الصهيونية في سورية والعراق، التي ما كانت لتحصل لولا دعم الإدارة الأمريكية له؛ بهَدفِ تنفيذ مخطّطاتها الخبيثة في المنطقة”.

وجدَّدت كتائب حزب الله في العراق العهد ببذل الغالي والنفيس لدحر المحتلّين، سائلةً الله أن يلحق هذه الكوكبة من الشهداء بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أُولئك رفيقا، ويلهم أهليهم ومحبيهم الصبر والسلوان.

من جهتها أكّـدت الحكومة اللبنانية أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، طلب من الخارجية تقديم شكوى عاجلة لمجلس الأمن بشأن انفجار بيروت.

بدورها، علقت الخارجية الإيرانية بالقول: إن “اغتيال العاروري جاء نتيجة الفشل الكبير للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة في غزة”، وأشَارَت إلى أن “دماء الشهيد العاروري ستضح دماء جديدة في شريان المقاومة وستضاعف العزيمة لمواجهة كيان العدو”.

وقالت: “ندين بشدة اغتيال العاروري والكيان الصهيوني يتحمل مسؤولية تداعيات مغامرته الجديدة”، وأضافت، أن “اغتيال العاروري و2 من قادة القسام انتهاك لسيادة لبنان وندعو الأمم المتحدة لرد عاجل ومؤثر”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com