مسيراتٌ متواصلةٌ مناصِرةٌ لفلسطين ومواطنون يؤكّـدون أن نصرةَ غزة مواقفُ مشرفةٌ وعملٌ جهادي مقدَّس

اليمانيون لا يعرفون الكلل أَو الملل

 

المسيرة: محمد ناصر حتروش

تشهد مختلفُ الساحات اليمنية منذ بدء عملية “طُـوفان الأقصى” زخمًا شعبيًّا كَبيراً لا مثيلَ له في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.

ومن أسبوع إلى آخرَ يتوسَّعُ هذا الزخمُ المليوني في مشهدٍ يبهرُ الكثيرَ من المتابعين والمراقبين للمشهد اليمني، حَيثُ تؤكّـد الحشودَ الجماهيريةَ أن دعمَ المقاومة الفلسطينية مبدأٌ إيماني وأخلاقي لا يمكن المساومة عليه مهما بلغت التحديات والمخاطر.

ويوضح المشاركون في المسيرات الجماهيرية أن خروجهم في المسيرات التضامنية مع غزة هو من أقدس الأعمال التي يتشرف بها الشعب اليمني ويعتبرها من الأعمال الجهادية التي لا تقل شأناً عن المواجهة العسكرية للصهاينة.

ويؤكّـد الناشط الثقافي حسين أحمد المطري، أن الخروج المُستمرّ في المسيرات الجماهيرية نصرة لغزة وتأييداً للقوات المسلحة في قصف الكيان الصهيوني هو عمل جهادي عظيم وله ثماره الإيمانية، معتبرًا الخروج في المسيرات جهاداً في سبيل الله، ومثله كمثل المرابطين في سبيل الله في مختلف الثغور والجبهات.

ويقول في حديث خاص لصحيفة “المسيرة”: “متى نصر الله ألّا إن نصر الله قريب، والقيادة ربانية تعرف بنور الله كيف تقضي على خصومها، وكما قال الشهيد القائد سترون أمريكا كيف ستتلطف لكم”.

ويضيف: متى انهزمت الروم أمام النبي صلوات الله عليه وعلى آله، أليس في غزوة العسرة؟ ونحن الآن نواجه أمريكا في وقت العسرة، وسنرى في أقرب وقت كيف سيدبر الله أمره؟

 

ثباتُ الموقف اليمني:

ويعتبر الخروج المليوني بشكل أسبوعي في الساحات دليل عملي على ثبات الموقف اليماني تجاه القضية الفلسطينية وارتباطه الوثيق بالمقاومة الفلسطينية بحسب ما يؤكّـده العميد حسن ناصر المطري، الذي يصف الشعب اليمني بالعظيم والجبار والشجاع وذي البأس الشديد والمهاب الذي لا يخشى أحداً سوى الله تعالى.

ويقول في حديث خاص لـ “المسيرة”: “إن تحالف الصهاينة بقيادة أمريكا في البحر الأحمر لن يثني الشعب اليمني الأصيل عن مواصلة دعمه للأخوة الفلسطينيين في غزة التي تتعرض لجرائم حرب بشعة بمرأى ومسمع من العالم أجمع”.

ويضيف أن تحالف أمريكا في البحر الأحمر مصيره الفشل وهو الحلف الوحيد الذي انتهى قبل أن يبدأ، وذلك بفضل الله وقيادتنا الحكيمة التي تقرأ الأحداث بمنظور قرآني وتستنير بنور رباني، مؤكّـداً أن الصهاينة على معرفة كاملة بأهميّة اليمن وقائدها الهمام السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وأنه لا يمكن هزيمة شعب يتولى الله ورسوله وأعلام الهدى الذين ينصرهم من بيده ملكوت السموات والأرض ومن يقول للشيء كن فيكون.

ويبّين المطري أن الخروج الشعبي الكبير في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات يعطي شرعية مطلقة للقيادة الثورية في اتِّخاذ قراراتها العسكرية الصارمة نصرة للمقاومة الفلسطينية، وتنكيلاً بالعدوّ الصهيوني المتعجرف الذي لا يعرف إلّا لغة القوة، موضحًا أن المسيرات الجماهيرية توصل رسالة للعالم أجمع بأن القضية الفلسطينية التي تخاذل عنها العرب والمسلمون والعالم أجمع لا زالت حاضرة بقوة في وجدان الشعب اليمني، وأنه لا يمكن التخلي عن الأقصى مهما بلغت التضحيات.

ويلفت المطري إلى أن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة أصبح نموذجاً يحتذى به في نصرة المستضعفين ومقارعة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، مؤكّـداً أن اليمن بفضل الله تعالى كسر كبرياء وغرور قوى الشر والطغيان الأكبر ممثلة بأمريكا وإسرائيل.

 

اليمنُ قُدوةُ الأحرار في مقارعة الباطل:

من جهته يوضح المواطن محمد منصور، أن الخروج المليوني في ميدان السبعين وعدد من المحافظات اليمنية المحرّرة يعطي شعوراً إيجابياً للمقاومين في غزة التي خذلها العالم.

ويؤكّـد في حديث للمسيرة أن اليمن أصبح قُدوة الأحرار والثوار في مختلف بلدان العالم، مستدلاً بما يتم تداوله في عالم التواصل الاجتماعي، حَيثُ يتصدر اليمن الهاشتاق المناصر لفلسطين، والحوثي سيد القول والفعل، واليمن ينصر غزة وغيرها من الهشتاقات الترند العالمي.

ويشير منصور إلى أن القيادة الثورية الحكيمة أعادت لليمن المجيد هيبته ودوره العظيم المناط به والمتمثل في نصرة الملهوفين ومقارعة الباطل، لافتاً إلى أن دور اليمن الجهادي

جعل المواطن اليمني محط فخر وإعجاب لشعوب العالم، مبينًا أن المواطن اليمني في الخارج ينظر إليه بمهابة واحترام وتقدير.

وعن سر الثبات والتحدي والقوة التي يتحلى بها اليمن يؤكّـد محمد منصور أن تمسك الشعب اليمني بالمبادئ الإيمانية والأخلاقية التي فرضها الدين الإسلامي الحنيف والتفافه حول القيادة القرآنية هي من أهلت اليمن للوصول إلى ما هو عليه.

ويشدّد على أن اليمن سيفرض على الكيان الصهيوني الغاصب وقف الحرب على غزة وسيرغمه على الانسحاب من غزة ورفع الحصار عنها.

بدوره يرى الناشط الإعلامي محمد مسعود، أن الخروج المليوني في مختلف الساحات من المواقف العظيمة التي يقفها الشعب اليمني العظيم.

ويقول في حديث خاص لـ “المسيرة”: إن نصرة المظلوم تُعد من الواجبات الدينية والإنسانية والفطرية ونحن كشعب يمني مسلم ومجاهد فَــإنَّ لدينا إصراراً كاملًا على مواجهة العدوّ الصهيوني الغاصب الذي يرتكب المحرمات وينتهك الإنسانية في غزة بمختلف المواقف والأعمال سواء العسكرية أَو تجهيز القوافل المالية وكذا ملء الساحات الجماهيرية وغيرها من الأنشطة المعبرة عن تضامننا العملي مع الإخوة الفلسطينيين.

ويعتبر محمد مسعود أن الاستمرار للخروج في المسيرات المشرفة هو ترسيخ لمبدأ الأخوة الإيمانية وبراءة من الجرائم البشعة التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحَقِّ إخواننا في الشعب الفلسطيني، موضحًا أن الصهاينةَ يهدفون إلى احتلالِ المقدَّسات الإسلامية لتنجيسِها والاستهزاءِ بها وهو ما يتوجب على جميع المسلمين التوحد لمواجهة خطر الصهاينة ووضع حَــدّ لاستفزازاتهم المُستمرّة تجاه المسلمين.

ويختتم مسعود حديثه للمسيرة بالقول: “إن الاستمرار في تنظيم المسيرات والوقفات والفعاليات التضامنية مع إخواننا الفلسطينيين وخُصُوصاً في غزة أرضاً وإنساناً هي لإيصال رسالة للعالم بأنه لن يهدأ لنا بال ما دامت أراضينا العربية والإسلامية تحت الاحتلال والجرائم البشعة والمتلاحقة”.

ويضيف أنه ولكي لا تكون جرائمُ الاحتلال روتيناً يوميًّا لنا بدون أية ردة فعل فَــإنَّ هذه المواقف المُستمرّة تجعلنا في يقظة مُستمرّة وإصرار على موقف الحق رغم الترغيبات والترهيبات التي يستخدمها الصهاينة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com