“طُـوفان الأقصى” في يومِها الــ63: المقاومةُ تتصدى للتوغل البري لقوات الاحتلال جنوبي غزة

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

يستمرُّ مجاهدو المقاومة الفلسطينية لليوم الـ 63 على القتال من عملية “طُـوفان الأقصى”، في التصدي للتوغل البري لقوات الاحتلال، والذي توسّع في مرحلته الثالثة بحسب تقسيم الاحتلال؛ ليشمل جنوب قطاع غزة ووسطه، إضافة إلى معركته التي لم تنتهِ بعد في القاطع الشمالي، حَيثُ يتكبّد الاحتلالُ خسائرَ متزايدةً يوماً بعد يوم مع ازدياد حدة الاشتباكات كلما اقتربت القواتُ “الإسرائيلية” من وسط المدن والكتل العمرانية، كما سُمع دوي انفجارات قوية وسط تل أبيب، ظهر الجمعة، دون إنذار، وفقاً لوسائل إعلامية عبرية، وأعلنت كتائب القسام من جهتها، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية؛ رداً على المجازر في قطاع غزة، واستهداف المدنيين.

 

محاورُ القتال:

أفادت مصادر محلية في غزة، بأن المعارك تركزت على 5 محاور قتال أَسَاسية، في بيت لاهيا وبيت حانون وحي الشجاعية وجباليا شمالاً، حَيثُ لا تزال قوات الاحتلال تخوضُ معاركَ شرسةً مع المقاومين المتمترسين في الأحياء العمرانية الكثيفة، والذين ما زالوا يواجهون تقدُّمَ الاحتلال بالكمائن والاستهدافات الصاروخية والالتحامات المباشرة والعبوات الناسفة في الشوارع والبيوت.

وتمحورت المعارك في الجنوب في محاور شرقي خان يونس ومنطقة دير البلح وغربي النصيرات، حَيثُ استحدثت قوات الاحتلال ممرات في المناطق المفتوحة وذات الكثافة العمرانية المنخفضة للاقتراب من المناطق العمرانية بشكل سريع، على غرار ما فعلته في الشمال، فيما تتكبد خسائر مرتفعة مقارنة بالأيّام الأولى من المعارك في الشمال قبل شهر.

 

محور بيت حانون:

ما زال الاحتلال غيرَ قادر على حسم المعركة مع كتيبة بيت حانون في كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ ما اضطره إلى الالتفاف على الكتلة العمرانية الأكثر انفصالاً عن مركز القطاع في أقصى الشمال الشرقي منه، والتقدم من جهة عزبة بيت حانون في وسط شمالي القطاع جنوباً في اتّجاه وسط جباليا.

وبحسب مصادرَ إعلامية، فقد وصلت قوات الاحتلال إلى محيط مستشفى العودة وسط جباليا، واستهدفت بالقنص أحد الأطباء في المستشفى، كما انتشرت صورٌ لقيام الاحتلال باعتقال عشرات المدنيين الفلسطينيين اللاجئين في إحدى مدارس الأونروا في شمال جباليا، واقتيادهم إلى جهة مجهولة، مدعياً أنهم مقاتلون لحماس، وهو ادِّعاءٌ كذّبته العديد من الجهات مع التعرّف إلى مدنيين كُثْرٌ من خلال الصور التي نشرها الاحتلال، بينهم صحافيون وطواقم طبية وأكاديمية.

 

محورُ بيت لاهيا والمحورُ الغربي:

وبموازاة تقدم قوات الاحتلال في منطقة جباليا لمحاولة تطويق بيت حانون شرقاً، تحاولُ قواتُه العملَ من الجهة الغربية على تطويق بيت لاهيا، استكمالاً لتوغلها في المحور الغربي في بداية العملية البرية؛ إذ أصبحت قواته موجودة في شرقي وشمالي وغربي بيت لاهيا، وهي تتمركز حَـاليًّا في شارع الفالوجا، وفي محيط عيادة الصفطاوي، وفي وسط حي الشيخ رضوان، حَيثُ تسعى قوات الاحتلال إلى التقدم كذلك من الجهة الغربية باتّجاه مركز جباليا بشكل طولي.

ويحاول الاحتلال بذلك تقسيم غزة إلى مناطقَ معزولةٍ عن بعضِها البعض، ولا سيما عبر شارع المنشية، حَيثُ يسعى لوصل قواته من الجهتَين ببعضها البعض؛ لاستكمال الطوق على بيت لاهيا، ولمنع الإمدَادات والتواصل فوق الأرض بين قوات المقاومة التي تستمر في تكبيده خسائرَ كبيرة.

 

محورُ الشجاعية:

حاول الاحتلالُ تجنُّبَ فتح هذا المحور منذ بداية الحرب؛ لأَنَّه تكبّد سابقًا خسائر فادحة في الحروب السابقة خلال محاولات التقدم عبره، وهو يعمل الآن على التقدم ببطء من الجهة الشرقية، فيما يراهن على تطويقه والوصول إليه من الجهة الغربية والشمالية، في مسعىً لتشتيت قوة المقاومة فيه على عدة جبهات قتالية.

ودارت الاشتباكات الجمعة، في المناطق المفتوحة في شرقي الشجاعية، حَيثُ وصلت قوات الاحتلال إلى شارع الكرامة عبر التوغل من خلال شارع بغداد ومحيطه، وهو الشارع الشرقي الأقرب إلى السياج الفاصل، فيما تشهد المنطقة عمليات استهداف وقنص تنفذها المقاومة.

 

محور دير البلح:

اعتمد العدوّ “الإسرائيلي” في تقدمه جنوباً على سلوك الطريق الممتدة من معبر كيسوفيم باتّجاه شارع صلاح الدين، حَيثُ تقدمت قواته بعد ذلك عبر 3 محاور هجومية فرعية؛ إحداها باتّجاه الغرب نحو شارع الرشيد لمحاولة فصل المنطقة الوسطى أي النصيرات والزوايدة والمصدر والبريج والمغازي ودير البلح عن الجنوب وخان يونس.

وتقدمت قوات الاحتلال بشكل طولي في محور فرعي شمالاً عبر شارع صلاح الدين باتّجاه المصدر والمغازي. وتدور الاشتباكات مع المقاومين حَـاليًّا في محيط بنك فلسطين فرع دير البلح ومسجد بلال.

وتقدم الاحتلال عبر شارع صلاح الدين جنوباً باتّجاه القرارة وكف العبابدة بشكل طولي، حَيثُ وصل إلى مستشفى دار السلام على مقربة من مبنى بلدية خان يونس، لمؤازرة القوات المتقدمة من الشرق عبر المحور الجنوبي الأَسَاسي نحو أكبر كتلة عمرانية في الجنوب.

 

محور خان يونس:

تقدّمت قواتُ الاحتلال عبر محورَينِ فرعيَّينِ في محاولة التفافية على ما تسمى تاريخيًّا بعقدة عبسان، وهي منطقة يعتبرُها “الإسرائيلي” شديدةَ التحصين؛ ما جعله يتقدم عبر محورين شمالي وجنوبي عبسان الجديدة أَو الصغرى، متجنباً التقدم في عبسان الكبيرة.

وقد توغلت قوات الاحتلال خلال الأيّام الماضية في الشارع الشمالي الممتد من السياج، وُصُـولاً إلى مسجد الحريرة، كما توغلت عبر شارع الدفاع المدني جنوبي عبسان الصغرى، وُصُـولاً إلى مسجد مصعب بن عمير، وتوجّـهت جنوباً نحو شارع عبسان الرئيسي، حَيثُ تشهد هذه المنطقة اشتباكات عنيفة مع المقاومين كبّدت الاحتلال حتى الآن خسائر كبيرة في القدرات البشرية والمادية.

وبالتالي، تكون قوات الاحتلال قد ركزت المرحلة الأولى من تقدمها في الجنوب حول السيطرة على منطقة بني سهيلة العمرانية الكثيفة، وهي الضاحية الشرقية لمدينة خان يونس.

وتحاول قوات الاحتلال التقدم عبر محور فرعي باتّجاه خزاعة المحاذية للسياج جنوبي عبسان الكبيرة، حَيثُ تدور اشتباكات عنيفة مع المقاومين الذين يستهدفون دبابات الاحتلال وجنوده، مانعين إياهم حتى الساعة من التقدم بشكل جدي لتطويق عبسان الكبيرة من جهة الجنوب.

وحَـاليًّا، يسعى الاحتلال لاستحداث محور تقدم فرعي، كما تذكر عدد من التقارير الواردة، في جنوبي خربة خزاعة باتّجاه منطقة الفخاري ومشروع النصر، ولكنه لا يزال في المناطق المفتوحة بعيدًا من الكتل العمرانية الأولى على مشارف الفخاري جنوبي خان يونس.

 

المقاومون يواجهون قوات الاحتلال في جميع المحاور:

وبموازاة التوغل “الإسرائيلي”، أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسّام أبو عبيدة أنّ المقاومة تمكّنت خلال الساعات الـ72 الأخيرة من تدمير 135 آلية عسكرية، كليًّا أَو جزئياً، وأوقعت عشرات الجنود الصهاينة بين قتيل وجريح، في إثر تفجير عدد من فتحات الأنفاق والمنازل بهم.

وأظهرت مشاهد المعارك في جنوبي القطاع استهداف مقاتلي القسّام ناقلة جند إسرائيلية في محور شرقي مدينة خان يونس، وإحراقها بشكل كامل بقذيفة “الياسين 105″، واستهدافها عدداً من دبابات الميركافا وجرافات الاحتلال.

وأكّـدت القسّام أنّها استهدفت غرفة قيادة الاحتلال في المحور الجنوبي لمدينة غزة بمنظومة الصواريخ “رجوم” قصيرة المدى، من عيار 114 ملم، واستهدفت دبابة ميركافا في محور شمالي مدينة خان يونس.

بدورها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، استهداف 4 آليات عسكرية صهيونية بقذائف “التاندوم” في حي الشجاعية، مؤكّـدة أنّ قواتها خاضت اشتباكاتٍ ضارية مع جنود العدوّ الإسرائيلي في الشجاعية وحي التفاح، وهي تتابع قصف الحشود العسكرية وجنود العدوّ في محاور التقدم، ولا سيما في منطقة جحر الديك، بعددٍ من قذائف الهاون من العيار الثقيل.

 

القسَّامُ تُفشِلُ عمليةَ كوماندوس إسرائيلية لتحرير أسرى:

وفي تطور لنوعية المواجهات، أكّـدت كتائب القسام إفشال مجاهديها محاولةً لقوات الاحتلال في الوصول إلى أحد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة فجر الجمعة.

وأوضحت القسّام أنّ مجاهديها اكتشفوا القواتِ الإسرائيلية أثناء محاولتها التقدمَ، والتحموا معها في اشتباك مباشر أَدَّى إلى مقتل الجندي الأسير الإسرائيلي ساعر باروخ الذي يحمل بطاقة رقمها 207775032، كما سيطرت على بندقيةِ أحد الجنود وجهاز اتصال تابع لهذه القوّة الإسرائيلية، وفق ما أعلنت القسّام.

كذلك، أسفر الاشتباكُ عن إصابة جنودٍ إسرائيليين آخرين ممّن توغلوا إلى غزّة ضمن هذه العملية الخَاصَّة، ما أجبر الاحتلال على استقدام طيرانه الحربي وقصف المكان بسلسلة من الغارات للتغطية على انسحاب القوة الإسرائيلية.

وأقرّ “الجيش” الإسرائيلي بعد نحو ساعتَينِ من العملية بمقتل جنديين إضافيين نتيجة المعارك مع المقاومة الفلسطينية شماليّ القطاع، ناشراً تفاصيل بشأن رتبتهما العسكرية: الأول هو رقيبٌ في الكتيبة 699 تشكيل “سهام النار”، والآخر هو مقاتل في كتيبة الهندسة 271.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com