انتصارُ غزةَ بفرض شروطِها بكل عزة

 

عبد الجليل زاهر

انتصرت غزة بكل المقاييس وانتصرت المقاومة، وهذا ليس استباقًا للأحداث؛ ولكن من خلال ما صرح به العدوّ الصهيوني ووضع أهدافًا كبيرة لم يستطع تحقيقَ حتى جزءٍ يسيرٍ من تلك الأهداف.

فبعد عملية “طُــوفان الأقصى” المباركة والتي فاجأت العدوّ قبل الصديق بنتائج عظيمة، وما حدث للعدو من تنكيل ووصلت إلى مرحلة إهانة من كان يسمون أنفسهم “الجيش الذي لا يُقهر”، من خلال ما رأيناه من قتل وأسر وسحب جنود العدوّ وإحراق آلياته ودخول مواقع شديدة الحماية بكل سهولة، أُصيب العدوّ بالذهول وتحَرّك بهستيريا جعلته يقتل ويقصف الأبرياء من سكان غزة، ويسرف في استخدام القوة التدميرية والقتل الممنهج لجميع أنحاء غزة حتى وصل به الحد لقصف المستشفيات واقتحامها وطرد الجرحى والمرضى من تلك المستشفيات، طبعاً بعد أن قطع الماء والكهرباء عن قطاع غزة، تأتي هذه الهمجية والافتراء والغطرسة لتكشف لنا مدى الوجع الذي أُصيب به العدوّ، والألم الذي قام به المقاومون بعملية “طُــوفان الأقصى” التي فضحت العدوّ وأثبتت لنا أن النصر لا يأتي لا بالقوة ولا بكثرة العدد والعتاد، ولكن ينصر الله المظلومين المستضعفين ويمكنهم من عدوهم، ويكون النصر من الله العزيز الجبار لمن تولاه واستمسك بنهجه وتوكل عليه.

انتصرت غزة بصبرها، بثباتها، بصمودها وأجبرت العدوّ على الهدنة رغم أنوفهم وفرضوا شروطهم بإخراج ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل صهيوني واحد، انتصرت غزة عندما أفشلت تحقيق العدوّ لأهدافه الذي أعلن عنها العدوّ الصهيوني وهي القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى، فلا هو الذي قضى على المقاومة ولا حرّر أسراه، فهذا هو الفشل والإخفاق بعينه، وأجبرت المقاومة العدوّ على الموافقة على شروطها بكل عزة وعنفوان وَبرؤوس مرفوعة وهامات شامخة.

فنبارك للمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة بهذا الانتصار العظيم وهذا الإنجاز الكبير، ومزيد من الانتصارات حتى نحرّر كُـلّ مقدساتنا ونطهرها من دنس الصهاينة وأنظمة الاستكبار وعملاء الهوان والخزي والعار من العرب والمنافقين أجمعين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com