من دماء الشهداء يتخلَّدُ النصرُ والعطاء

 

شموخ النمري

إن تحدثنا عن الشهداء فلن نفيَهم حقَّهم وإن تحدثنا عن شجاعتهم فلن نصفَها ولا بأي مجال من الحديث.

وإن تحدثنا عن صبرهم وثباتهم فقد كانوا نموذجًا على أرقى المستويات وصفاتهم من أعلى وأعظم الصفات.

وقد انطلقوا للجهاد في سبيل الله من قوة إيمانهم وصلابة عزيمتهم وقوة معنوياتهم ووحدتهم وسدادهم على الأمر والأخوة فيما بينهم.

آمنوا بالله فدفعهم إيمانهم إلى الطاعة والتسليم المطلق لله ولأعلام الهدى، وانطلقوا مصدقين وعاملين بتوجيهات الله ومطبقين لها على أرض الواقع..

فكل شهيد وله حكاية وقد سطّر التاريخ لهم أعظم البطولات وأقوى المواقف ولم تسقط قطرة دم شهيد إلا وقد بنى صرحاً عظيماً للإسلام وخلد ملحمةً عظيمة للأجيال الناشئة.

ونحن عندما نقيم الذكرى السنوية للشهيد فَــإنَّما نقيمها تعظيماً وتقديراً لتضحياتهم وتعهداً لهم بالسير على خطاهم ولاقتفَاء آثارهم والوفاء لدمائهم الطاهرة، وإن شعبنا يقيم الذكرى وهو في أتم الاستعداد للبذل والعطاء وكُلٌّ منا قد بذل نفسَه وماله وأولاده في سبيل الله ونصرةً للمستضعفين..

وقد عرفنا مفهوم ثقافة الشهادة وعظمتها وعرفنا بأنه لا عزة ولا حرية ولا كرامة لنا إلا إذَا تثقفنا بثقافة الشهداء.

فمن ينطلق في سبيل الله قد عرف معنى الشهادة ومعنى الفوز الأبدي ومعنى أنه لا عزة لنا إلا إذَا تثقفنا بثقافة الشهادة ولا مجد يضاهي مجد الشهادة، فقد تثقفنا وتسلحنا وحملنا روحية ومعنوية قوية نستطيع من خلالها مواجهة أعداء الأُمَّــة الإسلامية بأكملها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com