السيد القائد: عيونُنا مفتوحةٌ على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ولن نتوانى في استهدافها

العقيد شمسان: اليمنُ يستطيعُ منعَ استمرار تدفق الأسلحة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي من الدول الغربية الداعمة

الدكتور الرميمة: الجيشُ المصري أغلق بابَ المندب خلال حرب أُكتوبر 1973 واليمن أصبح اليوم يملِكُ قرارَه السياسي في حماية مياهه الإقليمية

 

الخطابُ يتصدّرُ وسائلَ الإعلام العربية والدولية ومواقعَ التواصل الاجتماعي ويشيدُ بشجاعة الموقف اليمني

 

المسيرة- خاص

تصدَّرَ خطابُ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي ألقاه، يوم أمس، خلالَ تدشين فعاليات أسبوع الشهيد، وسائلَ الإعلام العربية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لما احتواه من مواقفَ شجاعة وتهديد باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب، في إطار المساندة والوقوف مع الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية من قبل الصهاينة في غزة.

وتعد جزئية التهديد باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، أهم ما لفت انتباه وسائل الإعلام العربية والدولية؛ ولذا تم تداولها على نطاق واسع جِـدًّا.

وأكّـد السيد القائد في خطابه، أمس أن “عيوننا مفتوحة للرصد الدائم، والبحث عن أية سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية”.

وقال: “ليعلم الجميع، وليعرف الكل أنَّ العدوّ الإسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الأحمر، وبالذات من باب المندب، على التهريب والتمويه، ولم يجرؤ أن يرفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه، هو يهرِّبُ تهريبًا، ويغلِقُ أجهزةَ التعارُف، ولكن مع ذلك لن يفلح، سنبحث حتى نتحقّق من السفن التي هي تابعةٌ له، ولن نتوانى عن استهدافها”.

وواصل قائلاً: “لكن ليعرِف الكل أنه خائف، وأنه يعتمد هذا الأُسلُـوب، وهذا يدلل على مدى جدوائية وتأثير موقف بلدنا وشعبنا، وتأثيره على العدوّ الإسرائيلي، هو خائف إلى هذه الدرجة، في الوقت الذي يرفع الأعلام الإسرائيلية في سفاراته في دول عربية، وفي عواصم دول عربية، لا يجرؤ أن يرفع العلم الإسرائيلي على سفن يمر بها في البحر الأحمر، أَو من باب المندب، بل يرفع أعلامَ دُوَلٍ أُخرى؛ ليموِّه على سفنه، ويغلق أجهزة التعارف حتى يسعى لئلا يتم رصدُها”.

وأكّـد بقوله: “إن شاء الله سنظفر-بتوفيق الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”- بهم، وسننكِّلُ بهم، وفي أي مستوى تناله أيدينا وإمْكَاناتُنا، لن نتردّدَ في استهداف العدوّ الإسرائيلي، هذا موقفُنا المعلَنُ والصريحُ والواضحُ، وليعرف به كُـلُّ العالم”.

ويعتبر خطابُ السيد القائد مفصليًّا وتاريخيًّا؛ إذ إنه يحوي على أولِ تهديد باستهداف سفن صهيونية في ثالث أهم ممر مائي في العالم؛ بما يمثله من أهميّة استراتيجية للإسرائيليين، وجزء لا يتجزأ من أمنهم القومي كما يدَّعون، فمن شأن هذه الخطوة أن تعطِّلَ وصولَ الوقود إلى “إسرائيل”، وفرض حصار خانق عليها من اليمن.

ويعود التهديد بورقة “باب المندب” إلى الواجهة، بعد أن تم تفعيله في الحروب العربية مع إسرائيل في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حَيثُ شكل ذلك تهديداً كَبيراً عليهم، ومن بعدها حاولت إسرائيل التركيز على هذا الممر المائي، من خلال الانتشار الكبير في البحر الأحمر، وبناء قواعد عسكرية لها في إرتيريا المطلَّة على البحر الأحمر، والمحاذية لمضيق باب المندب من الجهة المقابلة لليمن.

ومن خلال القواعد العسكرية الإسرائيلية في إرتيريا، عمل الصهاينة وعلى مدى السنوات التسع من العدوان على اليمن على مراقبة أنشطة القوات المسلحة اليمنية، وتتبع تحَرّكاتها، ورصد إطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة، وغيرها من الأنشطة العدائية الموجهة ضد اليمن وشعبه.

 

إجراءاتٌ عسكرية ضاغطة:

وفي هذا السياق يؤكّـد الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان، أن “ما جاء في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، حول استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، يؤكّـدُ توسُّعَ دائرة المعركة مع كيان العدوّ، لافتاً إلى أن موقف الشعب اليمني الثابت من القضية الفلسطينية، وتوجيه قيادته الثورية باتِّخاذ الإجراءات العسكرية الضاغطة لوقف العدوان الأمريكي الإسرائيلي على إخواننا وأهلنا في قطاع غزة ووقف الجرائم الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق أطفالهم ونسائهم ورجالهم المدنيين أمام العالم والمجتمع الدولي”.

ويشير شمسان إلى أن “ما ورد في خطاب قائد الثورة يؤكّـد أن القوات المسلحة اليمنية تمتلك اليوم كافة القدرات والإمْكَانيات لتسديد ضربات موجعة للعدو الصهيوني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب والجزر اليمنية المحتلّة، وخوض معركة المواجهة، وهو مؤشر على أن دائرة الحرب تتوسع”، مُشيراً إلى الأهميّة الاقتصادية والعسكرية لمضيق باب المندب، وتأثيره على الكيان الغاصب والحركة التجارية وعائداتها الاقتصادية.

وعن ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية تجاه الضربات اليمنية واستهداف السفن الصهيونية حال عدم توقف العدوان على الشعب الفلسطيني يقول شمسان: إن “شعبنا اليمني الذي صمد أمام العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ طيلة 9 أعوام خرج منها أكثر قوة، وأكثر نفيراً لا يخشى الرد، ويمتلك القرار المستقل والإرادَة الحرة في توجيه ضربات مؤلمة لكل القواعد الأمريكية والإسرائيلية وبارجاتها في المنطقة، وقادر على التحكم بحركة العبور في باب المندب والمياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر”.

ويعتبر شمسان مضيق باب المندب ورقة رابحة بيد قوية وصادقة لا تعرف التراجع ولا تخشى التهديدات من أية جهة كانت، وتستطيع التأثير في المعادلات العسكرية والاقتصادية، ومنع استمرار تدفق الأسلحة إلى كيان الاحتلال الصهيوني، من الدول الغربية الداعمة لقتل وإبادة أطفال غزة وسكانها تحت أسقف منازلهم وفي مدارسهم ومستشفياتهم، منوِّهًا إلى أن “أقوال قائد الثورة اليمنية تتبعها أفعال، تترجم على الميادين، وأن المسؤولية الدينية والأخلاقية تجاه إخواننا في فلسطين لا تعفي أحداً، وهذا هو مطلب كُـلّ أبناء الشعب اليمني المفوض لقيادته الحرة في توسيع الخيارات الرادعة للعدو الصهيوني”.

 

خطابٌ تاريخيٌّ متكامل:

من جانبه يؤكّـد الدكتور حبيب الرميمة، أن “خطاب السيد القائد كان تاريخيًّا وَمتكاملاً، حَيثُ شمل على العديد من المجالات الثقافية والسياسية وشخص حال الأُمَّــة والوهن الذي تعيش فيه، إلا أن أحد أهم تلك المجالات -باعتقادنا- هو المجال الدولي، والصراع مع العدوّ الإسرائيلي”.

وَفيما يتعلقُ بمرور السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وتحديداً في باب المندب، والمياه الإقليمية، قال الرميمة: إنه “من المعروف وفقاً للاتّفاقيات الدولية الخَاصَّة بالبحار أن هناك ثلاث تقسيمات رئيسية تحدّد حقوق الدول الشاطئية وفقاً لمبدأ السيادة، المنطقة الأولى: المياه الإقليمية وهي تقدر بمسافة معينة 12 ميلاً بحرياً تقريبًا، حَيثُ تعتبر هذه المياه من حدود الدولة التي لا يجوز دخولها أَو المرور بها إلا بإذن الدولة، مثلها مثل الحدود البرية والجوية، ثم تأتي المنطقة الصناعية الخالصة، والتي تمارس فيها الدول جزءاً من سيادتها فقط، ثم المنطقة الثالثة أعالي البحار، والتي تعتبر مياهاً دولية مشتركة”.

ويضيف الدكتور الرميمة: “ومن ثَمَّ فَــإنَّ الطبيعة الجغرافية للبحر الأحمر وانتشار عدد من الجزر التي تعود للسيادة اليمنية يجعل من أجزاء كبيرة منه تندرج ضمن المياه الإقليمية، هذا من ناحية، أما بخصوص المضايق البحرية فهناك أحكام خَاصَّة في تلك الاتّفاقيات تنظمها، ومن ثم برز ما يسمى بحق المرور العابر، وهذا المرور ليس حقاً مطلقاً، وإنما له عدد من الشروط أهمها ألا يشكل تهديداً للدولة الشاطئية، وألا تكون السفينة تتبع دولة عدو”.

ويشير إلى أن “هناك وقائع تاريخية تؤيد هذا المبدأ عمليًّا، منها على سبيل المثال إغلاق الجيش المصري لمضيق باب المندب في وجه الكيان الصهيوني خلال حرب أُكتوبر سنة 1973م، كنوع من الحصار البحري أثناء الحرب مع الكيان الصهيوني”.

ويزيد بقوله: “ومع كُـلّ ذلك نجد أن السيد القائد -يحفظه الله- كان حريصاً خلال التسع السنوات من الحرب العدوانية على اليمن، بضمان أمن وسلامة الملاحة البحرية انطلاقاً من قناعة إيمَـانية راسخة رغم الحصار الذي لا يزال قائماً على اليمن من قبل دول العدوان ومن ضمنها الكيان الصهيوني، وحتى في تهديده للكيان الصهيوني استخدم ألفاظاً دقيقةً تَنُمُّ على مدى حرص القيادة على تحقيق السلامة البحرية، حَيثُ أوضح أن الكيان يستخدم أعلامَ دول أُخرى، وهذا يأتي من باب الخدعة القانونية، ومع ذلك أكّـد أننا “سوف نفتش”، وهذا اللفظ بالإضافة إلى دلالاته القانونية –بحسب الدكتور الرميمة- يحملُ أَيْـضاً دلالات سياسية كبيرة؛ باعتبار أن اليمن أصبح يمتلكُ قراره السياسي في حماية مياهها الإقليمية، ومدى توازن الردع الذي أصبحت تشكله لدى العدوّ الصهيوني، خُصُوصاً في الاستراتيجية الصهيونية التي دأبت طوال عقود على إخضاع البحر الأحمر والتحكم به”، موضحًا “جميعنا شاهدنا كيف وقف المجرم نتنياهو مذهولاً بعد وصول الجيش واللجان الشعبيّة إلى باب المندب”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com