“طُوفان الأقصى” يدخل شهره الثاني وسط توقعات بهزيمة تزلزل كيان العدوّ المحتلّ

 

محمد علي الحريشي

بدأ اليوم (الثلاثاء، 7 نوفمبر / تشرين الثاني) الشهر الثاني منذ اندلاع معركة “طُوفان الأقصى” التي شنها مجاهدو المقاومة الإسلامية الفلسطينية في قطاع غزة ضد دويلة العصابات الصهيونية اليهودية التي تغتصب أرض فلسطين، من اليوم تدخل العملية البطولية العظيمة شهرها الثاني، فما هي التوقعات التي ينتظرها الكيان المحتلّ ومن يقف خلفه من دول الاستكبار الغربية بعد فشل تحقيق الأهداف التي على ضوءها ارتكبت أبشع الجرائم الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في غزة على مدى شهر مضى؟

بقدر ما كانت عملية “طُوفان الأقصى” تكتسب أهميتها العسكرية والسياسية، كونها عملية حقّقت عناصر المفاجئة، من حَيثُ قوتها ودقة تخطيطها واختراقها لآخر ما توصلت إليه تكنولوجيا الصناعات الدفاعية والتجسسية الغربية، كانت العملية المضادة التي تولت أمريكا وتحالفها الغربي قيادتها العسكرية؛ مِن أجل القضاء على المقاومة الإسلامية في غزة، كانت العملية المضادة كبيرة ولا نستهين بما سخر لها من إمْكَانيات قيادية وعملياتية وقوة نارية وبشرية.

كلنا رأينا آثارها التدميرية في مدن ومخيمات قطاع غزة، لكن هل نجحت أمريكا وتحالفها رغم كُـلّ تلك الإمْكَانيات المهولة من تحقيق الحد الأدنى من الأهداف التي توقعوها ومنها خلق عامل الخوف والرعب في نفوس المقاومين؟ الجواب معروف وبكل بساطة نقرأه من وجوه أبطال المقاومة الإسلامية الفلسطينية في غزة الذين يقفزون أمام دبابات الميركافا التي تحاول التوغل في الأجزاء الشمالية الغربية من القطاع، يقفزون من بين حطام الأنقاض ومن بين بقايا الأعمدة الخراسانية المسلحة، التي هدمت أبراجها أحدث القنابل الأمريكية والبريطانية، يقفزون أمام فخر السلاح البري الصهيوني «الميركافا» فيفجرونها شظايا متناثرة ويحرقونها ويقتلون الجنود الصهاينة الذين يعتلون أبراجها أَو يتحصنون خلف «جدر» تحقيقاً لقول الحق عز وجل: (وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ) صدق الله العظيم.

مشاهد التحام أبطال المقاومة من نقطة الصفر على أبواب غزة وجهاً لوجه أمام آلة الموت الأمريكية والصهيونية، هي من سوف تلحق الهزائم بالمخطّطات العسكرية الأمريكية، مشاهد العزة والكرامة التي ترسمها وجوه الأطفال والنساء والشيوخ في غزة وهم يواجهون آلة القتل والإجرام بثبات وشجاعة قلما نجد لها نظيراً هي من تخلق النصر.

دخول عملية “طُوفان الأقصى” شهرها الثاني وسط الهزائم النفسية والمعنوية التي يتجرعها الأمريكي والصهيوني، هي من سوف تحطم الصنمية الأمريكية التي هيمنت على المنطقة، والتي حمت الوجود اليهودي الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين، الصنمية الأمريكية الإمبريالية التي انتفضت من أول يوم لعملية الطوفان، وحركت أساطيلها وبوارجها الحربية، وحاملات الطائرات إلى فلسطين لنجدة ربيبتها «إسرائيل» وتخويف المقاومة الإسلامية وتخويف قوى محور المقاومة، كلها تهاوت أمام إرادَة المقاتل الفلسطيني، وتحطمت على أبواب غزة.

هَـا هي الصنمية الأمريكية تتشظى أمام المقاتل الفلسطيني، وتتحطم أمام قوى محور المقاومة الذين سوف يكون لهم جولات أمام الصلف الصهيوني والغطرسة الأمريكية، تفاعل شعوب العالم الحر من مختلف القارات والبلدان مع المقاومة الإسلامية، كان له الأثر في فضح المواقف المخزية لدعاة الديمقراطية الغريبة المزيفة وحقوق الإنسان، أمريكا سقطت صنميتها عندما ولغت في دم أطفال فلسطين وقد سقطت قبل ذلك الصنمية الأمريكية وتحطمت على صخور جبال اليمن ورمالها عندما ولغت في دماء عشرات الآلاف من الأبرياء في مدن وقرى اليمن.

القضية واحدة، الدم الذي أريق في اليمن وغزة وجنوب لبنان والعراق وسوريا وأفغانستان بالقنابل الأمريكية، هو نفس الدم البريء المظلوم، هو من يصنع ملامح النصر والعزة والتمكين للمظلومين أصحاب الحقوق المغتصبة والمهدورة، ذلك الدم وتلك الأشلاء هي من ستهزم أمريكا وتنهي الوجود اليهودي الغاصب في فلسطين.

أثبتوا يا أبطال غزة، عدوكم مهزوم، لقد قطعتم مسافات في طريق النصر، بدأ التحالف الأمريكي الصهيوني الغربي الذي أراد القضاء عليكم وإنهاء وجودكم يتفكك وينهار ويتآكل من الداخل، هناك حركات جماهيرية مضادة داخل عواصم تحالف العدوان، أما كيان الاحتلال فَــإنَّه يغلي من الداخل، حافظوا على أهم ورقة تخنقون بها حكومة الكيان المحتلّ وحكومات تحالف العدوان، وهي ورقة الأسرى الصهاينة، ورقة الأسرى الصهاينة التي تمسكون بها هي نقطة الضعف الكبرى التي تذلون بها الكيان المحتلّ وتحرقون أوراقه.

في الختام نقول لإخوتنا في فلسطين وفي المقاومة الفلسطينية: الله معكم وقلوبنا معكم أنتم على حق والله ينصر عباده المؤمنين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com