سلوكُ الاحتلال الإسرائيلي قد يفجِّرُ حرباً واسعة

عضوُ السياسي الأعلى محمد الحوثي: الأمريكي قد يقرأُ رسالةَ السيد حسن بغباء إن استمر في المغامرة العسكرية

نقفُ مع السيد القائد عبد الملك الحوثي في مسيرة تحقّق العدالةَ وترفعُ المظلوميةَ عن الشعب الفلسطيني

خطابٌ تاريخيٌّ للسيد حسن نصر الله يرسُمُ ملامحَ المعركة المقبلة

 

المسيرة- خاص:

حَيَّا عضوُ المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، ما سمَّاه الجهاد النبيل لسماحة الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، مُثنياً على الخطاب الذي ألقاه، أمس، بخصوصِ مستجدات الأحداث في قطاع غزة.

وقال الحوثي في منشورٍ له عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي: إن “السيد حسن وكعادته يتمسك بقيمه وشجاعته في مواجهة التحديات الصعبة رغم التضحيات الكبيرة التي يقدمها؛ مِن أجل حماية الشعب اللبناني ودعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للاعتداء الوحشي من الكيان الإسرائيلي الغاصب وحليفته أمريكا”، مؤكّـداً أن تصميمَه يعكسً إنسانيةً رفيعة وروح قائد حقيقي، وتضحياته الشخصية وإرادته القوية تعكسان روحَ التفاني التي يمتلكها تجاه كرامة شعبه وشعب فلسطين، وتؤكّـد أنه قائدٌ لا يعرف اليأس ويعمل بجد لتحقيق النصر.

وأشَارَ الحوثي إلى أنه “وبفضل قيادته الحكيمة وشجاعته يزداد الشعبان شعوراً بالأمان والأمل في مستقبل أفضل”، موضحًا أنه “مع كُـلّ موقف عظيم يسطّره يزدادُ إعجابُ المجاهدين بشجاعته وإرادته القوية في مواجهة العدوّ الإسرائيلي؛ فهو يمثل قُدوةً حقيقيةً للشباب والجيل القادم؛ لأَنَّه يعلِّمُهم أن القيادة الحقيقية تتطلب التضحية والالتزام الثابت بالقيم الأخلاقية”.

وقال: “لقد تأثرنا به منذ كنا صغار السن وما زلنا نتأثر به اليوم، وهو يؤثر بشكل إيجابي على حياة الكثيرين ويعطي مجاهدي الأُمَّــة الأملَ والشجاعة للمضي قدما حتى تحقيق النصر الكامل على إسرائيل”، منوِّهًا إلى أن “هذه معركة لا يتأخر عنها إلا من لا يحمل ذرةً من الإنسانية أَو من لا يعرف القيمةَ الإيمانية التي تجعل العزة لمن يحمل الإيمان”.

وواصل: “لقد كان موقفُنا المعلَنُ معك يا سيد حسن ومع الإخوة من فصائل الجهاد في فلسطين واضح، ونحن نقف إلى جانبكم تحت قيادة سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مسيرة تحقيق العدالة ورفع المظلومية والاحتلال عن الشعب الفلسطيني بقوة الله سبحانه وتعالى، وتأكّـد أن جهادَك وتاريخك سيبقى محفورًا في قلوب الأجيال القادمة كرمز للشجاعة والتضحية ومدرسة لمقارعة الأعداء وإرباك خططهم”.

ورأى أن “الشفافيةَ والغموضَ في آنٍ للسيد حسن نصر الله وجعل كُـلّ الخيارات مطروحة ما هي إلا واحدةٌ من الأهداف المسددة”، مؤكّـداً أن “رسالة السيد حسن للقوة الأمريكية بأساطيلها وحاملات طائراتها وبارجاتها، وما أعلنَه من أنه قد تم الإعدادُ لها هي رسالة واضحة وقد يقرأها الأمريكي بغباء إن استمر في المغامرة العسكرية للوصول للهزيمة كما وصل إلى الهزيمة الآن في الإنسانية وَاختزال القانون الدولي وفق مغامراته، كما أن إيقاف العدوان والحصار عن غزة هو ما يجب أن يتم بإذن الله تعالى”.

 

خطابٌ تاريخي:

وتابع العالم بأكمله، أمس، خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، حَيثُ حمل الخطاب الكثير من الرسائل المتعددة للكيان الصهيوني من جهة وللأمريكيين من جهةٍ أُخرى، ووضح فيه أموراً كانت غامضة لدى الكثيرين ولا سيما ما يتعلق بعملية “طوفان الأقصى” ودوافعها، وانعكاساتها على الكيان المحتلّ، والدخول الأمريكي على الخط مباشرةً لرفع المعنويات له.

ومثلما كان الخطاب واضحًا كان غامضاً؛ فالسيد حسن لم يفصح عن كُـلّ طبيعة خطواته في المرحلة المقبلة، لكنه وضع النقاط على الحروف، وأكّـد أن الإنسانية لا تقتضي الصمت تجاه ما يحدث من جرائم متوحشة تجاه قطاع غزة، وأكّـد أنه لا يمكن السماح بهزيمة حماس.

وفي هذا السياقِ، يقول الكاتب والمحلل السياسي اليمني زكريا الشرعبي: “إن البعضَ كان يتوقَّعُ أن يعلنَ السيد حسن نصر الله عن دخول الحرب، لكنه أكّـد أن المقاومةَ اللبنانية قد دخلت الحربَ فعلاً في 8 أُكتوبر الماضي ومن يدخل الحرب هو يمتلك خيارات تطويرها متى وكيف وأين؟ باتّجاه هدفَينِ استراتيجيين وهما: إيقاف العدوان على غزة، وانتصار المقاومة”.

ويضيف أنه “وعلى ضوء هذين الهدفين ستتوسع المعركة وهي مفتوحة على كُـلّ الاحتمالات في أي لحظة، وفي أي وقت، ولن تبقى محدودة، كما أن هناك قاعدةَ اشتباك جديدة تتعلق بسلوك العدوّ تجاه لبنان، وبذلك يمسك حزب الله بزمام المبادرة، ويفرض خياراته؛ مِن أجل تحقيق الأهداف، والعدوّ يدرك ذلك”.

ويشير إلى أن “العدوّ الذي كان ينتظرُ ما سيعلِنُ نصرُ الله سيظلُّ على انتظار وسينتظر معه الأمريكي أَيْـضاً”، منوِّهًا إلى أنه “وبناءً على سلوك العدوّ في غزة أَو تجاه لبنان سيكون سلوك حزب الله”.

باختصار يقول حزبُ الله للعدو: “لقد دخلنا الحرب وحقّقنا إنجازات، ولا تنتظروا منا إعلانها، وبناء على سلوككم ستكون خياراتنا، ومفاجآتنا التي ستضربكم دون إعلان”، والكلام للشرعبي.

بطبيعة الحال يظل الخطاب برمزيته التاريخية أهمَّ من الرسائل التي وردت فيه؛ فظهور السيد حسن نصر الله بعد مرور ما يقارب الشهر على عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من أحداث عنيفة في قطاع غزة، يؤكّـد أن ما بعد الخطاب ليس كما قبله، وأن حزب الله لن يظل ممسكاً العصا من المنتصف، وأنه منذ دخوله في المعركة في الثامن من أُكتوبر الماضي قد حقّق نقاطاً كثيرةً آلمت العدوّ الصهيوني، وشتَّت انتباهَه، وفي كُـلّ الأحوال فَـإنَّ قرار توسيع نطاق الحرب الآن لم يعد في يد حزب الله اللبناني أَو المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وإنما هي بيد الأمريكيين الذين يستعرضون بسفنهم الحربية في البحار؛ ولهذا كان كلام السيد حسن واضحًا لهم، مُوصِلاً رسالة أن الضررَ الكبيرَ في توسع المعركة هو للمصالح الأمريكية في المنطقة ولأساطيلهم البحرية التي لا تخيفُ المقاومة الإسلامية في لبنان.

وأياً يكن فَـإنَّ السيدَ حسن نصر الله قد حدّد موقفه خلال هذا الخطاب التاريخي، ليس في المشاركة في المعركة التي ابتدأها من اليوم الثاني لعملية “طوفان الأقصى”، وإنما للمسار الكبير الذي يمكن أن تحدثه تطوراتها.

وهنا يقول المحلل والخبير العسكري اللبناني أمين حطيط: “إن العالَمَ كُلَّه انتظر موقفَ السيد حسن نصر الله، وبوضوح ساطعٍ، مقروناً بغموض بناء حدّد الموقف بأن تدحرُجَ الأمور إلى حرب شاملة احتمالٌ قائمٌ وَقد يحصل”.

ويضيفُ أن “هذا الاحتمال تم ربطُه بإيقاع العدوان على غزة أَو اتّجاهات العدوان على لبنان”، مُشيراً إلى أن “موقف السيد حسن قد أفرح الصديق وَالحليف وَأقلق العدوّ وَأرهبه”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com