المقاومةُ تمطرُ “تل أبيب” والمستوطنات برشقاتها الصاروخية.. وقتلى الاحتلال في تصاعد

المسيرة | متابعة خَاصَّة

دخلت معركةُ “طوفان الأقصى” الملحمية يومها الـ 15، بكل تألقها المعهود وباتت أمام لحظةٍ فارقة من الاقتراب من تحقيق النصر، والتي يمكن البناء عليها لو تضافرت الجهود، واتحدت الساحات، واجتمعت الجبهات، فعلاً في هذه المرحلة الحاسمة، ستكون الأُمَّــة أمام نصرٍ كبير لم يحدث له مثيل من قبل، هُنا أعلنت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، السبت، قصف “تل أبيب” و”أسدود” و”نتيفوت” و”سديروت” برشقات صاروخية رداً على استهداف المدنيين في قطاع غزة.

وأكّـدت سرايا القدس أَيْـضاً، إطلاقها رشقاتٍ صاروخيةً دكت بها المدنَ المحتلّة والمواقع العسكرية ضمن معركة “طوفان الأقصى”، من جهتها أكّـدت “كتائب الأقصى”، أنها استهدفت مستوطنات “غلاف غزة” برشقات صاروخية.

بالتزامن، أعلنت كتائب المقاومة الوطنية في غزة، استهداف آلياتٍ عسكرية إسرائيلية قرب كيبوتس “يد مردخاي”، بـ 3 قذائف هاون من العيار الثقيل.

وأفَادت وسائل إعلام “إسرائيلية”، بدوي صفاراتِ الإنذار في “أسدود” وفي المستوطنات القريبة من غزة ومستوطنة “نتيفوت”، وفي مستوطنات النقب الغربي، وفي منطقة السهل الداخلي وغوش دان في الوسط.

في سياق متصل، أكّـد موقع “الجيش الإسرائيلي”، ارتفاع عدد القتلى العسكريين “الإسرائيليين”، وأفَاد الناطق باسم جيش الاحتلال، دانيال هاغاري، بأن عدد قتلى “الجيش الإسرائيلي”، قد بلغ 308 جنود، إضافة إلى أسر 210 أشخاص منذ بداية هجوم غزة، وقال هاغاري، في إحاطة صحافية السبت: “قد تتغير هذه الأرقام في الأيّام المقبلة”.

وتستمرّ المقاومة الفلسطينية في إطلاق الرشقات الصاروخية نحو المدن المحتلّة والمستوطنات، وعرض إنجازاتها الميدانية تباعاً، ضمن معركة “طوفان الأقصى”، لليوم الخامس عشر على التوالي.

ونشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، مشاهد لإطلاق المئات من الصواريخ المخصصة لاستهداف “تل ابيب”، كما نشرت الخميس مشاهد لاستهداف قذيفةٍ مضادة للدروع دبابةَ “ميركافا 4″، شرقي خان يونس، والجمعة، أعلنت كتائب القسام استهداف أسدود المحتلّة برشقة صاروخية رداً على استهداف المدنيين، بالإضافة إلى مستوطنة “سديروت” وتحشدات للاحتلال قرب “مفكعيم” برشقات صاروخية.

كما أعلن الناطق العسكري باسم “كتائب القسام” أبو عبيدة، الجمعة، أنَّه “استجابة لجهودٍ قطريةٍ أطلقنا سراح محتجَزتَيْن أمريكيتَيْن (أُم وابنتها) لدواعٍ إنسانية، ولنُثبِت للشعب الأمريكي والعالم أن ادِّعاءات بايدن وإدارته الفاشيّة هي ادِّعاءاتٌ كاذبةٌ لا أَسَاس لها من الصحة”.

في السياق، وثّقت مصادرُ إعلامية عالمية، في وقتٍ سابق من صباح السبت، وصول الرهينتَين الأمريكيتين المفرَجِ عنهما، الأُم وابنتها، جوديث وناتالي رعنان من شيكاغو، إلى “تل أبيب” وتحدثتا إلى الرئيس الأمريكي بايدن وعائلتيهما.

إلى ذلك، أعلنت سرايا القدس استهداف مدينة عسقلان المحتلّة ومستوطنة “سديروت” برشقات صاروخية، بالإضافة إلى استهداف تجمعات لجنود الاحتلال في “مفلاسيم”، برشقة صاروخية.

في سياقٍ متصل، أعلن رئيس الأركان السابق للاحتلال، دان حالوتس، “أنّنا خسرنا في عملية حماس، في غلاف غزة، ضابطين برتبة قائد لواء”، مُضيفاً أنّ “هذه أول مرة تجنّد فيها إسرائيلُ كُـلَّ احتياطيّها”.

من جهته، تحدث رئيس “الموساد” السابق، داني ياتوم، عن “تضاؤل ثقة المستوى السياسي والشعب بالمؤسّسة الأمنية والجيش الإسرائيلي“.

بالتوازي، كشفت وسائل إعلام عبرية أنّ عدداً كَبيراً من المروحيات التابعة لـ”الجيش الإسرائيلي” أُصيب خلال عملية حماس في “غلاف غزة”، ولفت المسؤول الكبير السابق في “الشاباك”، ليؤور أكرمان، إلى أنّ “الإسرائيليين في حالة صدمة فظيعة بعد عملية حماس في غلاف غزة”.

يُشار إلى أنّ “إسرائيل” تخشى أَيْـضاً توسّع المعركة إلى جبهات أُخرى، ولا سيّما الجبهة الشمالية، التي تشهد توترات؛ بسَببِ استهداف المقاومة الإسلامية في لبنان للمواقع “الإسرائيلية”؛ رَدًّا على اعتداءات الاحتلال عند الحدود. وعمل الاحتلال على إجلاء المستوطنين شماليّ فلسطين المحتلّة.

 

وحدةُ الساحات تتجذّر، والمقاومةُ الإسلامية في لبنان تستهدفُ معظمَ المواقع على الحدود:

شنت المقاومة الإسلامية في لبنان سلسلة هجمات على معظم مواقع الاحتلال على الحدود، حَيثُ أطلقت صاروخاً موجهاً، السبت، من جنوب لبنان واستهدف نقطة عسكرية “إسرائيلية” في محيط مستوطنة المنارة، مقابل بلدة ميس الجبل، وتم استهداف موقع العباد التابع للاحتلال مقابل بلدة حولا الحدودية مع فلسطين المحتلّة.

وأفَادت مصادر للمقاومة في لبنان باستهداف مواقع عسكرية “إسرائيلية” في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لافتةً إلى أنّ قوات الاحتلال قصفت المناطق الحرجية جنوبي لبنان، وأشَارَت إلى أنّ قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف أطراف بلدة يارون، إضافة إلى قصف مرتفعات حلتا والماري، كما لفتت إلى انبعاث الدخان بعد سماع انفجار من موقع البياض “الإسرائيلي”، مقابل بلدة بليدا في قضاء مرجعيون جنوبي لبنان.

وأقرّت وسائلُ إعلام “إسرائيلية”، بإطلاق صاروخ مضاد للدروع نحو مستوطنة “مرغليوت” مقابل الحدود الشمالية مع لبنان. وزعمت بأنّ طائرات من دون طيار تابعة لجيش الاحتلال “أطلقت النار على المجموعة التي أطلقت النار على مرغليوت”.

كما تحدَّث الإعلام العبري، عن أنّ هناك خشيةً من حدث أمني عند الحدود مع لبنان، وعن إطلاق قذائف هاون من لبنان على منطقة مزارع شبعا، لافتاً إلى أنّ “الجيش الإسرائيلي” ردّ على مصادر النار.

وتواصل المقاومةُ الإسلامية دكَّ المواقع العسكرية “الإسرائيلية” قرب الحدود اللبنانية مع فلسطين منذ 8 تشرين الأول/أُكتوبر الجاري، وبثّت المقاومة الإسلامية، السبت، مشاهدَ لاستهدافها، أمس الجمعة، تجمُّعاً ‏لجنود الاحتلال في ثكنة هونين المحتلّة.

وأقرّت وسائل إعلام العدوّ، السبت، بمقتل جندي “إسرائيلي” وإصابة 3 آخرين بصواريخ حزب الله الموجهة عند حدود لبنان، وكانت مصادر قد أكّـدت وقوع 3 قتلى و4 جرحى “إسرائيليين” في الاستهدافين اللذين شنّتهما المقاومة الإسلامية في لبنان على قوة عسكرية “إسرائيلية” في “نطوعاه” وقرب “برانيت”.

وأمس الجمعة، استهدفت المقاومةُ الإسلاميةُ مواقعَ “إسرائيلية” في مزارع شبعا المحتلّة بصواريخ موجّهة، بالإضافة إلى موقعين إسرائيليين متقابلين في تلال كفر شوبا بصاروخين موجهين أَيْـضاً.

وتتعمّق مخاوفُ الكيان الصهيوني من أن تندلع مواجهة عند الجبهة الشمالية، بعد أنّ وسّعت المقاومة الإسلامية في لبنان دائرة النار، واستهدفت مزيداً من المواقع والتحشيدات “الإسرائيلية” على طول الحدود؛ رَدًّا على الاعتداءات “الإسرائيلية” على القرى الحدودية، والصحافيين والمدنيين.

في هذا السياق، يقول مستوطنو الشمال: “نحن على قيد الحياة؛ لأَنَّ حزب الله لم يقرّر مهاجمتنا بعد”. كما أعرب رئيس مستوطنة “مرغليوت” (مقابل الحدود اللبنانية)، إيتان دافيدي، عن قلقه من أن تنتقل صورة مستوطنات “غلاف غزّة” إلى الشمال أَيْـضاً، قائلاً “إذا لم نُغيّر الواقع، فلن يكون أحد على استعداد للعيش في مستوطنات قرب السياج الحدودي”.

واعترف وزير أمن الاحتلال، يؤآف غالانت، أنّ حزب الله لديه قدرات أكثر بـ10 أضعاف من حركة “حماس”، ما يعقّد الحرب معه.

وفي السياق، قال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، السيد هاشم صفي الدين: “في مقاومتنا التي نفتخر بها كنا دائماً نقاتل في ظل قضية محقة دفاعاً عن أرضنا ووطننا ومقدساتنا”، مؤكّـداً: “سنكون حاضرين بسلاحنا في كُـلّ جبهة وساحة”، كما شدّد بالقول: “قتالنا اليوم هو لقضية محقة ودفاعاً عن الأوطان، وما يحصل في غزة اليوم ليس مرتبطاً فقط بغزة وفلسطين”.

بدوره، أكّـد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبناني، النائب محمد رعد، أنّ المقاومة في لبنان حاضرة وجاهزة وصفعها للاحتلال مدوٍّ، حتى ولو لم يتكلّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، مضيفاً: “نحن نلتزم تكليفنا الشرعي في حماية إنساننا وفي الدفاع عن حق كُـلّ مظلوم”.

 

اليوم الـ 15 للعدوان.. شهداء وجرحى مع تواصل الغارات الصهيونية على قطاع غزة:

ومع دخول اليوم الخامس عشر للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، استشهد 24 فلسطينيًّا، فجر السبت، بقصف طائرات الاحتلال لمنزل عائلة المطوق في جباليا شمالي قطاع غزة.

وقالت وزارة الداخلية في غزة: “إن طائرات الاحتلال أغارت على منزل يعود لعائلة المطرق في جباليا؛ ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى وتم نقلهم إلى المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع”.

وفي رفح، استشهد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا يعود لعائلة زعرب بمنطقة دوار زعرب.

وقال شهود عيان: “إن طائرات الاحتلال قصفت منزل زعرب المكون من طابقين وأسفر ذلك عن استشهاد 10 مواطنين بينهم 3 أطفال، إضافةً لعدد من الجرحى”.

كما استشهد أربعة فلسطينيين في استهداف شقة لعائلة الصوالحي بمنطقة حي الجنينة شرقي رفح جنوب القطاع، واستشهد فلسطينيان وفُقد 7 آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منزل يعود لعائلة الشاعر في حي السلام برفح جنوبي القطاع.

وقصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة “الكرد” على رؤوس ساكنيه في حي الجنينة برفح، مع وجود عدد من الإصابات تحت الأنقاض، كما قصف طيران الاحتلال منزلين لعائلتي الفرا وشاهين في منطقة الكتيبة بخانيونس موقعًا عدداً من الإصابات والشهداء، وشن طيران الاحتلال غارة على عمارة السعادة 6 غرب مدينة غزة؛ ما أَدَّى إلى محاصرة عدد من المواطنين داخل العمارة.

وقصف طيران الاحتلال منزلًا لعائلة المدهون على رؤوس ساكنيه قرب مدرسة عثمان بن عفان، ومنزلاً آخر في منطقة الصفطاوي شمالي غزة، كما قصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الحواجري في دير البلح، موقعًا شهداء وجرحى.

من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن مقتل ما لا يقل عن 16 موظفًا وعاملًا في الوكالة منذ بدء الحرب على غزة، وقالت “منذ بداية الحرب، قُتل ثمانية نازحين، وأُصيب ما يقرب من 100 يحتمون في مرافقنا”، وأوضحت الأونروا تضرر 33 منشأة تابعة لها في مختلف أنحاء قطاع غزة في الغارات “الإسرائيلية”.

أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتقاء 4385 شهيدًا، بينهم 1756 طفلًا و976 امرأةً، إضافة إلى 13561 مصابًا بالعدوان الإسرائيلي.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، خلال مؤتمر صحفي عقده السبت، حول التحديث اليومي لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المُستمرّ منذ 15 يوماً، إنه ارتقى خلال الـ 24 ساعة الماضية 352 شهيدا.

وأوضح معروف، أن 61 شهيدًا من مجمل الضحايا ارتقى في مناطق جنوب قطاع غزة، التي حدّدها الاحتلال بأنها “آمنة”. وبذلك يكون عدد الشهداء منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عدوانه يوم 7 تشرين أول/أُكتوبر الجاري (4137) شهيدًا، وَ(13162) جريحا، إضافة إلى (1400) مفقود، كما أَدَّى العدوانُ “الإسرائيلي” إلى تهدم (5500) مبنى سكني بصورة كلية، كانت تضم (14200) وحدة سكنية، فيما تضررت نحو (133370) ألف وحدة سكنية بشكل جزئي منها (10127) وحدة سكنية غير صالحة للسكن، إضافة إلى (62) مقرًّا حكوميًّا وعشرات المرافق العامة والخدماتية دمّـرها الاحتلال، وألحق فيها الضرر الكبير.

وأوضح بيان مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن الاحتلال “يواصل استهداف المؤسّسات التعليمية، حَيثُ تعرّضت 160 مدرسة لأضرار متنوعة، منها 19 مدرسة خرجت عن الخدمة”.

وأشَارَ إلى أنه “من أبرز مشاهد العدوان للأربع وعشرين ساعة الماضية، تدمير الاحتلال لأبراج مدينة الزهراء والمجزرة التي ارتكبها بقصفه كنيسة الروم الأرثوذكس.

ودعا رئيس “الإعلام الحكومي” إلى فتح معبر رفح دائماً “ليشكّلَ مَخْرَجاً للجرحى والمصابين ومدخلاً للمساعدات الإغاثية التي يحتاجها كُـلّ قطاع غزة”.

إلى ذلك، فتح معبر رفح عند الساعة 10:00 صباحًا وبدأت شاحنات المساعدات تدخُلُ غزة من مصر عبر المعبر، التي قُدرت بـ20 شاحنة فقط.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com