جُمُعةُ الطوفان

 

أم الحسن أبوطالب

دعوةٌ عظيمةٌ لَبَّتها جحافلُ الأحرار على امتداد جغرافيا الوطن العربي والإسلامي وحتى الغربي، تهتفُ: كلنا غزة وكلنا دون رحاب المسجد الأقصى، وكلنا مقاومون وأعداء لبني صهيون، ومن غاب عن هذا المشهد -دولًا وشعوبًا أحزابًا وأفرادًا- فلا عزاء لهم؛ لأَنَّهم فقدوا الموقف العظيم بين الأحرار وخسروا جهادهم المقدس بقول كلمة حق؛ دعمًا للمقاومين الأبطال، وإرهابا للعدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا، وفقدوا إنسانيتهم أَيْـضاً بصمتهم المخزي تجاه الممارسات الهمجية والإجرامية التي يقوم بها العدوّ الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني.

تلك الدعوة هي دعوة المقاومة الفلسطينية لجماهير وشعوب الدول العربية والإسلامية وحتى الغربية المتضامنة معها للخروج في مسيرات تضامنية مع المقاومة والشعب الفلسطيني ودعما وإسنادا للمقاومين في غزة وباقي مدن فلسطين، وهي دعوة تحمل الكثير من الأمل وتدعو إلى وحدة الصف ووحدة الموقف وتؤكّـد على واحدية المعركة والمصير، ولصدى هذه الدعوة في أنحاء العالم الكثير من الدلالات القوية والرسائل التي سطرها الملايين من أبناء الشعب العربي والامة الإسلامية والأحرار في مختلف بلدان العالم.

إن هذه الدعوة العظيمة المباركة ومدى التفاعل معها ستُبنى عليها بلا شك رؤى وأحداث قادمة إن شاء الله وستؤثر حتما في الكثير من التوجّـهات سواء التي سيحدّدها المحور المقاوم بحكمته وببسالة مجاهديه، أَو تلك التي سيسعى العدوّ الإسرائيلي لتحقيقها ومعه الغرب المتصهين وقبلهم أم الشر والإرهاب أمريكا، فكل تحَرّك أَو خطوة قد يقوم بها العدوّ سيدرسها جيِّدًا قبل الإقدام عليها، وسيتذكر في كُـلّ مرحلة له صورة هذه الحشود التي قامت وثارت لأجل فلسطين، ولأجل المقاومين فيها.

سيبقى الوعي الجماهيري والشعبي في العالم العربي والإسلامي هي حقا ما يعول عليه، في ظل تنامي موجة الصمت المريب لقادة دول عربية وإسلامية وتحَرّكها على استحياء وبخجل شديد لتقديم أقل القليل من المقدور عليه لنصرة الشعب الفلسطيني وتأديب الصهاينة الغاصبين، ناهيك عن توجّـه البعض -أي من القادة العملاء- إلى دعم الكيان المحتلّ الغاصب والوقوف معه بالدعم النفسي والعسكري سِرًّا وعلانيةً، في سابقة خطيرة تم العمل عليها مسبقًا عبر صفقات التطبيع وموجات التمهيد والاستلطاف والقبول بالصهاينة لدى العرب.

ستظل القدس محور الأحداث ويبقى العمل على تحريرها أسمى الأهداف التي حملها الأجداد وورثها الآباء وأورثوها لأبنائهم جيلًا فجيل، وستبقى قضية فلسطين هي قضية كُـلّ الأُمَّــة وكل الأحرار فيها والعمل على تحريرها هو واجب مقدس على كُـلّ فرد في أمتنا الإسلامية، حتى يتحقّق لها النصر المبين ويُهزم الجمع اللعين ويفنى بنو صهيون أجمعين، ولا عزاء للخونة والمطبعين.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com