ناشطون سياسيون لـ “المسيرة”: التفويضُ الشعبي الواسعُ لقائد الثورة دليلٌ على التفاف الشعب مع القيادة الثورية

المسيرة: محمد حتروش – محمد الكامل:

تحظى توجيهاتُ قائد الثورةِ، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في التغيير الجذري وإصلاح مؤسّسات الدولة بتأييد رسمي وشعبي كبير.

ويؤكّـد محللون سياسيون أن “إعلان السيد القائد للمرحلة الأولى من مراحل التغيير الجذري لمؤسّسات الدولة أثناء مناسبة ذكرى مولد الرسول الأكرم محمد -صلوت الله عليه وعلى آله- حظيت بمساندة وتأييد مليوني من قبل الشعب اليمني”.

ويوضح السياسيون أن قرار إعادة تشكيل الحكومة وقرار إنشاء حكومة الكفاءات سيسهم في الارتقاء بمؤسّسات الدولة ونقلها نقلة نوعية كما حصل في المنظومة الأمنية والمنظومة الدفاعية التي أثبتت نجاحها منذ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وعلى مدى تسع سنوات من مواجهة قوى الغزو والاحتلال.

وفي هذا السياق يقول الناشط السياسي الدكتور أنيس الأصبحي: بعد إطلاق الرئيس الشهيد صالح الصمّاد، مشروع بناء الدولة “يد تبني ويد تحمي”، أقر المجلس السياسي الأعلى الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، وهي تعتبر عملاً استراتيجياً ومتطلباً وطنياً لتدشين مرحلة جديدة من البناء والتأسيس لمستقبل اليمن الذي تقع مسؤوليةُ بنائه وتقدمه وازدهاره على عاتق الجميع.

ويضيف “وتتمحور غاية وأهداف هذه الرؤية في ازدهار اليمن ووصل حاضره بمستقبله وتحقيق السلام والاستقرار والتعامل مع المتغيرات من خلال ركائزها الأَسَاسية التي تعتمد على الدولة اليمنية الموحدة القوية والديمقراطية العادلة والمستقلة وعلى تنمية بشرية متوازنة ومستدامة تهتم بالمعرفة والابتكار ومناهج التعليم المتنوعة”.

ويعتبر الأصبحي “الرؤية خارطة طريق لبناء الدولة اليمنية الحديثة، والتي تتطلب لنجاحها تفعيل إجراءات عملية وتنفيذية عاجلة، وليست فقط محاور نظرية لإصلاح وتطوير وتحديث هياكل ومهام واختصاصات جميع مؤسّسات الدولة، وتوحيد كُـلّ الجهود الرسمية والمجتمعية لتحقيق التغيير والاستقلالية من أية تبعية سياسية أَو اقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي”.

ويؤكّـد الأصبحي في تصريح خاص لـ “المسيرة” أن “التغيير الجذري الذي أعلن عنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يأتي ضمن استراتيجية بناء الدولة اليمنية الحديثة ومواجهة ظروف الحرب والحصار”، مبينًا أنه “وبعد قرابة عام من تقييم شامل نفّذته لجان متخصصة، لمعرفة التحديات ومواطن الاختلالات وأسبابها، ومكامن الضعف في الجهاز الإداري للدولة وتقديم التوصيات للمعالجة أعلن قائد الثورة المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية والتي تكمن في إعادة تشكيل الحكومة وإنشاء حكومة كفاءات تجسّد الشراكة الوطنية”.

ويرى الأصبحي أنه في المرحلة الأولى من التغيير الجذري يتم تصحيح السياسات وأساليب العمل بما يخدم الشعب وإنهاء حالة التضخّم والترهّل في مؤسّسات الدولة.

ويلفت إلى أن المرحلة الأولى في التغيير الجذري ستعمل على تصحيح وضع القضاء ومعالجة الاختلالات ورفده بالكوادر المؤهلة من علماء الشرع الإسلامي والجامعيين المتخصصين، مشدّدًا على ضرورة البقاء في حالة “مواكبة مُستمرّة لمتابعة عملية التغيير الجذري حتى إنجاز المرحلة الأولى”.

ويشدّد الأصبحي على ضرورة التمسك بالشراكة الوطنية والمفهوم الإسلامي للشورى ووحدة الشعب اليمني والمفهوم العام للمسؤولية التي تتكامل فيها أدوار المتخصصين، معتبرًا التغيير الجذري ثورة واستقلالًا في بناء الدولة اليمنية الحديثة ذات السيادة المطلقة وبإرادَة وإدارة يمنية بحتة.

ويختم الأصبحي حديثه بالقول: “قوة الدولة تكمن في قوة قدراتها المؤسّسية على أداء وظائفها، في مواكبة التقدم والتطور وتقنية المعلومات والتكنولوجيا الحديثة في جميع المجالات، وخَاصَّة ما يتعلق في الجانب الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وهذا ما يجب نسعى ونناضل؛ مِن أجلِه لمواجهة التحديات والمخاطر”.

 

التغييرُ الجذري ضرورةٌ منذ عقود:

بدوره يؤكّـد الخبير الاقتصادي رشيد الحداد، أن “التغيير الجذري كان ضرورةً منذ عقود، ولكن لم تتوفر قيادة التغيير؛ كون اليمن كان تحت الوصاية الأجنبية والقرار السياسي غير المكتمل”.

ويجزم بأن “التغيير الجذري المعلَنَ كان هدفَ السيد القائد منذ ما قبل ثورة ٢١ سبتمبر وأنه ومن يتابع خطاباته سيجد ذلك بوضوح”.

ويذكر الحداد أن مؤشرات التنمية ومستوى الخدمات والبنية التحتية لم تكن بمستوى دولة كاليمن، مؤكّـداً أن السياسيات الإدارية والاقتصادية أصبحت بحاجة لتغيير يواكب التطلعات والاحتياجات التي تلبي رغبة الشعب اليمني.

ويقول الحداد: “السيد القائد تحدث قبل نحو عام عن وضع مزرٍ في الأجهزة والمؤسّسات العامة للدولة ومنح المسؤولين أكثر من فرصة، لكن كان هناك عدد من الأسباب البعض منها ناتجٌ عن سياسات وأنظمة ولوائح وقوانين تعيق الأداء؛ لأَنَّها وضعت خلال فترة معينة ولم تنجح أصلاً في السابق، مُضيفاً القول “لذلك التغيير الجذري هو إصلاح إداري ومؤسّسي واقتصادي شامل يهدف إلى رفع مستوى أداء الجهاز الإداري للدولة وإنهاء كافة الاختلالات السابقة وترشيد الإدارة ومنح الكفاءات الوطنية فرصة في إدارة التغيير وقيادة التنمية”.

ويلفت إلى أن “إجراء التغييرات الجذرية يمثل تحدياً كَبيراً وأن على جميع الشعب اليمني المشاركة فيه حتى تتحقّق الأهداف المرجوة منه، مُشيراً إلى ضرورة إصلاح البنية التحتية والبنية الإدارية والبنية الاقتصادية من خلال تغيير السياسَات التي تعمل على إبقاء اليمن دولة مستوردة تعاني من التبعية الاقتصادية والارتهان للخارج”.

ويتطرق إلى أن “اليمن بحاجة ماسة لتعزيز دور القضاء وإنهاء الاختلالات التي يعانيها وخلق بيئة مواتية للاستثمار، وتعزيز علاقة الدولة بالقطاع الخاص وتعزيز الشراكة مع هذا القطاع الحيوي الهام للإسهام الفاعل في قيادة التنمية”.

ويوضح الحداد أن “الإعلان عن التغيير الجذري في ظرف حساس تعيشه اليمن جاء رداً عمليًّا على محاولات العدوّ استغلال الاختلالات لأحداث احتراقات في الجبهة الداخلية وإثارة السخط ضد الحكومة والدولة”.

ويختم الحدّاد حديثه بالقول: “التغييرات تمثل مرحلة تاريخية في تاريخ الإدارة العامة للبلد، والتفويض الشعبي لقائد الثورة يؤكّـد مدى التفاف الشعب إلى جانب القيادة؛ لأَنَّ الظرف بحاجة إلى إصلاح يلمس الشعب أثرَه الإيجابي”.

 

رسمُ سياسات الدولة:

وترتبط منهجية التغييرات الجذرية بالقضايا الاستراتيجية وبالرؤية الاستراتيجية التي تشمل رسالة وأهداف وفلسفة القائد تجاه النمو والتقدم والازدهار والجودة والابتكار، وَأَيْـضاً الاهتمام بقيم العاملين واحتياجات الشعب، بحسب ما يؤكّـده مدير مركز الإرشاد التربوي والنفسي بجامعة صنعاء الدكتور فتحي السقاف.

ويعتقد السقاف أن “سياسة التغييرات الجذرية ستبنى على حقوق تكفل حرية التنقل والمساواة أمام القانون والحق في محاكمة عادلة وافتراض البراءة وحرية الفكر والوجدان والدين وحرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي وحرية المشاركة والمشاركة في الشؤون العامة والانتخابات وحماية حقوق الأقليات”.

ويضيف أن “التغيير الجذري سيحظر الحرمانَ التعسفي من الحياة والتعذيب والمعاملة القاسية تجسيداً لعمل الأنبياء”.

ويشير السقاف إلى أن “قائد الثورة -يحفظه الله- رسم في خطابه يوم الربيع المحمدي في الـ 12 من ربيع الأول أمام الحشود المليونية التي احتشدت في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والمحافظات الأُخرى، ملامح المرحلة المقبلة للدولة اليمنية الحديثة والقوية المبنية على أَسَاس ثقافة التنمية المستدامة والتمسك بالشراكة والوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً كمرحلة أولى من التغييرات الجذرية”، موضحًا أن “من صفات العلماء والمفكّرين وقادة السياسة ورجال الأعمال والمربين رسم الاستراتيجيات والخطوط العريضة”.

ويعتبر رسم السياسات أَسَاسًا لنجاح الأُمَّــة الناهضة التي تشيع فيها ثقافة البناء والتنمية بين أبنائها، موضحًا أن “الله عز وَجل، ميز اليمنيين بالعقل وخصهم بالحكمة، وهو لغة القرآن ولغة المسيرة القرآنية والتخاطب والتواصل وسيلة هامة يسهل تبادل المفاهيم بين السياسيين والقادة اليمنيين أنفسهم”.

ويشدّد على أن “الحوار الجيد يجب أن يكون السائد؛ لكي يشعر الشعب بارتياح واطمئنان، داعياً كافة المسؤولين الفهم الجيد لترجمة الواقع بين أفراد المجتمع على مبدأ المحافظة على وَحدة الصف الوطني ووحدة البلاد”.

ويقول السقاف: “علينا التعاون فيما اتفقنا عليه ولنعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا عليه ونتفق على تطبيق مبدأ مكافحة الفساد عملاً بقوله تعالى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأرض وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) البقرة 251”.

ويضيف بالقول: “لقد وضع قائدُ الثورة محدّداتِ المرحلة الأولى من التغيير الجذري، بدءاً بتشكيل حكومة كفاءات تُجسد الشراكة الوطنية، وتحديث الهيكل المتضخم في الحكومة، مُرورًا بتغييرِ الآليات والإجراءات المعيقة، وُصُـولاً إلى تصحيح السياسات وأساليب العمل في خدمة الشعب وتعزيز التكامل الرسمي والشعبي في العمل على النهوض بالبلاد ومعالجة المشاكل الاقتصادية”.

ويدعو السقاف كافة المسؤولين إلى الابتعادِ عن أُسلُـوب الشك ووضع الأفكار موضع التمحيص والتدقيق والاختبار بالمجرب والقياس واحترام الرأي الآخر وعدم إسقاطه أَو تجاوز أَو أقصى الشريك البتة.

كما يدعو إلى إنهاء السلبية والبدء بالإيجابية والاتّفاق على ما ينفع الأُمَّــة بالخير فقط.

ويوضح ضرورة الابتعاد عن الألفاظ المبهمة وإرباك الطرف الآخر وكذا تجنب السلطوية واعتمد مبدأ النسبية، داعياً إلى تطبيق قاعدة اسمع واستجب وعدم تغليب القدرات الإبداعية للطرف المقهور فيؤثر سلبياً على الطرفين وعلى الأُمَّــة بأكملها.

ويختتم السقاف حديثه بالقول: “لا داعيَ للتمترس الذي يؤدي إلى الطريق المسدود فلن نتفق وهو نوع من التعصب الفكري وانحسار مجالات الرؤية ويجب تجنب الإلغائية أَو التسفيهية؛ (بمعنى كُـلّ ما عداي خطأ) وهو الإصرار على ألا يرى شيئاً غير رأيه”.

ويضيف بالقول: “تغييرات جذرية واقعية تتصل إيجابياً بالحياة بموضوعية وواقعية ويجب أن تفهم الهدف الحقيقي من التغيير الجذريّ والإصلاحات الضرورية ومواكبة ما تم تحقيقه من انتصارات ميدانية في المجالات العسكرية والأمنية، وموافقة الهدف النهائي له ثوابته الحقيقية بتشكيل حكومة كفاءات تسودها المحبة والمسؤولية والرعاية وإنكار الذات”.

من جهته، يؤكّـدُ الناشطُ السياسي مشعل الردفاني، أن التغييرات الجذرية التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- أفرحت كافة الشعب اليمني وأعادت له الأملَ بأن تضحياته العظيمة في سبيل الذود عن حياض الوطن لن تذهب هدرًا، وأن اليمن سيشرق بمستقبل زاهرٍ، قائمٍ على العدل والمساواة، وبعيدٍ عن المناطقية والحزبية، وأن الوطن يتسع للجميع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com