إحيَـاءُ ذكرى مولد الرسول الأعظم يعكسُ مستوى التلاحم والاصطفاف الوطني

هلال الجشاري

شهدت جميع الساحات فعاليات احتفائية حاشدة بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، بمشاركة حشود كبيرة فاقت كُـلّ التوقعات في العدد والعدة والتنظيم، فكانت المناسبة عظيمة كعظمة صاحبها، وكما شارك وشاهد وتابع الجميع بأمانة العاصمة، وكلّ محافظات الوطن الحرة الحشود الجماهيرية المهيبة، التي تجسد عظمة المناسبة وأهميتها ودلالتها وما تحمله من رسائل الثبات والانتصار للإسلام ونبي الإسلام، كما قدم الشعب اليمني رسالة مفادها العلاقة القوية بين القائد وشعبه الذي له دوره المركزي فيه؛ باعتبَاره أقدر من يمثله ويحرك فيه فاعليته ويبلور أهدافه ويوجهه الوجهة التي بها تؤكّـد ذاتيته ويحافظ على كينونته وتماسكه وهُــوِيَّته الإيمَـانية، والرسالة الثانية لكل دول العدوان ومرتزِقتهم مفادها أنه كلما ازداد حصارهم وعدوانهم ومؤامراتهم ومكايداتهم كلما ازداد الشعب اليمني وحدة وتماسكًا وانتصارًا، متمسكًا بمبادئه وقيمه وصموده، تأسياً بالرسول الأعظم الذي حوصر في الشعب فصمد حتى انتصر، وكما أن هذا الحضور المشرف من الشعب يقدم رسالة لأبطاله في كُـلّ الجبهات تأييداً ومباركةً وإسنادًا ودعمًا وقوةً للاستمرار في مواجهة العدوان حتى تحرير كُـلّ شبر في أرض الوطن.

وكما أنه بهذه الحشود يسعى الجميع لإيصال رسالة للعالم بتمسك اليمنيين بالرسول الكريم والسير على منهجه وسيرته العطرة، كيف لا واليمنيين أحفاد الأوس والخزرج من ناصروا رسول الله وآزروه وساهموا في نشر الدعوة الإسلامية إلى أصقاع المعمورة والجميع يعرف دور اليمنيين في نصرة الدين الإسلامي والرسول الكريم والعلاقة القوية التي تربطهما وأحقية اليمانيون أحفاد الأنصار بالرسول الأعظم وحرصهم على إحيَـاء ذكرى ميلاده الشريف والتزامهم لسنته والسير على نهجه، والاقتدَاء به في كُـلّ أقواله وأفعاله وفي ثباته وَتصديه لقوى الظلم والطغيان، وهذا دليل على حكمة اليمنيين وإيمانهم، وفرصة كبيرة لنستذكر البشائر العظيمة والتحولات التي حدثت بميلاده -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحياة الإنسانية.

بالإضافة إلى أن أهميّة إحيَـاء ذكرى مولد سيد البشرية تأتي لاستلهام دروس العزة والتضحية من سيرته ومنهجه في الواقع الذي تعيشه الأُمَّــة وما تتعرض له من مؤامرات تستهدف وحدتها وتمزيق شملها، كذلك الدروس والعبر المستفادة من ذكرى ميلاد المصطفى -عليه الصلاة والسلام- والتغيرات التي أحدثتها رسالته والبشائر التي تواكبت مع ميلاده تعظيماً وتكريماً لرسول الله صلى الله عليه وآله سلم.

وكما أن هذا المناسبة رسالة للجميع للعودة الصادقة إلى نهج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإحيَـاء شخصيته في الوجدان، واستلهام دروس الصبر والتضحية والشجاعة من حياته، وعكسها على الواقع المعاصر اليوم لمواجهة العدوان واتباع منهجه، وخُصُوصاً في مقارعة الظلم والفساد والتصدي لقوى التكبر والطغيان، ولتأكيد التمسك بخاتم الأنبياء وتجديد موقف الصمود والثبات في مواجهة العدوان، فإحيَـاء مولد الرسول الأعظم يعكس مستوى التلاحم والاصطفاف الوطني لتجاوز التحديات والظروف الصعبة، والذي أثبتت حاجة الأُمَّــة للتأسي برسولها ومنهجه في الحياة والوقوف بقوة وحزم لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com