نائب مدير عام مصنع أسمنت عمران محمد الصريمي في حوارٍ لصحيفة “المسيرة”: خسائر المصنع جراء غارات العدوان والتوقف لمدة سنتين بلغت 35 مليون دولار

أكّـد محمد محسن الصريمي -نائب مدير عام مصنع أسمنت عمران، أنَّ مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة، فيها تأكيد ارتباطنا بالنبي وشكرنا لله على هذه النعمة الإلهية والرحمة المُهداة، مُشيراً إلى أنَّ إحيَـاءنا لهذه المناسبة يزيدنا وعياً وإيماناً وثباتاً ومحبةً لرسول الله من خلال توجيه الأُمَّــة نحو اتباعه والاقتدَاء به.

وقال الشيخ الصريمي في حوار لصحيفة “المسيرة”: “إن ثورة الــ21 من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال وإعادة القيم العظيمة لهذا الشعب ورد الاعتبار له بإنهائها كُـلّ أشكال التبعية وقطع يد العمالة التي دمّـرت الوطن على مدى عقود من الزمن”.

وَأَضَـافَ نائب مدير عام مصنع أسمنت عمران أن غارات العدوان السعوأمريكي استهدفت كُـلّ مناحي الحياة ومنها المصنع الذي تعرض لخسائر بشرية ومادية كبيرة أَدَّت إلى استشهاد (16) شخصاً وأكثر من (45) جريحاً، ومادية قدرت بحوالي خمسة ملايين دولار؛ نتيجة غارات العدوان، وأدت إلى توقف المصنع لمدة سنتين، خسر خلالها أكثر من 30 مليار ريال، وقد أَدَّى توقف المصنع إلى تضرر أكثر من عشرة آلاف أسرة بصورة مباشرة وغير مباشرة لارتباطها بعملية الإنتاج والتسويق، مشيداً بثبات الشعب اليمني والقبيلة اليمنية في الوقوف والصمود في مواجهة العدوان.

وتطرق الصريمي إلى جملة من التفاصيل ذات الصلة تستعرضها صحيفة المسيرة في نص الحوار وإليكم تفاصيل اللقاء:

المسيرة: حاوره عبد اللطيف مقحط:

 

– بداية ونحن نعيش ذكرى عدد من المناسبات الدينية والوطنية ومنها مولد الرسول الأعظم -صلوات ربي عليه وعلى آله- وكذا ذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر.. ماذا تمثل لكم هذه المناسبات؟

في البداية نهنِّئُ قائدَ الثورة السيد العَلَم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط، وجميع قيادة الدولة والشعب اليمني بهذه المناسبات العظيمة، مناسبة مولد خير البشرية محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- ومناسبة ثورة الــ21 من سبتمبر، ومن ثم فَــإنَّ مناسبة المولد النبوي الشريف تمثل لنا مناسبة عظيمة، فيها تأكيد ارتباطنا بالنبي، وشكرنا لله على هذه النعمة الإلهية والرحمة المهداة.. قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، وإحياؤنا لهذه المناسبة يزيدنا وعياً وإيماناً وثباتاً ومحبة لرسول الله، وفيه إعزاز وتعظيم وتوقير لخاتم الأنبياء من خلال توجيه الأُمَّــة نحو اتباعه والاقتدَاء به، كما تمثّل لنا ثورة الــ21 من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال وإعادة القيم العظيمة لهذا الشعب، ورد الاعتبار لهذا الشعب في مواجهة من سعى إلى إهانته وإذلاله ومصادرة استقلاله وحريته، وأنهت كُـلّ أشكال التبعية، وقطعت يد العمالة التي دمّـرت الوطن على مدى عقود من الزمن.

 

– تعرضت محافظة عمران للعديد من غارات تحالف العدوان الغاشم ومنها ما تعرض له مصنع أسمنت عمران… ما تعليقك على ذلك؟ وكيف واجهتم هذه التحديات؟

في الحقيقة محافظة عمران تعرضت للعديد من غارات العدوان الهمجي السعوديّ والصهيوأمريكي، الذي استهدف كُـلّ مناحي الحياة، استهدف الأسواق والمدارس والمستشفيات ودور العبادة ومنازل المواطنين، استهدف الشجر والحجر، ومصنع أسمنت عمران لم يستثنَ فقد استهدفته طائرات العدوان بست غارات على مرحلتين، فهذا العدوان الغاشم لم يراعِ حرمة أَو ذمة وليس لديه ذرة من الأخلاق الإنسانية، فهو عدوان ظالم، فبرغم همجيته فقد أثبت الشعب اليمني الصمود والثبات والإصرار على مواجهته من خلال التكاتف والحشد والعمل الجماعي والخيري ولم الشمل وتوحيد الصف، وبهذا تم التصدي والوقوف بصلابة أمام هذا العدوان.

 

– ما هي الآثار الناتجة جراء غارات تحالف العدوان على مصنع أسمنت عمران، وكم إحصائية الخسائر البشرية والمادية؟

الآثار الناتجة جراء غارات العدوان كبيرة سواء في قتل المواطنين العزل والأطفال والنساء وتدمير البنى التحتية لكل جوانب الحياة، أما فيما يخص الخسائر فقد استهدف المصنع في المرحلة الأولى بخمس غارات في عام 2015 خلف خسائر مادية كبيرة بالمصنع قدرت بحوالي خمسة ملايين دولار، وأدت إلى توقف المصنع لمدة سنتين خسر خلالها المصنع نتيجة التوقف أكثر من 30 مليار ريال، ومن ثم استهدف العدوان في المرحلة الثانية بوابة المصنع أثناء خروج العمال والمهندسين من دوامهم وهم في عمل وإصلاح الأضرار التي حصلت نتيجة الغارات السابقة، وأدت الغارة إلى استشهاد (16) شخصاً وأكثر من (45) جريحاً، وقد أَدَّى توقف المصنع إلى تضرر أكثر من عشرة آلاف أسرة بصورة مباشرة وغير مباشرة لارتباطها بعملية الإنتاج والتسويق.

 

– ما دور مصنع أسمنت عمران في دعم الجانب الإنساني؟ وما هي المشاريع والأنشطة التي تم تنفيذها خلال العام الحالي؟

الدور الإنساني الذي يقوم به المصنع، في الجانب الصحي قام بإنشاء مركز الغسيل الكلوي ومركز مساعدة مرضى السرطان بهيئة مستشفى الصماد بعمران، وكذا دعم ورعاية وتشغيل الكثير من المراكز الصحية في المحافظة..

في مجال التعليم، قام المصنع ببناء المدارس والقاعات الدراسية لجامعة عمران وإنشاء المعامل الخَاصَّة بكلية الهندسة والطب، إضافة إلى دعم ورعاية الطلاب الأوائل وتكريمهم وإعانة الكوادر التربوية على أداء عملها…

في مجال دعم المرأة وذوي الاحتياجات، قام مصنع أسمنت عمران بدعم مراكز تنمية المرأة ومراكز رعاية المعاقين ومراكز رعاية الصم والبكم وغيرها من المشاريع والأنشطة..

في مجال دعم الشباب والرياضة والثقافة، تم رعاية الأنشطة الرياضية بمختلف أنواعها وإقامة الدورات والمسابقات وكذا رعاية وتنظيم الأنشطة الثقافية والكثير من الأنشطة الشبابية

 

– هل لديكم خطط وبرامج مستقبلية لتطوير وتحسين أداء المصنع؟

نعم لدينا خطط مستقبلية للعمل على زيادة الإنتاج ورفد السوق المحلية بمنتج ذي جودة عالية وتقليل معاناة الناس من خلال خفض الأسعار، ونحن الآن بدأنا العمل بمنظومة الإحراق بالفحم الحجري وهذا سيخفف من التكاليف.

 

– كم تبلغ القدرة الإنتاجية للمصنع؟

القدرة الإنتاجية للمصنع مليون ونصف مليون طن سنوياً، ونظراً لفرض الحصار والعدوان على بلادنا أَدَّى إلى نقص قطع الغيار وعدم السماح بإدخَال مادة الديزل والمازوت إلَّا بصورة متقطعة، أَدَّى إلى الفرض على إدارة المصنع إنتاج حوالي مليون طن سنوياً خلال فترة العدوان؛ نتيجة لكثرة التوقفات لانقطاع مواد التشغيل والمواد النفطية.

 

– ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهونها في سير العمل إن وجدت؟

الصعوبات التي نواجهها هو عدم فك الحصار بصورة حقيقية تسمح لنا بشراء الاحتياجات وقطع الغيار وإدخَال الخبراء؛ مِن أجلِ زيادة الإنتاج وتحسين العمل وخفض التكلفة وتحديث المعدات والآليات.

 

– بماذا يمتاز مصنع أسمنت عمران عن غيره من المصانع الأُخرى؟

يمتاز مصنع أسمنت عمران بجودة المحاجر الخَاصَّة بالمادة الخام الداخلة في عملية إنتاج الأسمنت، حَيثُ يعتبر من أجود أنواع الأسمنت على مستوى الشرق الأوسط.

 

– كونك أحد أبرز مشايخ محافظة عمران.. حدثنا عن دور القبيلة اليمنية في الوقوف ضد العدوان والدفاع عن الوطن؟

للقبيلة اليمنية الدور المميز والعظيم الفاعل والحاسم في مقارعة العدوان فقد تحَرّكت القبائل برجالها وإمْكَانياتها وعطائها، وقدمت صورة بطولية وحضارية عن القيم الأصيلة للقبيلة اليمنية، وكان لها الإسهام الكبير في رفد الجبهات بالرجال والمال والتحشيد ودعم رجال الرجال في الجبهات بالقوافل.

 

– ما دور المشايخ والشخصيات الاجتماعية في التوعية المجتمعية ومواجهة الثقافات المغلوطة التي تبثها دول تحالف العدوان وكذا الدور في التحشيد ورفد الجبهات؟

للمشايخ والشخصيات الاجتماعية دور كبير في التوعية المجتمعية بنشر الوعي وتوحيد الصف وتعزيز الصمود وتقديم صورة مشرفة في التحشيد ودعم الجبهات، وكذا الحفاظ على الجبهة الداخلية ولحمتها وحل القضايا ووأد الفتن وإغلاق باب الحرب الداخلية، التي كان يراهن ويسعى لها العدوان، كما حصل في أحداث حجور 2018م وأحداث ديسمبر 2017م.

 

– رسالة أخيرة توجّـهونها عبر صحيفة “المسيرة”؟

أقدم الشكر والعرفان لهذا الشعب العظيم على صموده وعظمته في مواجهة العدوان، وأدعو الجميع للتحشيد والصمود، والتأكيد على ما أكّـده السيد القائد -حفظه الله- في الخروج والاحتفال الكبير المشرف بذكرى مولد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- بصورة لم يسبق لأحد في العالم كله أن يعمل مثلها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com