الإمَــامُ زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- قائدٌ عظيمٌ علّمنا مبدأَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

المسيرة | أيمن قائد:

أحيا الشعبُ اليمنيُّ خلال الأيّام الماضية، ذكرى استشهاد الإمَــام زيد بن علي -عَلَيْـهِما السَّلَامُ- بحفاوة وتفاعل كبير، مستلهمين من هذه الذكرى الدروس والعبر، وَمستمدين منها معانيَ التضحية والفداء والاستبسال والقيم ومبادئ العزة والكرامة.

ويعتبر اليمنيون ذكرى استشهاد الإمَــام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- محطةً تعبوية للصمود ومواجهة الغزاة والمعتدين بالوعي والبصيرة والجهاد بشتى وسائله وأساليبه مهما كانت التضحيات، حَيثُ يمثل الإمَــام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- امتداداً للخط المحمدي والطريق الصحيح، حَيثُ سلك نهج آبائه وأجداده حاملاً على عاتقه هم الأُمَّــة، مستشعراً للمسؤولية التي عليه، فلم يهدأ له بال حينما رأى الانحراف والضلال يتمادى ويسود، فصدع بالحق وهو يدرك جيِّدًا بأنه سينال وسام الشهادة.

وفي هذا السياق يشير الناشط الثقافي نبيل المهدي، إلى أن “أهميّة إحيَاء ذكرى استشهاد الإمَــام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- تكمن في أننا نعيش وضعية مشابهة للوضعية التي أعلن فيها ثورته” موضحًا أن “الفساد والمنكرات انتشرت في العالم بلا حسيب ولا رقيب باسم الحرية والترفيه، بل وانطلق المفسدون في الأرض؛ ليجعلوا من الناس كائنات حيوانية لا يهمها إلا إشباع غرائزها وشهواتها، ووصل الظلم إلى حال هو أسوأ من زمن الإمَــام زيد”.

ويقول المهدي عبر صحيفة “المسيرة”: “إن الأُمَّــة اليوم تعيش مظلومية أسوأ، من قبل زعمائها العملاء الخائنين لأمانتهم، ومن قبل الغرب الكافر”، لافتاً إلى أن “قضية إحراق القرآن في السويد تذكرنا بتمزيق المصحف من قبل الوليد بن يزيد، وفتاوى علماء البلاط الذين يعملون اليوم على تدجين الأُمَّــة لليهود وللنصارى ولأذنابهم، هم الذين شكا منهم الإمَــام زيد في زمانه وأرسل لهم رسالته التي حملهم فيها مسؤولية كبيرة لما يحدث في الأُمَّــة من الظلم والفساد”.

ويتابع قائلاً: “إن اليهودي الذي سب رسول الله في حضرة هشام رأيناه في هذا الزمن وقد أدخله النظام السعوديّ أموي النهج والولاء إلى جبل عرفة وإلى مسجد رسول الله وإلى كثير من الأماكن المقدسة، وإن الاستئثار بالمال العام الذي كان سائداً في زمن الإمَــام زيد نراه اليوم بصورة أوضح في واقع النظام السعوديّ الذي ينهب ثروات الأُمَّــة ويستغلها في تدميرها، ونراه في واقع قادة الارتزاق الذين يعملون على نهب كُـلّ ما استطاعوا من ثروات الجنوب المحتلّ لتحقيق مطامعهم الشخصية، وجمع الثروات الخَاصَّة، مؤكّـداً أن هذا هو النهج الذي رسخه بنو أمية وليس منهج الرسول الأكرم”.

ويضيف المهدي أن “تحريف القيم والمبادئ والمفاهيم الدينية والقرآنية نراها اليوم في أعمال أنظمة العمالة والارتزاق في الأُمَّــة التي أصبح عملها أسوأ بكثير مما حدث في أَيَّـام الإمَــام زيد؛ ولأننا نعيشُ في زمن أسوأ نحتاج إلى ألف ثورة من ثورات زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ-، ونحتاج شعار زيد (من أحب الحياة عاش ذليلاً)، ونحتاج إلى بصيرة زيد التي نادى بها (البصيرة البصيرة ثم الجهاد)، وَنحتاج إلى علمه وسيفه وعزمه وحكمته، وبحمد الله نجدُ الإمَــامَ زيدًا يتمثل في السيد القائد -يحفظه الله-، ونحتاجُ فقط للثبات معه”.

وفيما يتعلق بالدروس المستفادة من ثورة الإمَــام زيد بن علي -عَلَيْـهِما السَّلَامُ- يقول الناشط المهدي: “إننا نحتاج إلى البصيرة البصيرة في مواجهة عدو اليوم، الذي امتلك أحدث التقنيات والوسائل، التي يشوش بها على البصائر ويعمي القلوب، ونحتاج إلى الصدق مع الله والإخلاص له، والثبات القوي الذي لو وجده الإمَــام زيد لحقّق النصر على الأعداء، ونحتاج لدراسة ثورة الإمَــام زيد من كُـلّ جوانبها السياسية والاجتماعية والعسكرية؛ لأَنَّها بحق مدرسة متكاملة، ونحتاج إلى فهم حتمية النصر للحق على الباطل؛ فالإمَــام زيد صُلب وأُحرق وذُرَّ رمادُه، ولكن انتصر مشروعه وبقي منهجه واحترق قاتلوه، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون”.

 

تجديدُ الولاء:

من جهته يقول الناشط الثقافي أبو مالك السراجي: إن إحيَاءَنا لذكرى استشهاد الإمَــام زيد هو تجديد الولاء للإمَــام زيد ولخط الجهاد والاستشهاد الذي سار فيه صاحب هذه الذكرى”، مُشيراً إلى أن “هذه المناسبة تمثل محطه مهمة لشد الهمم وتوطين النفوس للتضحية في سبيل الله في مواجهة الغزاة والمعتدين”.

ويضيف الناشط السراجي عبر صحيفة “المسيرة” أن “هذه المناسبة تأتي لتعريف أجيال الأُمَّــة بالإمَــام زيد كقائد عظيم وعلم من أعلام الهداية يجب الاقتدَاء به والسير على نهجه الجهادي، مؤكّـداً على أن الدين لا يمكن أن يقام ولا للحق أن يحق ولا للعدل أن يتحقّق إلا بالقيام بالمسؤولية”.

ويشير إلى أن “من ضمن الأهميّة في إحيَاء مناسبة ذكرى استشهاد الإمَــام زيد هو تقديم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كفريضة أَسَاسية من أهم فرائض الإسلام يجب القيام بها لتغيير الواقع السيء”، متبعاً بقوله: “كذلك أن أهميّة الوعي بسنن الله تعالى في أنه لا بُـدَّ من صراع بين الحق والباطل وأن للحق أعلامًا يجب أن نقتديَ بهم ونتولاهم، وأن للباطل أعلامًا يجب أن نتبرأ منهم ونواجه ظلمهم وفسادهم”.

ويؤكّـد أن “من أهم ما نستفيده من هذه الذكرى هو أن أتباعَ الإمَــام زيد هم من لا يهدأ لهم بال وهم يرون الله يُعصى في أرضه، وأنهم لا يمكن أن يتخلوا عن مبدأ الجهاد في سبيل الله تعالى، ولا يمكن أن يخافوا من الأعداء مهما كانت قوتهم وجبروتهم؛ لأَنَّهم عرفوا عظمة الله تعالى وصدقوا ووثقوا بكتابه الكريم، وتولوا أعلام الهداية من آل محمد، وعرفوا خطورة التقصير في حمل المسؤولية، وأن من أحب الحياة عاش ذليلاً”.

 

بصيرةٌ وجهاد:

من جانبه، يقول الناشط الثقافي مهدي حمود النجار: “إن أهميّة إحيَاء ذكرى استشهاد الإمَــام زيد بن علي -عَلَيْـهِم السَّلَامُ- من أهميّة قول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)”، مُشيراً إلى أن “الإمَــام زيداً -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- أحدُ قرابة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وأن الواجبَ علينا مودتُهم وحبهم ومعادَاة أعدائهم”.

ويضيف النجار عبر صحيفة “المسيرة” أن “أهميّة إحيَاء ذكرى استشهاد الإمَــام زيد -عَلَيْـهِ السَّلَامُ- من أهميّة قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي آل بيتي… “، فهو حليف القرآن ووارث العترة المطهرة”.

ويؤكّـد أن “إحيَاء المناسبة هو إحيَاء لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي نحن في أمس الحاجة إليه لمواجهة قوى الاستكبار العالمي والطغاة والظالمين؛ مِن أجل أخذ العبر والدروس المهمة التي من خلالها نتعلم المنهجية الصحيحة لمواجهة التحديات والصعوبات ومقارعة الظالمين، ونتعلم منه الثبات والبذل والتضحية في سبيل الله”.

ويقول: “إن من أهم الدروس لواقعنا اليوم كذلك أن أهميّة الارتباط الوثيق والقوي بكتاب الله وأثره العظيم في حمل المسؤولية ومدى انزعَـاج الأعداء منه وما يجري اليوم من تَعَدٍّ على كتاب الله لأكبر دليل”، مُشيراً إلى أن “أهميّة الوعي والبصيرة، ثم الجهاد وأثرها في تقديم مواقف قوية في مواجهة الأعداء وسنوات العدوان فيها من الشواهد التي أذهلت العالم في المواقف التي قدمها المجاهدون، وأن خطورة الضلال والعمى وعدم البصيرة ووسائله الكثيرة اليوم التي أوقعت الكثير من أبناء الإسلام في مستنقع العمالة والارتزاق”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com