ما وراءَ سيطرة الاحتلال السعوديّ الإماراتي على المحافظات الجنوبية والشرقية؟

مخطّطاتٌ تخدم الاستراتيجية الأمريكية والبريطانية وتهدف للضغط على صنعاء

 

المسيرة | عباس القاعدي

لا يخفى على أحدٍ المساعي الخبيثةُ والتحَرُّكاتُ الخفيةُ لدول العدوان الأمريكي السعوديّ في اليمن، في ظل التحَرّكات العسكرية والسياسية المباشرة في المحافظات الجنوبية المحتلّة، والسيطرة على أهم المواقع الحيوية والاستراتيجية فيها، لتحقيق مصالحها وأطماعها عن طريق التواجد المباشر ودعم المليشيات المسلحة والمرتزِقة في التوسع والسيطرة على المحافظات المهمة الغنية بالنفط والغاز.

وفي هذا الشأن وعن الأبعاد السياسية إزاء التحَرّكات المباشرة لدول العدوان في المحافظات المحتلّة وما سبقها من تدخل سافر تحت حجج وذرائع واهية يقول الخبير العسكري اللواء عبدالله الجفري: “إن تحَرّكات العدوان في المحافظات المحتلّة الجنوبية لها أبعاد سياسية كثيرة، وتأتي وفق مشروع قديم جديد، له أهداف اقتصادية تسعى لتحقيقها من خلال تلك التحَرّكات”.

ويرى أن الأبعاد السياسية تتمثل في السيطرة على القرار السياسي والسيادي للوطن، وأن تكون اليمن والمحافظات الجنوبية محتلّة كما في السابق، أي عودة الاحتلال الذي استمر لأكثرَ من خمسة عقود من الزمن، بعد أن تدخل النظام السياسي السابق وقتل المشروع الوطني الحقيقي في 11 أُكتوبر 1977م عبر عصابات مجرمة، ومن خلال ذلك استطاعوا السيطرة على القرار السياسي وظلت اليمن دولة محتلّة تنتهك وتنهب ثرواتها وأصبحت دولة فاشلة.

ويؤكّـد الجفري في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن الأحداث السياسية التي نشاهدها اليوم في المحافظات الجنوبية المحتلّة لها أبعاد سياسة تهدف إلى التمزيق والتقسيم وتجزئة الجنوب وتحويله إلى كنتونات ودويلات صغيرة، مُشيراً إلى أن دول العدوان كانت تهدف إلى تمزيق الجنوب قبل التحَرّكات المباشرة من خلال ما يسمى مشروع الحوار الوطني الذين يتحدثون عن مخرجاته بدولة حديثة فدرالية مكونة من ستة أقاليم؛ وهو يأتي في ذلك السياق وتلك الأبعاد السياسية التي رسمتها أمريكا وعبر أجندتها في دول العدوان ومرتزِقتهم من الداخل ولذلك نجد اليوم لتلك التحَرّكات في المحافظات المحتلّة بعد أن فشلوا فشلاً ذريعاً وللعام التاسع في تمرير المشروع في مؤتمر الحوار.

ويوضح اللواء الجفري أن محاولات دول العدوان اليوم تمزيق وتجزئة المحافظات الجنوبية وفق المخطّط الأمريكي البريطاني، تتمّ عبر وسائل أُخرى وعبر مليشيات عسكرية وتنظيمات إرهابية، كُـلٌّ منهم له أطماعٌ في تلك المحافظات ويريدون أن يكون لهم نفوذ في تلك المحافظات، خَاصَّة في المحافظات الشرقية: شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى، وهي من أغنى المحافظات بالثروات النفطية والغازية وكذلك بالثروات المعدنية الأُخرى، مؤكّـداً أن التواجد المباشر لدول العدوان بعد تسع سنوات من العدوان الفاشل في هذه المحافظات المحتلّة؛ حتى لا تكون تلك المحافظات تحت السيادة اليمنية وتحت الهُــوِيَّة اليمنية في صنعاء؛ ولهذا يقومون بتمزيق هذه الهُــوِيَّة وانتهاك السيادة عن طريق التدخل المباشر لهذا العدوان.

ولتنفيذِ المخطّطات الأمريكية البريطانية، يقول الجفري: “نجدُ دولَ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، وعبر تلك المسميات الانتقالي وحراس الجمهورية وطارق عفاش وكلّ من لديه قوات عسكرية لتجييشهم ودعمهم وتسليحهم، الذين يعتبرون أدوات رخيصة ينفذون كُـلّ التوجيهات التي تأتيهم من هذه الدويلات وعبر تجار الحروب، يتواجدون في المحافظات المحتلّة، ويقومون بسرقة ونهب النفط والغاز وعبر الناقلات وفي وضح النهار وبشكل مُستمرّ وكميات كبيرة جِـدًّا، بالإضافة إلى نهب دول العدوان للنفط والغاز، وبالتنسيق مع تلك المليشيات التي تأكل من الفتات المتساقط من حسابات دول العدوان الغنية بإيرادات الثروة اليمنية.

من جانبه، يقول محافظ محافظة عدن في حكومة الإنقاذ، طارق مصطفى سلّام: “إن مخطّط الاحتلال اليوم هو مزيد من التمزيق لليمن، خُصُوصاً في المحافظات الجنوبية وليس تمرير مشروع الانفصال؛ لأَنَّ جميع معطيات الواقع تؤكّـد أن الانفصال مشروع يتناقض بالضرورة مع أهداف العدوان، ولم تنضج بعد بل وتراجعت كَثيراً عما قبل، وأن الغاية الحقيقية هي تحويل اليمن إلى كنتونات صغيرة وهشة عاجزة عن الوقوف وسهلة الالتهام”.

لذا فَــإنَّ معطياتِ الأحداث الجارية اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، وبحسب طارق مصطفى سلام محافظ محافظة عدن في حكومة الإنقاذ، تؤكّـدُ أن الاحتلالَ الإماراتي السعوديّ وبإيعاز مباشر من قوى الاستكبار العالمي أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يسعون وبكل الوسائل الممكنة والمتاحة للنيل من وحدة اليمن وتمزيق المحافظات الجنوبية المحتلّة بعد فشلهم الذريع في تحقيق أي أهداف لعدوانهم الغاشم على اليمن طيلة 9 سنوات.

ويؤكّـد سلام أن العدوانَ والاحتلال تمكّن من تمزيق البِنية الاجتماعية واللحمة الوطنية في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، وتمرير مخطّطه الإجرامي في تدمير النسيج الاجتماعي الجنوبي عن طريق المرتزِقة ومليشيات الانتقالي ودفعها إلى ممارسة سلوكيات سيئة كالمناطقية والعنصرية المقيتة والانتهاكات بحق القوى الجنوبية الأُخرى وتقديم النموذج السيء للإدارة؛ الأمر الذي جعل دول الاحتلال تسيطر على الجنوب وتقوم بنهب ثرواته، عن طريق مرتزِقة وأدوات الاحتلال لتسهيل مهامه ونهبه لثروات ومقدرات اليمن.

 

محطاتٌ ومراحلُ تاريخية:

وللحديث عن الأبعاد السياسية الكبيرة جِـدًّا بناءً على امتداد تلك المحطات والمراحل التاريخية للعدوان الأمريكي السعوديّ، يؤكّـد الجفري أن أمريكا حاولت في ستينيات القرن الماضي ودعمت النظامَ السعوديّ وعبر أدواتها في محافظة حضرموت للتدخل المباشر والسيطرة على بعض المناطق في حضرموت، واستغلت حالة الاحتقان والصراع مع الاستعمار البريطاني وكانت القوى الوطنية تناضل في مقارعة الاستعمار البريطاني، بعد أن شعرت أمريكا بأن الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 1967م سيكون على المحك العملي؛ لذلك استغلت حالة الاحتقان والصراع؛ بهَدفِ السيطرة لكن القوى الوطنية من الشرفاء من أبناء الوطن تصدت لهذا الاحتلال الجديد، ودارت معارك ضارية وأفشلوا المخطّط الأمريكي.

ويواصل: “بعد ذلك عندما استقل جنوب اليمن في 67 استطاعت القوى الوطنية للتنظيم السياسي للجبهة القومية إزالة كُـلّ تلك السلطنات والمشيخات والإمارات والذي يقدر عددها بـ23 سلطنة ومشيخة وإمارة وخرج الاستعمار البريطاني يجر خلفه ذيول الهزيمة وكذلك المشروع الأمريكي السعوديّ، مُشيراً إلى أنه وفي ظل الصراع القائم والدائم في المنطقة وفي ظل الحرب الباردة بين الأقطاب الدولية انهار الاتّحاد السوفييتي الذي كان حليفاً استراتيجياً للجنوب وعلى إثر ذلك سقطت الأنظمة العربية آنذاك في المنطقة، منها التي كانت تطل على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب، والأنظمة وبالتحديد في السودان والصومال وأثيوبيا وجنوب الوطن.

وبعد انهيار الاتّحاد السوفيتي، سيطرت أمريكا وهيمنت على العالم وعلى تلك الممرات المائية والمنافذ البحرية الاستراتيجية، وبعد أن شعرت أمريكا وبريطانيا بفشل مخطّطها خُصُوصاً في اليمن، نجدهم يعيدون نفس ذلك المشروع؛ ليسيطروا على الموانئ والمطارات والجزر اليمنية؛ لتحقيق الأهداف الاقتصادية من المشروع القديم الجديد؛ ولذلك نجدهم يحقّقون أهدافهم الاقتصادية، من خلال السيطرة على مضيق باب المندب الممر الاستراتيجي الملاحي الدولي الهام، الذي يربط بين الشرق والغرب وبين القرن الأفريقي والذي تمر من خلاله يوميًّا أكثر من 17 مليون برميل من النفط الخام من دول المنطقة، ومنه إلى قناة السويس ومن ثم إلى دول الاستكبار والاستعمار العالمي الجديد عبر مضيق جبل طارق، بالإضافة إلى السيطرة على الموانئ والجزر اليمنية، والسيطرة على الدول التي تطل على تلك المضائق سواء أكان في جبل طارق أَو في مضيق قناة السويس، وكذلك ما هو موجود في مضيق باب المندب؛ بهَدفِ تحقيق الأبعاد السياسية وكذلك الأهداف الاقتصادية.

ويوضح اللواء الجفري أن دول العدوان حاولت تحقيق أهدافها الاقتصادية التي لا يمكن أن تتحقّق في وجود القيادة الثورية والسياسية، حَيثُ شاهدنا في العام الماضي وزير خارجية فرنسا أتى إلى شبوة في زيارة خَاصَّة، وطلب من حكومة المرتزِقة إعادة تشغيل منشأة بلحاف الغازية، وتصدير الغاز ورفع إنتاجه، مبينًا أن هناك أزمةً اقتصادية في أمريكا ودول أُورُوبا خَاصَّة في جانب النفط والغاز؛ جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.

وفي ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، يؤكّـد الجفري أن أمريكا وأدواتها حاولت أن تبحث عن مصادر بديلة للغاز الروسي، وبالتالي شاهدنا وزير الخارجية الأمريكي الذي جاء أكثر من ثلاث مرات خلال ستة أشهر؛ لحث المرتزِقة بإعادة إنتاج النفط والغاز ورفع وتيرة التصدير وعبر ميناء الضبة والذي تم توقيفه من قبل صنعاء واستهداف ناقلات النفط فيه، وكذلك في ميناء منشأة بلحاف بشبوة، وهذا كان مؤشراً خطيراً جِـدًّا لنهب الثروات خلال فترة العدوان، في الوقت الذي الشعب اليمني لا يحصل على قوت يومه أَو مرتباته الشهرية، وكذلك في ظل انعدام الخدمات الضرورية للحياة في عدن المحتلّة والمحافظات الأُخرى التي تعتبر مناطقَ ساحلية وذات تضاريس وطبيعة جغرافية حارة، ورغم ذلك نجدهم يسيطرون على الثروات بشكل عام.

 

مشاريع جديدة:

وبعد إيقاف صنعاء نهب الثروات النفطية وإفشال المخطّطات الأمريكية رغم التواجد العسكري المباشر لدول الاحتلال والعدوان في المحافظات الجنوبية، وبعد تسعة أعوام من الفشل في تحقيق أهدافهم، يقول اللواء الجفري: إن الأبعاد السياسية للتدخل العسكري المباشر لدول العدوان في الجنوب فشلت؛ ولهذا نجد العدوان اليوم ينفذ مشاريع جديدة منها إبقاء المحافظات الجنوبية تحت الفوضى والانفلات الأمني والصراع الداخلي عن طريق المليشيات التي شكلوها وبدعم سعوديّ إماراتي، للسيطرة على الثروات النفطية والغازية؛ وهو ما أشار إليه قائد الثورة في خطابه بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة بمنع نهب النفط والثروات الأُخرى.

وحول تداعيات الأحداث الجارية في المحافظات المحتلّة على الوحدة اليمنية، يقول اللواء الجفري: “إن هناك تداعيات تهدّد استقرار ووحدة اليمن وتنذر بمشاريع خطيرة؛ وهذا ما شوهد في تلك المحافظات في الآونة الأخيرة منها تحَرّكات الانتقالي التي بدأت في 4 مايو، في عدن من خلال ما يسمى اللقاء التشاوري الذي من خلاله وضع ما يسمى ميثاقًا وطنيًّا لتحديد ملامح الدولة الجنوبية القادمة، ثم انتقل في 21 مايو إلى حضرموت وعقد هناك ما يسمى لقاءً موسَّعًا للقيادات في المجلس الانتقالي عبر الجمعية العمومية للانتقالي، والذي تحدث بكل وضوح وعبر وسائل الإعلام بأنه تم الاتّفاق على ملامح وهُــوِيَّة الدولة القادمة وهي ثلاثة خيارات:

الأول: “دولة حضرموت” وهذا يعني للمشروع الذي كان يراد له أن يفرض بعد خروج الاستعمار البريطاني في 67 وبعد ذلك ألغي هذا المشروع.

الثاني: “دولة الجنوب العربي” وهذا مشروع بريطاني ماسوني صهيوني لا يعترف بالهُــوِيَّة الوطنية التاريخية لليمن، وسبق أن نفذته بريطانيا في 11 فبراير 1959م عندما أسّست اتّحاد الجنوب العربي، واستمر هذا المشروع حوالي 5 سنوات لكن في ظل مرحلة الكفاح المسلح الذي تم الإعلان عنه بقيام ثورة 14أُكتوبر 1963م والتي انطلقت من جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد راجح بن غالب لبوزة، وأفشل هذا المشروع في عام 1964م وتم طرد الاستعمار في 30 نوفمبر 1967م يعني بعد أربع سنوات من إعلان الثورة.

اليوم نجد أنهم يريدون إعادة ذلك المشروع بدعم أمريكي بريطاني وهم من يدعمون المرتزِقة ولديها من الخلايا النائمة والجواسيس الذين ظلوا على فترة من الزمن يعملون من خلف الكواليس واليوم ظهروا على السطح وهم يقودون تلك المليشيات العسكرية ويريدون أن يفرضوا الأمر الواقع، وأن يحقّقوا الأطماع الأمريكية والبريطانية في اليمن.

أما المشروع الثالث: وهو استعادة دولة “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيّة” التي دخلت في شراكة سياسية لليمن في 22 مايو 1990م الوحدة، واليوم يحاولون استعادتها، مؤكّـداً أن تلك المشاريع كلها معقدة.

 

تناقضات واختلافات:

وفي ظل التناقضات والاختلافات والتباينات في وجهة النظر بين الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية للحراك السلمي الجنوبي الذي تختلف مع مشاريع الانتقالي، والبعض منها لم تشارك في لقاء الانتقالي وهم من أبناء الجنوب، يشير الجفري إلى أن هناك أكثر من 76 مكوناً، وهذه المكونات تندرج تحت 5 مكونات رئيسية للحراك الجنوبي، وهناك مكونات لا زالت متمسكة بالهُــوِيَّة اليمنية التاريخية في عموم المحافظات الجنوبية، ناهيك عن مكونات وقيادات حزب “الإصلاح” ومرتزِقته، وفي مقدمتهم صلاح باتيس، وهو من أبناء حضرموت والذي تحدث عن دولة حضرموت؛ وهذا يعني أنها رسالة واضحة تقول في مضمونها، إذَا لم تعطونا وتجعلونا نحكم، ننفذ مشروع دولة حضرموت، ولا نريد وحدةً يمنية.

وكذلك قيادات المؤتمر فرع عفاش يتحدثون ويترحمون على الجنوبيين أنهم ظلموا في الوقت الذي كانوا شركاء في الجريمة والحرب الظالمة والمؤامرة؛ بمعنى لا يريدون الوحدة في ظل وجود نظام سياسي في صنعاء استطاع أن يرفع الوصاية الخارجية وأن يحرّر اليمن واستقلالها من المحتلّين ومرتزِقته الذين يتحدثون عن نظام جمهوري وهم مدعومين من أنظمة ملكية في السعوديّة وقطر.

ولهذا فَــإنَّ المرتزِقة هدفهم تنفيذ أطماع الاحتلال وتحقيق مصالح المشروع الماسوني الصهيوني العالمي للمصالح الاقتصادية الاستراتيجية للساحل الغربي ومضيق باب المندب والشريط الساحلي حتى المهرة ومضيق هرمز، هذه من المفارقات العجيبة تأتي رغم أحاديثهم عن الوحدة، بمعنى خلونا نحكم نعترف بالوحدة.

ويشير الجفري إلى أن كُـلّ مشاريع الاحتلال فاشلة، ولن تتحقّق، حَيثُ قد قدمت ثورة 21 سبتمبر قوافل من الشهداء لإفشال المشاريع الطائفية والمذهبية الصهيونية، وبعد أن فشلوا بعد تسعة أعوام من العدوان اليوم نجدهم يتحدثون عن تلك المشاريع في الجنوب، وهذا كلة بدأ من دول العدوان؛ بهَدفِ أن تسيطر على الجنوب وثرواته، يعني قبل العدوان كانت دول العدوان السعوديّ تسيطر على اليمن وهي من قتلت الحمدي وجاءت بعفاش ودعمته مع عصابته أكثر من 40 عاماً، وبعد أن سقط عفاش انتقلوا للجنوب؛ لأَنَّ نظام الخائن عفاش كان فيدراليًّا رجعيًّا يخدم الماسونية العالمية، واليوم نجدهم ينتقلون إلى الجنوب الذي طرد الاحتلال من خلال ثورة 14 أُكتوبر، مؤكّـداً أن تحَرّكات دول العدوان في المحافظات المحتلّة تؤكّـد أن السعوديّة تريد ذلك كورقة ضغط على القيادة السياسية في صنعاء.

 وبخصوص أهداف وتداعيات العدوان في الجنوب، يؤكّـد اللواء الجفري أن هدف العدوان يتمثل في تمزق النسيج الاجتماعي للوطن والمحافظات، ويضعف القدرات الشعبيّة والسياسية، ودعم الثارات القبلية في المحافظات المحتلّة التي ما زالت قائمة وفق استراتيجية “فَرِّقْ تَسُدْ”، التي طبقها الاستعمار البريطاني في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مُشيراً إلى أن التداعيات كثيرة ومُستمرّة من خلال التواجد الخارجي في المحافظات الجنوبية الشرقية المحتلّة، وتصفية الحسابات بين الخصوم الإقليميين، الذين حوّلوا تلك المحافظات إلى ساحة لتصفية أي صراع بين قطر والإمارات، وصراع بين السعوديّة والإمارات؛ بهَدفِ النفوذ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com