الصمودُ والإرادَة اليمنية: مفتاحُ المستقبل المشرق..بقلم/ حسام باشا

 

 

إن صمود الشعب اليمني في وجه العدوان السعوديّ يعكس القدرة الكبيرة على مواجهة التحديات الصعبة وتجاوزها، فعلى مدى السنوات الأخيرة، شهدت بلادنا حربًا دامية من قبل التحالف السعوديّ، ولكن على الرغم من هذه الحرب، أظهر شعبنا القدرة على التحمل والصبر والصمود، وتمكّن من إذلال التحالف السعوديّ وكسر شوكته طوال سنوات العدوان، واستطاع بروح العزيمة والإصرار والإرادَة والوحدة والتضامن وبالخبرات المحلية والكفاءة والإبداع والابتكار، وبالاستفادة من الموارد المحلية، من تحقيق إنجازات عديدة، بما في ذلك تحقيق الاستقلالية الذاتية في مجالات مختلفة، إلى جانب تطوير وصناعة أسلحة نوعية؛ الأمر الذي يؤكّـد قدرة أبناء الشعب اليمني على المقاومة والتغلب على التحديات في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.

لقد اجتاز شعبنا اليمني اختبارًا صعبًا خلال السنوات الأخيرة، إذ تعرض لحرب وحشية تسببت في دمار هائل وأزمات إنسانية صعبة، ولكنه أثبت شجاعة وعزيمة قوية في مواجهة هذه الظروف الصعبة، ولم يتخذ المنحى السهل من الاستسلام والتخلي، بل أبى أن يسمح لأية قوة بتحطيم إرادته واستقلاليته، ففي الوقت الذي كانت فيه الظروف المحيطة به تُهدّد سيادة وحرية شعبه، واصل أبنائه المقاومة والصمود وأظهروا قوة وعزيمة كبيرة في الدفاع عن وطنهم، ما يعكس عمق الإيمان والثقة بالنفس والإرادَة القوية التي يتميزون بها، ويؤكّـد على أن مستقبل أفضل هو بامتيَاز يلوح في الأفق، بفضل تلك القيم الطويلة الأمد التي يمتلكها الشعب اليمني، ‏والتي تشكل مفتاح المستقبل المشرق؛ إذ إنه من خلال الصمود والثبات والمقاومة تستطيع الأمم مواجهة أية تحديات تواجهها، حَيثُ الشجاعة والتضحية وتحمل الصعاب ومواجهتها بالعزيمة والإصرار والإرادَة والقوة، قيم أَسَاسية تحفز الأمل في المستقبل.

إن شعبنا اليمني أثبت بإرادته القوية وقدراته المحلية للصمود والتصدي للعدوان القدرة الكبيرة التي يتمتع بها على الابتكار والتطوير، والتي تعتبر من المميزات التي ساعدت على الصمود، ومثلت الركيزة الأَسَاسية لتلك القدرات العسكرية والاستراتيجية الكبيرة التي لعبت دورًا كَبيراً في ردع التحالف السعوديّ وكسر جبروته.

كما أن اليمن يمتلك العقول القادرة على الابتكار والتطوير، وهذا يظهر جليًّا في العديد من المجالات، ففي مجال الصناعات العسكرية، يعتبر اليمن من أوائل الدول العربية التي قامت بتطوير وصناعة الأسلحة النوعية بمواردها وأيديها المحلية، كما يوجد العديد من العلماء والمخترعين اليمنيين الذين قدموا إسهامات كبيرة في العديد من المجالات، مثل الطاقة والطب والزراعة، والاتصالات… إلخ، وهذا يبرهن القدرة العالية للعقول اليمنية على الابتكار والتطوير ويشكل فرصة في المستقبل لتحقيق التنمية المستدامة والاستقلالية الذاتية في مختلف المجالات.

ولم يقتصر الصمود اليماني على المجال العسكري فحسب، بل امتد إلى مجالات أُخرى من الحياة اليومية، حَيثُ تمكّن شعبنا اليمني من التكيف مع الظروف الصعبة التي يعيشها، وتحقيق الاستقلالية الذاتية في العديد من المجالات، بدءًا من الطاقة والمياه والغذاء وُصُـولاً إلى الزراعة والصحة والتعليم، وهذا يبرهن على القدرة الكبيرة لشعبنا في الابتكار والتطوير، من خلال الاعتماد على الموارد والأيادي المحلية، والتي شأنها أن تفتح آفاقًا واسعة لبلادنا في المستقبل، حَيثُ يمكن باستغلال هذه القدرات والموارد، أن نعيد بناء وتنمية الاقتصاد المحلي؛ بما يسهم في تعزيز القدرات المحلية لخلق صناعات أُخرى في مختلف المجالات، وبالتالي تحقيق الازدهار والاستقرار الاقتصادي.

أخيراً، إن إنجاز الشعب اليمني في الصمود والثبات أمام هذه الحرب الوحشية يعد إنجازاً كَبيراً وآسرًا للجميع، فهم يمثلون مثالًا يحتذى به على الصمود والمقاومة في وجه التحديات، كما أن مفتاح المستقبل المشرق للشعب اليمني يتمثل في مواصلة الصمود والمقاومة والثبات، وفي العمل على تحقيق الاستقرار والأمن والازدهار لوطننا الحبيب.

وإننا نؤمن بأن شعبنا سيتمكّن من تحقيق هذا الحلم بالعمل المشترك والتضامن والإصرار.

هي مسيرة صعبة وطويلة، ولكننا نؤمن بأن شعبنا اليمني لديه القوة والعزيمة والإرادَة الصلبة لتحقيق هذا الحلم، وسيستمر في مواجهة التحديات بكل شجاعة وثبات حتى يحقّق أمله في مستقبل مشرق وحياة أفضل لأبنائه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com