يدٌ للحوار والأُخرى لخوض معركة حاسمة باقتدار..بقلم/ غازي منير

 

كتبتُ لك عزيزي القارئ الكريم في مقالٍ سابق بعنوان “مع كُـلّ عام جديد يتجلى أكثر بأن القرار كأن الأصوب”، وأوجزت فيه رؤوس أقلام عما حصل في الأعوام الثمانية الماضية للصمود في وجه العدوان، والذي شهد العام الثامن منها تغير ملحوظ بعد أن دشّـنته القوات المسلحة اليمنية آنذاك بعمليات عسكرية في عمق العدوّ، وأسميتا بعمليتي “كسر الحصار الأولى” وَ “كسر الحصار الثانية”، حَيثُ حقّقت أهدافَها وكسرت حصار المشتقات النفطية الذي كاد يخنق اليمن، وأجبرت دول العدوان على الاستسلام وأعلنت هدنة ظلت طيلة النصف الأول من العام الثامن وانتهت؛ بسَببِ عدم التزامها ببنود الهدنة ونصفة الآخر شهد خفضاً للتصعيد العسكري في ظل مشاورات سلام تدور بين اليمن ودول العدوان، حَيثُ الأخيرة تماطل وتبحث عن كيف تتنصل عما أحدثته من دمار هائل طال اليمن أرضاً وإنساناً، ولا يزال وفدنا المفاوض يجري الحوارات مع الطرف الآخر؛ مِن أجل الحصول على حلول سلمية مشرفة تحفظ أمن المنقطة وسيادة واستقلال اليمن وحرية وكرامة الشعب.

وفي الوقت ذاته دشّـنت القوات المسلحة للجمهورية اليمنية العام التاسع بمناورة عسكرية نموذجية، شاركت فيها جميع الوحدات العسكرية وأسميت بمناورة “الصمود بوجه العدوان” وحاكت هجومًا على مجموعة من الأهداف متنوعة التضاريس منها الجبلية والصحراوية والشجرية، وتم التقدم إليها من مناطق مفتوحة في ظل إسناد وتمشيط ناري كثيف، وشاركت فيها جميع الوحدات العسكرية، وحدات من قوات المشاة التي تضم قادات السرايا والفصائل والوحدات المتخرجة من الدورات العسكرية، والتي تلقت فيها تدريباً بدنياً وقتالياً بشكلٍ راقٍ، وقوات الدعم القتالي بمختلف التخصصات وخدمات الدعم القتالي.

حيث جرت المناورة بين هذه القوات والوحدات المتخصصة أَيْـضاً منها وحدات القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيَّر والدفاع الجوي وضد الدروع والقناصة والهندسة بتنسيق عالٍ يُظهِرُ كفاءة التدريب وفطنة القيادية وتكاملًا بين كافة الوحدات المشاركة وبالتنسيق أَيْـضاً مع الاتصالات العسكرية وتوفرت خدمات الدعم القتالي لجميع التخصصات.

كما أن المناورة نفذت من عدة اتّجاهات رئيسية وفرعية حاكت اقتحام مواقع جبلية متعددة ومسارات عسكرية مختلفة، وسيطرت القوات المشاركة بفضل الله وتوفيقه على كافة الأهداف المرسومة مع افتراض وجود الطيران الحربي المعادي واستهداف المقاتلين ومراعاة أن هناك مقاومة قوية من العدوّ، وفي ظل محاكاة ميدانية معادية تجاوزتها القوات بأساليب وتكتيكات جديدة تم ابتكارها نتيجة التقييم الصحيح لتجارب الأحداث في المعارك السابقة وقراءة للأحداث المقبلة وتقييم الاختلالات والأخطاء السابقة والاستفادة من الخبرات المتراكمة والمهارات والخطط العسكرية.

وفي هذه المناورة الكبيرة دعم كبير للوفد المفاوض ليفاوض من موقع القوة لا الضعف، ووضع العدوّ في موقع الرضوخ والاستسلام وهو موضعهم أَسَاساً.

وفي المناورة رسالة واضحة للأعداء بأن الصبر على تماديهم ومماطلتهم ليس إلى ما لا نهاية، وأن عليهم المسارعة في الاستجابة لمطالب الشعب اليمني المحقة والمشروعة، وأنهم أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يتركوا دناءتهم وآمالهم في فرض سيطرتهم على الشعب اليمني ويوقفوا عدوانهم وحصارهم ويسحبوا جيوشهم ويرحلوا من اليمن، أَو سيواجَهون بضربات ردع مؤلمة وحساسة، وقد سبق لهم وأن ذاقوا مرارة وشدة بأسها، وبمعارك ضارية لا تبقي ولا تذر، وقد أعذر من أنذر.

القدرة على التمييز بين الحق والباطل، بين المفاهيم والرؤى الصحيحة وبين المفاهيم المغلوطة والثقافات المنحرفة.

القرآن الكريم يزكي النفوس ويمنحها الصفات الإيمَـانية ويمنحها القدرة على التمييز بين الضلال الذي يجعل من يسيرون من خلاله في حالة من الجمود والضياع والتيه ويجعلهم ضعفاء في تبني المواقف الحق والتوجّـهات الحق، يتهربون من أن يكون لهم موقف صحيح.

لذلك أعداء الله من اليهود وغيرهم يسعون دائماً على إضلال المسلمين وإبعادهم عن القرآن كمنهجية وسلوك وأخلاق ومواقف، وجعلوا من المسلمين في حالة من الضياع الفكري والثقافي، أعداء الله يعلمون أن ارتباطنا بالقرآن الكريم كمنهج وحياة سوف يجعل من هذه الأُمَّــة الإسلامية التي تمتلك المنهج الإلهي والمسار الصحيح هي الأُمَّــة التي لا تهزم، لا يمكن أن تهزم في كُـلّ مجالات الحياة وسوف تكون أُمَّـة تقود العالم في طريق الله وفي سبيل الحق، ويفشل الشيطان وأنصار الشيطان من تحقيق أهدافهم؛ لأَنَّنا أُمَّـة نمتلك القرآن الكريم ونمتلك الحكمة التي منبعها منهج الله الذي هو الرحمة بنا والنجاة لنا والسعادة لنا في الدنيا والآخرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com