ثمانيةٌ من الصمود اليمني..بقلم/ وسام الكبسي

 

ثمانية أعوام بالتمام والكمال من عمر صمود شعب الإيمان والحكمة في وجه أعتى قوة بقيادة مملكة آل سعود نيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، صمود أذهل العالم وأربك حسابات الغرب وأذنابهم، بل جعلهم في حيرة من أمرهم لا يدرون ما يصنعون وأي الخيارات يتخذون، خَاصَّة بعد أن أوصلهم صمود الأنصار إلى اليأس من إنجاز ما لم يقدروا على إنجازه وهم في أوج قوتهم وهمجيتهم ورعونتهم، والأنصار لم يكونوا إلا قلة يخافون أن يتخطَّفَهم الناس من قلة في العتاد والعديد، قابله صمت مطبق على الجرائم التي ارتكبت في حق أبناء الأنصار وموطنهم أرضاً وإنساناً.

جرائمُ يندى لها جبين الدهر ويذرف الحجر الأصم الدمعَ؛ إشفاقاً على تلك الأرواح التي أزهقت والدماء التي سُفكت ظلماً وعدواناً بأمر الأمريكي، ومن واشنطن قُرِئ بيانُ قتل وإزهاق أرواح اليمنيين كُـلّ اليمنيين وبدمٍ بارد طيلة ثمانية أعوام وما زال، وعلى لسان رأس النفاق والتطبيع مملكة بني سعود وبأيديهم الملطخة بدماء الأحرار ليلاً ونهاراً، الأفراح والأتراح، الأسواق والمستشفيات، منازل المواطنين ومصالحهم العامة، الطرقات والموانئ، المساجد والمصانع، القرى والمدن، المزارع وحتى المقابر في الجنوب والشمال، كُـلّ ما سبق وأكثر كانت أهدافاً لطائرات التحالف وبارجاته.

واليوم وعلى أعتاب العام التاسع من الصمود اليمني في وجه تحالف البغي والعدوان، تقفُ قوى التحالف بقيادة أمريكا في حيرتِها ولم تهتد -رغم خُبرائها وخِبرتها- إلى مخرج من المأزق الذي وقعت فيه وأدواتها; أتستمر في الحرب والحصار أم تكتفي برفع يد السلام مع الاستمرار في الحصار والتجويع؟!

وفي كلتا الحالتين فَـإنَّ الأمر لدى الأنصار حرب مسماة “هجينة” لن يمكن القبول بذلك إطلاقاً، والميدان ما زال مفتوحاً على خيارات ضاغطة وفوق الطاولة، خيارات مُعززة بصمود وصبر وتلاحم ووعي الشعب اليمني، وثقته بنصر الله قبل أي اعتبار، ناتجٍ عن الوعي القرآني الذي ترك أثره التربوي والثوري في سلوك الأنصار؛ فزادهم إيمَـاناً وحكمةً وبصيرةً وصموداً، وتفويضهم إياه في كُـلّ خيار وأمر، قيادة ربانية علوية ممثلة بالعَلَم القائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله تعالى-، خَاصَّةً بعد أن شاهد الخصمُ بأم عينه جحافلَ جيش اليمن المغوار وترسانته من الأسلحة بكل أنواعها وأشكالها الجوية والبحرية والبرية من خلال العروض والمناورات العسكرية والعقيدة الجهادية التي ستفعل كُـلّ تلك الإمْكَانات في الوقت والزمان المناسبين بما يغير معادلة المعركة وإلى الأبد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com