ما الذي تغيّر.. ابن سلمان أم اللعبة؟!..بقلم/ عبدالغني حجي

 

الاتّفاقُ السعوديّ الإيراني المفاجئُ بعد قطيعة لسبع سنوات يحملُ دلالاتٍ مثيرةً وأسئلةً متعددة!

كيف أن السعوديّة امتلكت الجرأة في إعلان اتّفاق كهذا رغم معرفتها أن الخاسر أمريكا وإسرائيل، والمستفيد إيران ومحور المقاومة، وأن الذريعة التي جعلت أمريكا تتدخل في كُـلّ كبيرة وصغيرة في المنطقة هي إيران، والمبرّر لتواجد قواعدها العسكرية هو حماية المنطقة والخليج من التمدد الإيراني، وأنه بسَببِ إيران والثغرة التي أوجدتها أمريكا بينها وبين العرب جعلت المنطقة منتدبة لها، والقرار لغيرها في كُـلّ شؤونها، فهل تغير ابن سلمان في اتّجاهه نحو السلام أم أن الشيطان يكمن في التفاصيل؟1

ننتظر الواقع والأيّام المقبلة للإجابة عن هذا السؤال، لكن الحذر واجب والتحليل العميق لمثل هكذا تغيير يجب أن يشمل أبعاده الاستراتيجية؛ لأَنَّ أمريكا لا يمكن أن تقبل باتّفاق ينهي هيمنتها، وسلام يشل حركتها ويحد من تواجدها، ويفشل كُـلّ مخطّطاتها التدميرية الرامية لجعلنا لقمة سائغة لربيبتها إسرائيل، لتكسب الثروة وتُكسب إسرائيل العقول والأرض وتحقّق لها حلمها الاستعماري.

الشكلياتُ ليست واقعاً نعيشه، وإنما مظاهرُ لا تظهر نوايا أحد، والواقعُ كفيلٌ بكشف المخبَّأ؛ فإن كان توجّـهاً جاداً وحقيقياً نحو السلام؛ فهذا ما يرغبُ به الجميع وإن كانت لُعبةً جديدةً؛ فموعد نهايتها قريب، ومؤشرات ذلك قد بدأت من اليمن، مع تمنينا أن يكونَ ابن سلمان قد أدرك خطرَ أمريكا ونواياها تجاه العالم العربي ككل، وأن يكونَ قد أدرك خطأَه، واتجه لتغيير سياسته العدوانية، سياسة الأحلاف التي انتهجها وأوقعنا وأوقع العرب في شراكها؛ لأَنَّ عودة السعوديّة لتوطيد العلاقة مع إيران سيمهد لكثيرٍ من الدول تصحيح علاقتها مع إيران وينهي العزلة التي تعيشها بفعل العقوبات الأمريكية، وسوف تسير الأمور بالاتّجاه الصحيح من حروب ومشاكل بينية إلى بناء وتنمية وتطوير، ويجعل الهدوء والأمن والاستقرار السائد في الوسط العربي، وينهي الحلم الصهيوني ويحد من العلاقات القائمة بينها وبين بعض الأنظمة العربية، ويفشل السعي الأمريكي نحو إذابة الكراهية بين العرب وإسرائيل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com