رئيسُ اللجنة الطبية العليا الدكتور مطهر الدرويش لصحيفة “المسيرة”: المرضى اليمنيون أُصيبوا باليأس من العلاج في الخارج؛ بسَببِ تعنت العدوان

 

المسيرة: إبراهيم العنسي

كشف رئيسُ اللجنة الطبية العليا، الدكتور مطهر الدرويش، عن تزايُدِ أعداد الحالات المرضية المنتظرين للعلاج بمصر والهند، مع إصرار العدوان على عدم فتح مطار صنعاء لرحلات صنعاء القاهرة، ورحلات أُخرى إلى الهند.

وقال الدرويش في حديثه لصحيفة “المسيرة”: إن آمالَ اليمنيين كانت معلَّقةً بسماح تحالف العدوان لرحلات صنعاء – القاهرة على غرار رحلات صنعاء -عمّان، مُشيراً إلى أن المرضى اليمنيين الذين ينتظرون رحلات القاهرة يمثلون النسبة الأكبر من المرضى، حَيثُ يُقدَّرون بـ 90 % من حجم المسجلين فيما البقية يمثلون رحلات الأردن، مؤكّـداً أن المرضى اليمنيين الذين يرغبون في السفر إلى القاهرة لتلقي العلاج في حالة استياء وَإحباط، في ظل تدهور حالاتهم الصحية ووصول البعض إلى الوفاة بأعداد غير مسبوقة، فيما طال انتظار إطلاق رحلات هذه الوجهة الإنسانية للعلاج.

وذكر أن الحالاتِ المسجلَّةَ، والتي ما زالت تأتي للتسجيل تباعًا، يغلب عليها حالات الأورام السرطانية، وتشوهات القلب الولادية لدى الأطفال، وَحالات الجراحة المتقدمة والحرجة التي يصعب إجراءها في اليمن وجل هؤلاء من النساء والأطفال.

وواصل الدرويش حديثه بالقول: “معلوم أنه تم حصر الرحلات من مطار صنعاء بـ 3 رحلات أسبوعياً إلى الأردن فقط، وتم إعطاء المرضى حصة ضئيلة من مقاعد هذه الرحلات رغم أن المسجلين والمنتظرين السفر يقدرون بـ 60 ألف مريض، وكلّ مريض يحتاج إلى مرافق أَو اثنين أَو ثلاثة، حسب نوع الحالة المرضية، لافتاً إلى أنه تم تسجيل العديد من حالات الوفاة وخُصُوصاً من توفوا؛ بسَببِ التأخير في السفر في فترة الهُدنة المزعومة، ولولا عدمُ كفاية الرحلات وعدم تعدد الوجهات للسفر لَمَا كان عددُ الوفيات متصاعدًا وبحجم كبير”.

وأكّـد أن الرحلات التي سميت إنسانية في هذه الهُدنة لم تحقّق أي هدف إنساني، ولم تراعِ مِلَفَّ المرضى لا من قريب ولا من بعيد، وأن الحالات اليوم هي أكثر من هذا الرقم بكثير، فهناك مرضى أُصيبوا باليأس من العلاج وينتظرون الموت للأسف، أما جدوى هذه الرحلات فَـإنَّها لا تصل إلى 3 % مما يجب توفيره للمرضى.

وأوضح أن الإجراءات الأردنية تزيد حصار المرضى اليمنيين وتزيد الأعباء المالية عليهم وتصعد مأساتهم وتضاعف الوفيات؛ فالإجراءات المطلوبة بحاجة للمال وبحاجة للوقت لإنجازها وهذا يزيد مأساة المرضى، وأن هذا الإجراء يعود على الأخوة بالمملكة الأردنية الهاشمية ويجب أن يكونوا على دراية بأن هذا المِلف لا يمكن أن يخضعَ للوضع السياسي أَو التفاوضي؛ كونه يؤثِّرُ على حياة الملايين من البشر، جُلُّهم من النساء والأطفال.

وأكّـد أن العدوان يرى من زاوية ضيقة ويحاول اللعب بالملف الإنساني تعويضاً عن إخفاقاته، منوِّهًا أن يفترض أن يكون هناك رحلات إلى عدة وجهات ولعدة شركات للنقل الجوي عبر مطار صنعاء بواقع رحلتين يوميًّا إلى عدة وجهات لتلبية الحد الأدنى من المقاعد للمحتاجين للسفر لغرض العلاج خارج الوطن.

وأشَارَ إلى أن من سافروا إلى الآن من مطار صنعاء خلال هذه الهدنة من المرضى لم يتجاوزوا 2000 مريض مع مرافقيهم حوالي 3000 بإجمالي 5000 مسافر، وأن الضرورة قائمة وملحة لزيادة عدد الرحلات والوجهات والشركات الناقلة.

وعن الدور المشبوه للوسيط الأممي والمنظمات التي تزعم الإنسانية، قال الدرويش “لمسنا تجاهلاً وتقاعساً في ملف المرضى وكأن الأمر لا يعنيهم رغم ادعائهم نصرة حقوق الإنسان إلا في اليمن”، مؤكّـداً أن “لتحالف العدوان ورعاته الدوليون تأثيرًا وتوجيهًا لسياسة هذه المنظمات بحيث تسيرُ عليه”.

واختتم الدرويش حديثه بتوجيه رسالة للعالم، مطالباً إياهم بعدم نسيان أن هناك 30 مليونَ يمني تحت العدوان والحصار الظالم، ويمنعون من الدواء والغذاء في ظل الأوبئة والجائحات وآثار الحروب والذخائر المحرَّمة دوليًّا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com