كيف لا ننتصر وفينا (أبو شهيد)

 

أمل المطهر

(الله الله في المستضعفين والمساكين والمحرومين لا تنسوهم، والله الله في إخوتنا في العراق وفلسطين وكل بقاع، يقتلون ويظلمون، حثوا الخطى وواصلوا المسيرَ فهم في انتظاركم، الله الله في المسجد الأقصى، فتحريرُه بانتظاركم فلا يشغلنكم عنه شيء).

كانت تلك هي بعض من وصية الشهيد الخالد (أبو شهيد)، والتي تحكي وتسرد في سطورها حكايةَ العشق الإلهي السرمدي والمنهجية السمحة القويمة والقضية العادلة المنتصرة، ومن تلك النهاية كتبت سطور البداية لكلِّ الأحرار في هذا العالم.

بداية رحلة جهادية وَطريق معفر معطر بالعزة المنشودة، أَسَاسُها اللهُ ورسولُه والذين آمنوا، بوصلتها تتجه صوبَ المسجد الأقصى، ونورها يعم كُـلَّ المستضعفين في الأرض.

شموخ رأيناه يتوقّد في قسماتِه، إخلاص وإِيْمَان ووعي يتغلغلُ في روحية الشهيد حسن عبدالله الجرادي، وفي وثائقي من ثلاثة أجزاء بثّته قناةُ المسيرة وضعنا أمام صورة جديدة لتجليات العظمة والسمو ونموذج راق للروحية الطاهرة المطهرة.

في ذلك الوثائقي تعرّفنا على صانع نصر جديد ممن كان لهم الفضلُ بعد الله تعالى في ما نحن عليه اليوم من عزة وكرامة ونصر.

في ذلك الوثائقي تعرّفنا على من رأيناه على شاشة التلفاز يرتقي شهيداً شامخاً ثابتاً منتصراً في الساحل الغربي، لكننا لم نكن نعرف عنه الكثيرَ، لم نكن نعرف أن هذا البطلَ الحيدريَّ خطى أولى خطوات مشواره الجهادي وهو لم يبلغ الرابعة عشر، واعتُقل في سجون النظام البائد في تلك المرحلة وهو في الرابعة عشر من عمره، تشرّب الهدي المحمدي في سن الطفولة ونشأ على المبادئ والقيم النقية، فكان جندياً من جنودِ الله الذين لا يُقهرون، وواصل مشوارَه مع الله وأولياء الله بكلِّ ثبات وإقدام، كان كالغيمة الماطرة مطراً نافعاً أينما حل وارتحل رغم كُـلِّ الجراحات والأوجاع التي تعرّض لها في طريق ذات الشوكة، وفقدانه لوالدته وأخواته وزوجته وطفله البكر الذي لم يرَ النورَ وقُتل في أحشاء أمه قبل قدومه إلى الحياة بساعات بغارات حقد عفاشي سعودي أمريكي، إلّا أنَّ أبا شهيد ما تراجع أَو توقف واحتسبهم شهداء لله وفي سبيله.

الآن عرفنا من تكون يا سيد القادة وربيع الأتقياء، أنت مسيرةُ عطاء وصبر، خطوات ثبتت في الأرض لترسمَ طريق الحرية والإباء، تراتيل نصر انطلقت محلقةً في سمائنا نوراً وضياءً، سعياً ومسارعةً نحو الكمال والارتقاء، هي نفس مطمئنة رجعت إلى ربها راضية مرضية، جهود حثيثة أزاحت غيومَ الباطل لتطلَّ علينا شمسُ الحق مضيئة ساطعة.

فكيف لا ننتصر وأنت حيٌّ فينا، كيف لا نُحلّق في ملكوت الكرامة والعزة وتضحياتك مغروسة في أعماقنا، كيف لا ننتصر يا سيدي أبا شهيد ووصيتك مطبوعة في أفكارنا ترسم خريطة خطوات مسيرنا.

كيف لا ننتصر ورفاقك ومن تشرّبوا الهدي على يديك ما زالوا يبكونك ناراً في وجه العدوّ، ويشيعونك وفاءً على العهد وإقداماً، ويرسمونك في قلوبهم قائداً خالداً لا يموت.

فكيف لا ننتصر وقد كنت فينا يا أبا شهيد ألقاً وقدوةً ونموذجاً وحياةً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com