2018 هل يشهد سقوط التفوق الجوي السعودي الأمريكي في الحرب على اليمن؟

المسيرة: زهراء حلاوي

“أَصْبَحنا بعون الله أقوى وأقدرَ على المواجَهة والتصدّي لسلاح الجو المعادي”.. بهذه الكلمات لخّص بيانُ القوات الجوية للجيش اليمني بدْءَ مرحلة جديدة من المواجهة العسكرية مع دول العدوان، داحضاً بذلك مزاعِمَ إعْلَام هذه الدول الذي تحدث عن خلل فني أَدَّى إلى سقوط طائرة “التورنادو” التي سبق وأكدت القواتُ الجوية اليمنية إسقاطَها قبل أيام.

على مدار ما يقارب السنوات الثلاث من الحرب، فشلت طائراتُ دول العدوان سوى في استهداف المدنيين. لم يكن ضعف الإمْكَانات الجوية التي تتسلح بها هذه الدول هو سبب الفشل، إذ يمتلكُ ما يسمى بالتحالف ما يقارب 300 طائرة من أجيال مختلفة ومتطورة، بينها 72 من نوع “تورنادو”، إلا أن صمودَ الشعب اليمني وإرادته، يضافُ إليها ثبات المجاهدين وتكتيكاتهم العسكرية، كانت السببَ في عجز سلاح الجو المُعادي عن حسم معركة يتفوّقُ فيها من حيثُ القدرات بشكل كبير.

إذاً بعد مرور 1000 يوم من الحرب باتت طائرات دول العدوان، التي عجزت عن إحداث فارق عسكري حقيقي غير استهداف الأبرياء، باتت هدفاً لصواريخ الجيش اليمني، وما خفي من إنجازات لربما أعظم. فما تشهدُه حرب اليمن اليوم هو استنزافٌ واضحٌ لدول العدوان، حسبما يؤكد خبراء ومراكز أبحاث دولية، والإنجاز الأخير المتمثل بإسقاط طائرة “تورنادو” في سماء صعدة، والتي تبلغ قيمتها مَا يقارب 20 مليون دولار، يتبعها في أقل من 12 ساعة إصابة مقاتلة من طراز “F15” في صنعاء دليل واضح على هذا الاستنزاف.

في سياق متصل، اعتادت دول العدوان على اختلاق الأكاذيب؛ للتقليل من شأن أي إنجاز عسكري يحقّقُه الجيشُ واللجان الشعبية، كما الحال في ادّعاءاتها السابقة حول إسقاط الصواريخ اليمنية المتجهة إلى الرياض. أما عن ذرائع سقوط طائراتها المحلقة في سماء اليمن، فلم تجد دول العدوان غير الخلل الفني سبيلاً للهروب من الاعتراف بخسارتها. هروب يعكس حالة التخبط والإرباك الذي تُعانيه دول العدوان، ورُبّما يسبب لها إحراجاً مع الدول المصنعة للطائرات أكثر من الإحراج الذي حاولت تجنيب نفسَها الوقوعَ فيه، فسُمعةُ الطائرات، ومنها طائرة “تورنادو” التي تعتبر واحدةً من أهم الطائرات متعددة المهام، والتي تُستعمَلُ كمطاردة وقاذفة، ستغدو بعد هذه الادّعاءات في أزمة حقيقية.

جودةُ الأسلحة العسكرية تُختبَرُ عادة عند الحروب، وكل ما يسبق ذلك من محاولات لتضخيم فاعليتها وقدرتها ليس سوى دعايات تسويقية هدفها جذب الدول للتسابق إلى الشراء. لسنوات قبل عدوان إسرائيل الأخير على لبنان (عام 2006)، كانت دبابة “الميركافا” تُعرَفُ بمفخرة الصناعة الصهيونية، وكانت “الصناعة الحربية الإسرائيلية” وضعت الجيل الرابع منها في الخدمة عام 2004، وعقدت عدداً من الصفقات لبيعها إلى دول عدة. إلّا أن حربَ تموز (حرب إسرائيل على لبنان عام 2006) أسقطت هذه الأسطورة، حيث نجحت المقاومة الإسْلَامية في لبنان في تدمير دبابة “الميركافا” التي تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار باستخدام صاروخ لا تتعدى قيمته نصف مليون دولار. سقوط أسطورة الميركافا في حرب تموز اضطر عدداً من الدول إلى الغاء صفقات شرائها بعد انتهاء الحرب، لتتوقف بعدها إسرائيل عن إنتاج الميركافا عام 2012.

مقاربةٌ واحدةٌ تفتَحُ البابَ للحديث عمَّا يمكِّنُ لسلاح الجو اليمني إحداثه، ومدى تأثيره في أهمّ الصناعات العالمية التي تفتخرُ الدول الأوروبية وأمريكا فيها. قبل شهر تقريباً وصلت الصواريخ اليمنية إلى الرياض، ولم تنجحْ منظومةُ الباتريوت في ردعها عن الوصول لهدفها، وإذن حقّقت الدفاعاتُ الجوية اليمنية إنجازاً جديدا بإسقاطها طائرة “التورنادو” ليقارب بذلك عدد الطائرات التي أسقطت منذ بدء الحرب على اليمن عشرة طائرات. فهل يغدو سلاحُ الجو اليمني المهدد الأول لأهم المقاتلات الحربية في العالم.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com