إعلامياتٌ وناشطات ثقافيات لصحيفة “المسيرة”: الاقتدَاءُ بالزهراء درعٌ حصينٌ في مواجهة مخطّطات الغرب

 

المسيرة| محمد ناصر حتروش

تُعتبَرُ ذكرى ميلاد السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء -عليها السلام- من المناسبات الدينية العظيمة لدى اليمنيين، حَيثُ تعتبر المرأةُ اليمنية إحياءَ المناسبة محطةً لاستلهام الدروس والعبر من حياة الزهراء عليها السلام.

وترى عددٌ من الناشطات الإعلاميات أن الاحتفاء بميلاد الزهراء -عليها السلام- يأتي في مقام الاقتدَاء والسير على النهج؛ باعتبارها أسوة حسنة ونموذجاً راقياً في العفة والطهارة والبناء، مشيرات إلى أنه لا يمكن مواجهة الحرب الناعمة وإفشال مخطّطات الغرب الشيطانية التي تسعى لإفساد المجتمع من خلال المرأة إلَّا من خلال التمسك بمنهج السيدة الزهراء والاقتدَاء بها.

وإذا ما قارنا بين النموذج الفاطمي الراقي وبين النموذج الغربي الخبيث بالنسبة للمرأة فلا وجه للمقارنة بين المرأة التي تقتدي بفاطمة الزهراء، والمرأة التي تقتدي بالغرب، فالفرق بينهما كالفرق بين الثرى والثريا بحسب ما تقوله الناشطة الإعلامية زينب الحسن.

وتصف الحسن المرأة المقتدية بالسيدة الزهراء سلام الله عليها” بالفتاة القوية التي تملك من القوة الإيمانية السور المنيع الذي يحميها من عواصف الرياح الناعمة، وضربات الحروب الصلبة التي تستهدفها.

وتشير إلى أن المرأة المتمسكة بمنهج السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء، تمتلك سياجاً فولاذياً قوياً، مبني على قاعدة التولي والاقتدَاء، والاتباع والاقتفَاء بالسيدة الطاهرة فاطمة الزهراء -عليها السلام- النموذج الراقي، للكمال الإنساني الأنثوي.

وتبين الحسن أن النساء اللواتي يتخذن من منهج الزهراء حصن لهن في الحياة من الصعب على الأعداء اختراق ذلك الحصن، والتأثير عليه مهما حاولت تيارات الانفتاح، وأمواج التفسخ والانحلال استهدافها، فهي شامخةُ الجبين، راسيةٌ كالجبال، فلا سبيل للعدو للانتصار عليها، مبينة ثمرة الاقتدَاء بمنهج الزهراء ودوره في مواجهة الأعداء وإفشال مخطّطاته الإجرامية واللاأخلاقية.

وعن النموذج الغربي للمرأة والذي يسعى الغرب تعميمه وفرضه على المجتمعات المسلمة، تؤكّـد زينب الحسن أن ذلك النموذج الغربي نموذج هش وضعيف وهو يفقد المرأة قيمتها وأخلاقها ويجعلها هشة داخل المجتمع وألعوبة بيد المتمردين وعدمي الأخلاق والرجولة من أبناء المجتمع.

وتلفت إلى أن الغرب عمل على تجريد المرأة من أخلاقها وقيمها وفطرتها السوية، لذلك هي ممتلئة بالخواء، ومُجَـرّدة عن الحياء، وبعيدة عن الفطرة السوية، وأن كُـلّ المغريات التي تجذب المرأة تجرها إلى هاوية الفساد، والضياع، والانحلال، والسقوط الأخلاقي.

وتضيف الحسن: “وهذا كُـلّ ما يسعى إليه الأعداء، فمن أجل الوصول إلى غاياتهم أرادوا فرض مثل هذه النماذج، ليبنوا مجتمعات ضعيفة؛ لأَنَّهم يعلمون أن المرأة هي اللبنة الأَسَاسية في المجتمع، وهي المجتمع ككل”.

 

سلعةٌ لا قيمة لها

من جانبها ترى الناشطة الإعلامية آيات الله المتوكل، أن للمرأة المسلمة شأناً عظيماً كما حرص عليها الإسلام، وكما حافظت هي عليه، وباتباعها نهج الزهراء تُشكّل حصانة لنفسها وعفَّتها.

وتوضح المتوكل أن السير على منهج الزهراء -عليها السلام- يسهم بشكل كبير جِـدًّا في التصدي للفساد وردع الانحلال الأخلاقي الذي يسعى لتحقيقه الغرب تحت عناوين ومسميات بّراقة في حين يشهد الواقع بأن تلك المجتمعات أكثر من يمتهن المرأة ويسلبها حقوقها.

وتضيف المتوكل: “نحن نرى الانفتاح والتجرد الذي وصلت إليه المرأة الغربية ومع ذلك لم يحميها ما تفعله من أن تكون فريسة سهلة، وسلعة لا قيمة لها، ولا أهميّة لها في مجتمعها فارتباط كُـلّ امرأة مسلمة بالدّين الحق واقتدائها بالزهراء يحفظ لها جوهرها ويعزِّها بعزِّة دينها.

بدروها تقول الناشطة الإعلامية إخلاص عبود: “لا شك أن هناك فرقاً شاسعاً وجلياً بين المرأة المسلمة والمرأة المستسلمة الغربية بالمفهوم الصحيح فيما يشهده العالم العربي، من مسابقةٍ نحو قطار التفسخ والانحلال الذي رسمه لنا الغرب بمسميات كثيرة منها التحضر والتطور والرقي والثقافة والحرية والحضارة والحقوق التي هي من أسوأ ما اشتروا بها عقول الضالات”.

وتعتبر عبود السيدة الزهراء -عليها السلام- مدرسة للنساء المؤمنات، ومحطة تربوية للنساء المقدسات وكذا القُدوة الحسنة للنساء في جميع أمور حياتهن.

وتبين أن النساء اللواتي يلتزمن بنهج الزهراء -عليها السلام- يعرفن من خلال ملابسهن ومشيهن وحيائهن وبيوتهن وجهادهن وكل فعل من أفعالهن، منطقهن قرآني ومنهجهن إسلامي، لا تكاد ترى منهن إلا السواد، لا يخضعن بالقول، ولا يتأثرن بأمراض القلوب، يقفن عن ألف رجل في مواقف نصرة الدين، والدفاع عن المظلومين.

وتلفت إلى أن النساء اللواتي يقتدين بالزهراء تجدّ بيوتهن عامرة بالذكر وصدورهن بالإيمان، يحرضن أزواجهن وأولادهن على الجهاد، يعرفن أعدائهن ومخطّطاتهم، يحملن الوعي بمختلف أحداث الزمان ومجرياته، ينضرن بعين البصيرة ويسمعن بالأذن الواعية، حياتهن عمل وعلم وإنفاق وجهاد، مؤكّـدة أن كُـلّ من يتحلى بتلك الصفات يعجز الواصفون عن وصفهن ويحزن المرتبات العاليات ونلنَ الكرامة والفخار تأسياً بسيدة نساء الدنيا والآخرة.

وعن حياة المرأة الغربية تؤكّـد عبود أن قوى الشر نجحت في جعل المرأة وسيلة لتنفيذ مخطّطاتهم الدنيئة والإجرامية، موضحة أن الغرب يحتقر المرأة ويسخر منها ويعتبرها سلعة رخيصة لا قيمة لها محرومة من دورها الجوهري والمحوري المتمثل في بناء الأسرة وتربية الأجيال الصالحة البانية للأوطان وأن وجد لها أطفال فحالهم معدومي الصلاح.

وتؤكّـد إخلاص أن الغرب جعل من المرأة محدودة التفكير وسهلة الخداع، وَجعلوا من تعريها وانفلاتها الأخلاقي مصدراً للتطور والرقي، في حين أن الواقع يثبت أن تلك النسوة اللواتي على هذا الحال غير راضيات بحياتهن ومصيرهن، وأنه لا يمكن الخروج من ذلك الواقع المزري إلَّا بالعودة إلى الدين القويم والتمسك بالإسلام والذي بيه يكون الفلاح في الدنيا والآخرة.

 

فخ خطير

وعلى صعيد متصل تقول أمين عام اتّحاد كاتبات اليمن أشجان الجرموزي: إن المرأة المسلمة تجعل من الزهراء -عليها السلام- قُدوة لها ونموذجاً ومنهجاً في حياتها ومسيرتها الجهادية والعلمية فلا ترى بديلاً أرقى من أن تكون السيدة فاطمة عنواناً لها في أخلاقها وتوجّـهاتها وفي الحفاظ على دينها وسلوكياتها من الانجرار في مستنقع الانحراف والرذيلة المزين بعبارات منمقة ظاهرها تدين وباطنها مساوئ الشيطان”.

وتضيف: “دول الغرب عبر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي يزين انحلال المرأة وعدم تقييد حريتها من منظورهم الفكري الذي يسعى لأن يجعلها أيقونة فساد بظاهر تحضر مزيف يهدم فيها كُـلّ صفات النقاء التي أودعها الله فيها ويجعل منها سلعة لا قيمة لها”.

وتتابع “ولأن المرأة ركيزة بناء الأسرة يسعون لجعلها كقُدوة إلا أنها تكون ركناً مهترئاً لا يبني جيلاً ولا يحمي أسرة، ويريدون فرض هكذا نساء على المجتمعات المسلمة لتتفكك الأسر وتنهدم الأواصر، وبدلاً عن بناء وتربية نساء متدينات محافظات ينشئن أجيالاً حرة عزيزة كريمة ذات هُــوِيَّة إيمانية، أرادوها متحضرة بالعري ترفض الستر والعفاف وتركض وراء التحرّر والانحراف ليسهل على الغرب تدمير المجتمعات المسلمة من خلالها”.

وكما يوجد الفرق بين الأرض والسماء وبين الحقيقة والخيال يوجد الفرق بين امرأة تقتدي بالزهراء وأُخرى تقتدي بنسوة صنعهن الغرب لإفساد المرأة المسلمة بحسب ما تؤكّـده الناشطة الإعلامية ابتهال محمد أبو طالب.

وتوضح أبو طالب أن المرأة الواقعة في فخ مخطّطات الغرب، مُقيدة بقيد الحرية الزائف وتحت وهم الحرية تجردت المرأة من أخلاقها وحشمتها وحيائها وفهمها للقرآن الكريم والعقيدة الإسلامية وهمها من كُـلّ ذلك التقليد الأعمى لتلك النساء.

وتختم أشجان حديثها بالقول: ومن كُـلّ ذلك، ومع انتشار النوعين من النساء، النوع المقتدي بسيدة نساء العالمين والنوع المتحَرّك وفق أوامر الغرب وإيماءاته، سينتج مجتمعان متناقضان معنىً ورؤيةً، جوهرًا وباطنًا، وسنرى مجتمعاً وفق رؤية القرآن، عرف الحق واتخذه مسلكًا، وأعرض عن الباطل وأماته جهادًا، هذا المجتمع بلورته نساء نهلن من بحر قيم الزهراء وبالتالي سنجد أفراد هذا المجتمع غايتهم أصيلة وقيمهم نبيلة لا يرضون عن العزة والشرف هدفًا، ولن يقبلوا الضيم والخيانة أبدًا.

وتضيف “وفي الجانب الآخر سنجد مجتمعًا منحلًا في أخلاقه اتخذ الباطل مسلكًا والحق عدواً، وهذا المجتمع بلورته نساء وفق رؤية الغرب، سنجد أفراد المجتمع لا يهمهم من يحتل بلدهم، ولا يهمهم العزة والكرامة بقدر ما يهمهم إرضاء الغرب، والسير طبقًا لتأشيراته الساخطة وأوامره الواهنة”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com