ناشطات وإعلاميات للمسيرة : مسلسل سعوديّ يسيء لنساء اليمن.. إفلاسٌ ثقافي وديني للمملكة

 

المسيرة| محمد ناصر حتروش

أثار المسلسل السعوديّ “رشاش” الذي يبث على قناة mbc موجة سخط عارمة في الأوساط الشعبيّة والسياسية اليمنية؛ نظراً لمحتواه المسيء لنساء اليمن.

وورد في أحد حوارات المسلسل إساءة درامية مقصودة “لنساء اليمن” وتصوير البلاد كساحة لتحقيق متع شذاذ الآفاق ورجال العصابات، حَيثُ ورد في أحد حواراته والبطل يقول: “نحفظ الدراهم لليمن نتونَّس مع الحريم والمخدرات”.

رسميًّا، استنكر ناطق حكومة الإنقاذ الوطني وزير الإعلام ضيف الله الشامي، المستوى الهابط الذي وصلت إليه الدراما السعوديّة، والتي عبّر عنه مسلسلُ “رشاش” المسيء للمرأة اليمنية المحافظة على هُويتها الإيمانية والعادات والتقاليد الأصيلة للمجتمع اليمني.

وقال ناطق الحكومة في تصريح صحفي: إن ما تضمنه المسلسل السعوديّ سيء الصيت من إساءة لليمنيين واستفزاز لمشاعرهم، يعبّر عن حالة السقوط الأخلاقي والقيمي والإفلاس الثقافي والديني للنظام السعوديّ الذي يسمح بإنتاج وبث مثل هذه الأعمال الهابطة والمسيء، لافتاً إلى أن هذا المسلسل يأتي في إطار الحرب العدوانية الشاملة على الشعب اليمني التي تستهدف هويته الإيمانية وحضارته الضاربة في أعماق التاريخ.

وَأَضَـافَ الشامي أن “هذا ليس بغريب على النظام السعوديّ في ظل حالة الانحلال الأخلاقي والاجتماعي والانسلاخ من الهُوية العربية والإسلامية، من خلال ما تقوم به هيئة الترفيه من توسع في افتتاح الملاهي والنوادي المشجعة على الاختلاط في مقابل منع المسلمين من أداء فريضة الحج”، مؤكّـداً أن مثل هذا الاستهداف لن ينال من هُوية أبناء الشعب اليمني التي ستظل الحصنَ الحصينَ في مواجهة الثقافات الغربية والدخيلة التي تتأثر بها بعض البلدان التي تحكمها الأنظمة العميلة في المنطقة.

وَفي الوقت الذي أشاد فيه الوزير الشامي بالحملات المندّدة بهذا المسلسل الهابط على مستوى واسع من قبل الناشطين والمثقفين في المنطقة، فقد أهاب بالأحرار في نجد والحجاز بأن يكون لهم موقفٌ تجاه مثل هذه الأعمال المسيئة؛ باعتبَار أن الإساءة للمجتمع اليمني هي إساءةٌ لنجد والحجاز وكل المجتمعات العربية، داعياً كذلك إلى مقاطعة وسائل إعلام تحالف العدوان وتجديد النفير العام لرفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر وذلك كونه أبلغَ رد مقابل الإساءة.

وإلى جانب ذلك، فقد لاقت هذه الإساءة استنفاراً من قبل الشعراء والمثقفين والإعلاميين، وكل شرائح المجتمع، الذين أكّـدوا أن نساءَ اليمن أشرفُ وأطهرُ وأنقى من كُـلّ سعوديّ متعجرف ينظر إلى اليمن بدونية واحتقار.

ويقول رئيس تحرير صحيفة الثورة، عبد الرحمن الأهنومي: إن ابن سلمان يفتح السعوديّة للعاهرين والراقصين ويحولها إلى ملهاة مفتوحة ويحوّل المجتمع السعوديّ إلى سكارى، مدمني مخدرات ومهووسين، على هذا السفيه أن يشربَ مخدرات ويتونّس مع ذات الرايات في جدة والرياض تبع هيئة الترفيه وتركي.

ويضيفُ الأهنومي في تغريدة له عبر تويتر: “لقد صرتم من أميركم إلى أصغركم أصحاب رايات حُمْر، أما اليمن ففيها رصاص مذلق”، مؤكّـداً بقوله: لا نسمح لأنفسنا في الحديث عن عورات هؤلاء القوم المنحطين وما يحدث في القصور الملكية وفي قصور الأغنياء الفخمة من فعائل ونقائص تكشف سفالتهم، لكن ابن سلمان قد أخرج كُـلّ الذي كان يحدث خلف الستارات إلى الشوارع بالترفيه ضمن حملة علاقات عامة لتحسين صورته الملطخة، وهذا ما يحدث هناك.

من جانبه، قال الناشط العباس المشراقي على صفحته في فيس بوك: ” بينما مسلسل رشاش يسيئ لليمن واليمنيات هذه مقابر المرتزِقة في ‎ مأرب الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل السعوديّة، 22 ألف قتيل في سنة واحدة!، وَ30 لواء يمنيين يحمون حدود المملكة نيابةً عن جيش الكبسة الفرار”.

 

شاشة تافهة

واستنفرت هذه الإساءة في المسلسل السعوديّ العديد من حرائر اليمن، داعيات القبائل اليمنية إلى تحرير كافة الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلّين وتعريف آل سعود مَن اليمن وكيف حرائره؟

وتحت عنوان (من على رأسهِ بطحة قام بالتحسيسِ عليها)، كتبت الناشطة الإعلامية تسنيم الديلمي مقالاً أكّـدت فيه أنه منذ القدم وإلى هذه اللحظة واليمانيون معروفون بأصل العُروبة ومجدها وأنهم ذوو طابع شعبي أصيل وأن الشعب اليمني يمتاز بالمروءةِ والمبادئ والقيم الرفيعة والأخلاق السامية وأن ذلك تجسد واقعياً حينما وقف كالليثِ بوجهِ من أرادوا مَسَّ الشرف والكرامـة.

وواصلت الديلمي قائلة: “فلا داعي لِتُرَّهاتكم المزعومة وزيف إعلامكم المكذوب، وإنفاقِكم الملايين؛ لبروزِ مُسلسل (رشاش) التافه على شاشتكم التي لم تَعرِض سِوى التزييف والدجلِ والفسقِ والفساد بشَتى أشكاله، مضيفة أن طاقم هذا المُسلسل ابتداءً من المخرج واختتاماً بالمُمثلين قدّم صورةً مُتعمدّةً مِن قِبل أنياب شرِّ المنطِقة وأتباعِهم للإساءة للمرأة اليمنية العفيفة والطاهرة المُصانة في كنفِ رجالٍ نشامـى”، وتتابع: “يشهد لهم التاريخُ والأُمـةُ بأنهم فضّلوا تقديمَ أرواحهم الباهِظة الثمن على أن لا يُنتهكَ لهم عِرضٌ أَو شرفٌ أَو تُمَسَّ لهم كرامة”.

 

عِداءٌ تاريخيٌّ لليمن

وتظلٌّ السعوديّة العدوَّ التاريخيَّ لليمن، فمنذ قديم الزمان والسعوديّة تسعى لإذلال اليمنيين وتسفك دماءَهم، رجالاً ونساءً وأطفالاً، بل وصل حقدُها على الأحجار والأشجار وكل شيء داخل البلد، حسب ما تؤكّـده الناشطة الإعلامية أُمَّـة الملك الخاشب.

وتتساءل الخاشب: “لماذا تلومون السعوديّة على مسلسل رشاش؟

وترى أن العتب ليس على المخرج ولا على الممثلين وإنما على قبائل مأرب الذين جعلوا السعوديّ والسوداني والأمريكي والإماراتي يهينون نساءَهم على الواقع وليس فقط في مسلسل رشاش.

من جانبها، تؤكّـد الدكتورة تقية فضائل أن الإعلام هو الوسيلةُ التي ينتظرُ منها الجمهورُ الأخبارَ والحقائقَ المشروطةَ بالصحة وَالدقة والمصداقية والواقعية، وأنه يصنع وعياً مجتمعياً صحيحاً لما يدور في العالم، وأن ذلك الدور البناء ضرب به إعلام العدوان وعملائه عرض الحائط.

وتبين فضائل أنه منذ بدء العدوان وَإعلامُه يتفنن في نشر الأكاذيب والتلفيقات وتزوير الحقائق ورصد انتصارات وهمية ﻻ تقعُ إلَّا في مخيلتهم وينقلها إعلاميوهم وَمراسلوهم بكل جُرأة ووقاحة؛ لتضليل وعي العالم، متجردين من الأمانة والمهنية والمصداقية، مشيرة إلى أن وسائلَ إعلام العدوان فقدت المصداقيةَ والشفافية من خلال سياستها الإعلامية الفاشلة التي دائماً تبحثُ عن أية قضية أَو ثغرة يجعلونها محوراً لجذبِ انتباه المتابعين وصرفهم عن العدوان وجرائمه؛ كونه القضية الجوهرية، مؤكّـدةً أن تزييفَ الحقائق هو بهَدفِ التغطية على هزائم العدوان التي يتجرعونها بمختلف جبهات العزة والكرامة.

وتجزم فضائل بأن وسائل الإعلام تحاول جاهدة لتقديم صورة معيبة لأنصار الله في أي مجال من المجالات وذلك؛ بهَدفِ تهييج الجماهير وتحريضهم ضد الأنصار وأن تلك السياسة الفاشلة دليل على أن تحالف العدوان لا يحملون قضيةً وإنما هم مُجَـرّد معتدين وظلمة مفسدين لهم أغراض عدائية تجاه الشعب اليمني في شتى النواحي.

وتضيف فضائل أن مسلسلَ رشاش الذي يحاول المساسَ بعرض اليمنيات غيرُ مفاجئ، فآل سعود لن يستطيعوا الخوض في أعراض اليمنيات؛ كونهم يعلمون الفرق جيِّدًا بين اليمن والسعوديّة.

وتختتم بالقول: “لن أقول إن مسلسلَهم كان مفاجئاً، فهم أهلُ الغدر وَالكذب والعيب والقُبح والقذارة عينها، ولا يأتي العيبُ إلَّا من أهله”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com