المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي في حوار خاص لصحيفة المسيرة: المنطقة لن تنعم بالأمن إلا بقطع أيدي التدخلات الأمريكية الخبيثة ومحور المقاومة في طريقه لبترها
المسيرة: حوار أمل المطهر
في ظل التسارع الكبير للأحداث في المنطقة وبعد اتضاح الحقائق التي ظلت طوالَ أعوام مضت تتأرجحُ ما بين الواقع والحلم، واقع سلام مزيَّف فرضته دولُ الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا و”إسرائيل” على الشعوب العربية والإسلامية، وبين حلم تحرّر واستقلال يراود تلك الشعوب المستضعفة. وما بين هذا وذاك تبرز لنا مواقف قوية وناصعة لطالما تبنتها دول محور المقاومة في المنطقة، وبالأخص فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية القضية المفصلية لكل الشعوب العربية والإسلامية.
ومع إعلان السيد حسن نصر الله عن بدءِ عملية قوة ردع إقليمية تتَّحد فيها كُـلُّ قوى محور المقاومة بأسلحتها وقوتها العسكرية والبشرية باتّجاه العدوّ الإسرائيلي لتحرير القدس الشريف، فَـإنَّ ذلك الإعلانَ كان بمثابة الصاعقة التي نزلت على رأس الشيطان الأكبر أمريكا وربيبتها “إسرائيل” فكيف ستكون هذه المرحلة وكيف سيكون وضعُ العدوّ فيها وما هي العوامل التي ستساهم في نجاح هذه العملية الرادعة؟
الكثيرُ من التساؤلات في هذا الصدد طرحتها صحيفةُ المسيرة على المتحدثِ الرسمي باسم كتائب حزب الله في العراق (محمد محيي) وَالتي تعتبر من المحاورِ الفاعلة والقوية التي انضمت لقوة الردع الإقليمية.
إلى نص الحوار:
– ما هي العوامل التي كان نتاجها قوة ردع إقليمية وكيف برزت هذهِ القوى بعد زمن طويل من التخاذل العربي؟
بدايةً أشكُرُ صحيفةَ المسيرة المجاهدة، وأتوجّـهُ لها بتحية إجلال وإكبار من كتائب حزب الله في العراق.
والواقع أنه ومنذ أن تخلت الأنظمةُ العربيةُ عن قضية فلسطين، ووقّع بعضُهم اتّفاقاتِ خيانة واستسلام، توهَّم العدوُّ الصهيوني أن الأمرَ قد انتهى، وأن الطريق باتت معبَّدة، ليفرضَ وجودَه على المنطقة، لكن انتصارَ الثورة الإسلامية قلَبَ جميعَ المعادلات، مما جعل المحور الصهيو أمريكي يشن حروباً مباشرةً وغير مباشرة، ويختلق الأزمات؛ مِن أجلِ إنهاء محور المقاومة، وبعد سنوات طويلة من المواجهات، استطاع محورُ المقاومة بصموده واعتماده على إمْكَاناته الذاتية وتطويرها، مستنداً إلى عقيدة إسلامية راسخة، أن يشكل قوةً هائلةً تصدَّت بكل فاعلية لجميع المؤامرات والحروب، ابتداءً بالحرب على الجمهورية الإسلامية، مُرورًا باحتلال لبنان واحتلال العراق، والحرب على حزب الله، ومؤامرة داعش وغيرها الكثير، ففُرض على المحور الصهيو أمريكي معادلات ردع لا يستطيع تجاوُزُها.
– كيف ترى ردة فعل الكيان الصهيوني تجاه إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن قوة الردع الإقليمية؟
الكيان الصهيوني أكثر من يفهم رسائلَ ومضامينَ خطابات السيد نصر الله، وهو يأخذ الأمر على محمل الجد، ويتوقع دخول حزب الله وفصائل المقاومة الأُخرى في أية مواجهة قادمة، بل إنه قبل أن تحصل مواجهات غزة كان يعد العدة لأكبر مناورة في تاريخه على كيفية مواجهة هجمات حزب الله، فيما لو حصلت حربٌ متوقعة قادمة، وسيناريوهات الدخول البري لشمال فلسطين واستخدام الصواريخ الدقيقة، وهو يدركُ أن إمْكَاناتِ فصائل المقاومة الفلسطينية وتنامي قدراتها نابعٌ من دعم محور المقاومة، والذي لن يسمحَ بالاستفراد بالشعب الفلسطيني.
ولذلك فَـإنَّ الكيانَ الإسرائيلي بدأ يبحثُ بشكل جدي احتمالَ دخول حزب الله وأنصار الله وكتائب حزب الله كأطراف في المعركة القادمة وبدأ يعد العدة لذلك.
– برأيكم كيف ترى أمريكا هذا الإعلانَ وكيف سيكون ردها بحكم علاقتها الكبيرة بالكيان الصهيوني؟.. وهل هنالك تمايُزٌ بين موقف إسرائيل وموقف أمريكا تجاه هذا الإعلان؟
المقاومةُ في العراق ترى الوجودَ الأمريكي في البلاد احتلالاً، وحريٌّ بأمريكا أن تحميَ قوافلَها ومعسكراتها، وهي عاجزة بالأصل عن حماية جنودها من قصف الكاتيوشا، وخطر استهداف الطائرات المسيرة قليلة التكلفة، وهذا ما اعترف به قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال، كينيث ماكنزي.
وهي تعاني مأزقا كَبيراً في عدم قدرتها على تثبيت وجودها في العراق، وتحاول تجنُّبَ الاحتكاك بفصائل المقاومة؛ خشيةً من رد عنيف قد يستهدف مواقعها في المنطقة برمتها، وهي تدرك أن هدف محور المقاومة بعد جريمة اغتيال قادة النصر هو إخراجها من منطقة غرب آسيا.
– هل يمكن لهذا الإعلان أن يكون له تأثيرٌ على الدول المطبِّعة مع إسرائيل؟.. وفي أي اتّجاه سيكون الأثر؟
إن حكامَ الدول الذين يساندون الكيانَ الصهيوني في قتل الشعب الفلسطيني أَو اغتصابِ أرضه هم خارج المحيط الإسلامي والعربي الأصيل.
وبعضُ حكام الدول الخليجية المنسجِمة بالمواقف مع الصهاينة هرولوا للحصول على تهدئةٍ لحفظ ما تبقى من ماء وجههم بعدَ ما وصلَهم القليلُ من نيران المحور.
– ما هي صورُ الحرب الناعمة التي سيتخذها العدوُّ تجاه هذا الإعلان؟ وما هي أبرزُ العوامل المستخدَمة للتصدي لها؟
وسائلُ إعلام العدوّ تعتمدُ الأكاذيبَ في محاولات حَرْفِ الحقائق عن الشعوب، وقد باتت هذه الأساليبُ مكشوفةً وفاقدةَ التأثير على الشعوب الحرة، أما مَن لا يرى وجوبَ حفظ المقدسات الإسلامية والدفاع عنها، ومنها الأقصى الشريف فلتكن له الشجاعةُ ويعلن الخروجَ من دين محمد (ص).
– ما بعد استخدام قوة الردع الإقليمية.. كيف سيكون واقعُ المنطقة من وجهة نظرك؟
المنطقةُ لن تنعَمَ بالأمن إلا بقطع أيدي التدخلات الأمريكية الخبيثة، وما الصهاينة وداعش الإجرامية إلا أدواتٌ أمريكية تخريبية تعملُ على سلب الاستقرار والأمن في المنطقة.
وستتغير -بعونه تعالى- المعادلةُ بين القوى الإقليمية المطبِّعة ومحور المقاومة، وستعيش الدول المطبِّعة بفزعٍ أكبر، وسترى المقاومةَ فوق رؤوسهم.
ستتغير بعضُ المعطيات والأساليب التي اعتاد العملاءُ عليها وسيكون اللاعبَ الأكبرَ هم المقاومون، خَاصَّةً أن الكثيرَ من شعوب المنطقة أصبحت على يقين أنها لن تنعمَ بالأمان مع وجود الكيان الغاصب، وأن زوالَه بإذنه تعالى سيكون إيذاناً ببداية مرحلة يُنشَرُ فيها السلامُ الحقيقي.
– هل سيبقى عنوانُ المقدسات الإسلامية في القدس هو العنوان الوحيد الذي تتوحدُ حوله قوةُ الردع الإقليمية أم هو نموذجٌ من نماذجَ تساهمُ في وجود قوة ردع إقليمية؟
إن مدارَ القُدسية الأول هو الإنسانُ وصونُ كرامته بدفع المظلومية عنه، وهو ما يمثل عاملَ التوحيد الأهمَّ لمحور المقاومة، وقد درج العدوُّ في استهدافِ أمن الشعوب الحرة وتجويعِها في المنطقة، ليتمكّنَ من العبث بكرامتها ومقدساتها، وهو ما يؤكّـد ضرورةَ وجود معادلة ردع إقليمية تتكاتفُ فيها الجهودُ المخلصة، وقد تمثلت بانتصارِ حزب الله في حرب تموز 2006 وما لحقها من انتصاراتٍ لفصائل المقاومة العراقية على الأمريكان وأذنابهم الدواعش، ناهيك عن الصمود الأُسطوري لأنصار الله في اليمن على ما يسمى التحالُفِ الأمريكي السعوديّ، وُصُـولاً إلى الملاحِمِ العسكرية النوعية التي سجّلتها المقاومة الفلسطينية على الكيان الغاصب وحكومة الصهاينة الإجرامية
– هل يمكنُ لتماسُكِ قوةِ الردع الإقليمية واستمرارها في تحقيق الهدف الموحد، أن يساهمَ في نزع القوة الأُحادية القُطب التي تتصفُ بها أمريكا؟
من الثابتِ والأكيدِ أن تطوُّرَ قدرات المقاومة في الأعوام المنصرمة كان علامةً فارقةً مميزةً، مما استدعى إلى إعلان قوة ردع، وهي لم تأتِ من فراغ، وإنما بُنِيَتْ على قدرات قد تكون صادمةً ومفاجئةً للعدو، وبقوة الله لن يبقى بعدَ هذا قطبٌ واحدٌ يتحكَّم بمقدرات المنطقة، إنها المعادلةُ الجديدةُ في الإقليم.