إحصائية للمركز التنفيذي للتعامل مع الألغام: 3709 شهداء وجرحى؛ بسَببِ القنابل العنقودية الأمريكية في اليمن

المسيرة: منصور البكالي

نظّم المركَزُ التنفيذيُّ للتعامل مع الألغام واللجنة الوطنية، أمس الأحد، فعاليةً احتفاليةً بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام والقنابل العنقودية وذلك بفعالية أُقيمت بصنعاء.

وأكّـد مديرُ المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، العميد علي صفرة، أن إجمالي عدد المتضررين من القنابل العنقودية في اليمن خلال السنوات الست الماضية بلغ 3709 مواطنين، منهم 962 شهيداً، وقرابة 100 طفل، فيما بلغ عدد الجرحى 3700، خلال فترة العدوان فقط.

وأشَارَ العميد صفرة إلى أن الغارات التي أسقطت على مناطقَ متفرقة باليمن مثّلت زروعاً لمعاناة دائمة وما تزال تحصد أطراف اليمنيين وأرواحهم وتعتبر موتاً يتربص بعشرات الأطفال والنساء، قائلاً: نشعر بحجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها اليمن؛ لأَنَّنا في الميدان الملوث بمخلفات العدوان، كاشفاً عن وجود قرابة 15 نوعاً من القنابل العنقودية التي استهدف بها العدوان الأمريكي السعوديّ اليمن، منها تسعةُ أنواع صناعة أمريكية، ونوعان صنع بريطانيا، و4 أنواع صناعة برازيلية، و17 نوعاً من القنابل العنقودية مجهولة الهُــوِيَّة، ولم يتم التعرفُ عليها وعلى الدول المصنعة لها، مؤكّـداً وجود إحصائية بعدد 2500 غارة بقنابل عنقودية دون الأسلحة التكتيكية.

وقال العميد صفرة: عندما نتحدث عن كارثة فليس ذلك وهماً لدينا وإحصائيات مركز الأطراف التابع لوزارة الصحة تؤكّـد أن عدد الضحايا من المسجلين بالمركز بلغ 6 آلاف حتى منتصف العام 2019، ناهيك عن الآلاف ممن لم يسجلوا بالمركز، موضحًا أن مديرية القرشية لوحدها ومنذ بداية العام 2021 سجلت حوالي 90 ضحية ونفوق 50 رأساً من المواشي، ومن خلال المسح الميداني لعدد 3 مديريات بمحافظة الجوف تم تسجيل 50 ألف مزرعة متضررة من مخلفات العدوان والقنابل العنقودية، وأن المساحة المتأثرة في مديرية المتون بلغت 5 آلاف هكتار زراعي وكانت تعيل ومصدراً لمعيشة 4 آلاف أسرة بالمديرية.

وأوضح العميد صفرة أن معاناة الشعب اليمني كبيرة والكارثة الإنسانية لا توصف على مستوى مدن ومزارع وآبار مياه وطرقات وأحياء سكنية ملوثة بمخلفات العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، مُشيراً إلى أن هناك حرماناً للمجتمعات المتأثرة بالألغام والقنابل العنقودية في عدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم رغم أنها أصبحت آمنة.

ولفت مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام إلى صعوبة الحصول على الأجهزة الكاشفة والمستلزمات الميدانية؛ كون التنمية والقطاعات الأُخرى لا يمكنها العمل ما لم يتم رفع وتطهير المناطق من المخلفات والقنابل العنقودية، مناشداً منسقَ الشئون الإنسانية ديفيد جرسلي والمنظمات الدولية بتوفير احتياجات المركز ليتمكّن من إنقاذ أرواح اليمنيين كون دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ تمنع دخولها.

وخلال الفعالية، بيّنت الإحصائيات المقدمة أن عدد الذخائر العنقودية المنتشرة في المحافظات الملوثة في اليمن بلغت 687.916، وأن إجمالي المكتشفة من الفرق الميدانية في اليمن 55.656، وأن إجمالي المديريات المتأثرة بالقنابل العنقودية 70 مديرية موزعة على 15 محافظة.

وأفَادت الإحصائيات أن الضحايا المدنيين في اليمن جراء استخدام القنابل العنقودية خلال 6 أعوام من العدوان الأمريكي السعوديّ بلغ 3712 منهم 1001 شهيد و2766 جريحاً، وتركز عدد الضحايا في محافظة حجّـة تليها محافظة صعدة والأمانة ومحافظة تعز وعمران والحديدة، ومن ثَم صنعاء والجوف ومأرب وذمار ولحج والبيضاء وإب وشبوة وعدن.

وأشَارَت الإحصائيات إلى تفاصيل القنابل العنقودية الأمريكية والبرازيلية والبريطانية وطرق استخدامها وتفاصيل أنظمة الإطلاق ونوع الحاويات للقنابل العنقودية ومدى سعة كُـلّ حاوية، وأماكن انتشارها وإلقاء طيران العدوان لها، معتبرة أن الأضرارَ الماديةَ في المحافظات المتأثرة التي شملت المنازل والمزارع ومناطق الرعي وَالثروة الحيوانية والطرقات ووسائل النقل ومحطات الكهرباء والمصانع والمدارس والجسور لا يمكن حصرها.

وشرحت الإحصائياتُ والتقاريرُ المحافظات المتأثرة بالغارات التي استخدم العدوان الأمريكي القنابل العنقودية كُـلٌّ بحسب نوعها، وتصدر عدد الغارات العنقودية على محافظة صعدة ويليها محافظة مأرب وتعز وحجّـة والحديدة وعمران والجوف ثم لحج والعاصمة والبيضاء وشبوة وصنعاء.

من جهته، قال وكيل وزارة الإعلام، فهمي اليوسفي: إن من يقف خلف العدوان الأمريكي السعوديّ من المرتزِقة والخونة والعملاء هم من فخّخ المجتمع واستهدف الوعي، وكان خطرهم كخطر القنابل العنقودية والألغام، مُشيراً إلى أن رموز قيادات المرتزِقة من نشروا الفكر الوهَّـابي وثقافة الأحزمة الناسفة والانتحاريين قبل ثورة 21 سبتمبر، كانوا ولا يزالون بيد الإمبريالية العالمية وقوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل من جلب على شعبنا اليمني العدوانَ والحصار، والقنابل العنقودية والألغام في مرحلة كادت اليمن أن تكونَ خاليةً من هذه الألغام.

بدوره، قال العقيد أحمد أحمد السالمي -مشرف سرايا مسح ونزع الألغام-: إن المركز الوطني لنزع الألغام يحتاج إلى أجهزة كافية وحديثة وكوادر مؤهلة، مؤكّـداً أن القدرة التشغيلية للأجهزة المعمول بها محدودة وتعيق التقدم في العمل وأنها تعمل ساعتين في اليوم فقط.

وَأَضَـافَ السالمي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” قدمنا 70 شهيداً منهم 35 شهيداً منذ بدأ العدوان وعدد من الجرحى ومنهم من تعمد الطيران الأمريكي السعوديّ قصفهم في محافظة صعدة، مُشيراً إلى أنه كان لديهم صفقة من الأجهزة احتجزتها قوى العدوان في جيبوتي عام 2016م.

ولفت السالمي إلى أن مقدارَ الألغام التي زرعها العدوان الأمريكي السعوديّ والقنابل العنقودية التي ألقاها طيرانهم تتطلب إلى تجنيد 20 – 30 ألفاً في جانب نزع الألغام وإدخَال أجهزة حديثة وكافية، مبينًا أن عددَ العاملين في هذا المجال حوالي 220 جندياً فقط ويعملون بحيادية لإنقاذ الإنسانية.

وأكّـد السالمي أن المركزَ الوطني رصد مقابرَ جماعيةً أحدثتها القنابلُ العنقودية في المناطق الحدودية، وأن طيرانَ العدوان يمنعُهم من النشاط في تلك المناطق ويقوم باستهدافهم، مُشيراً إلى أن ضحايا القنابل العنقودية يسقطون بشكل يومي، وأن عملَ المركَزِ التنفيذي في المناطق الداخلية فقط، وأن المياه في تلك المناطق باتت ملوثةً بمادة سُمية على المدى القصير والمتوسط والطويل، وأن الضحايا مستمرّون بشكل مباشر وغير مباشر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com