حشودٌ هائلة تؤكّدُ أن فلسطين المتراس المتقدِّم للأُمَّـة..بقلم/ إلـهام الأبيض

 

حشودٌ هائلة، وساحات السخط مكتظة، وأصواتٌ متعالية غاضبة من أرض اليمن خرجت لتترجم العداء إلى مواقف صريحة، لقد ثار الأحرار وعزموا الجهاد لو يكن حتى في بيت المقدس، لقد خرج الشعب اليمني قادةً وأفراداً، رجال أمن ومواطنين في يوم النكبة الفلسطينية، يؤكد بصريح القول والموقف الجاد أن فلسطين هي المتراس المتقدم والخندق الأول الذي يجب على كُـلّ الأُمَّــة العربية الدفاع عنها والجهاد في سبيل نصرتها وتحريرها من الصهاينة المحتلّين.

لقد حلت النكبة على الشعب الفلسطيني آنذاك؛ لأَنَّ الأُمَّــة فيما سبق فقدت العزة والمنعة في مراحل حساسة تجاه أعدائها وأصبحت مطمعاً مفتوحاً لتتداعى عليها الأمم من شتى الأقطار.

وفي هذا الخروج المهيب والعظيم الذي سوف يعيد التاريخ من جديد، أكّـد الشعب اليمني في خروجه أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا ومسؤوليتنا وترتبط بها عزة وكرامة الأُمَّــة العربية بأكملها.

إن هذه القضية التي ننادي بها هي مسؤوليتنا والشعب الفلسطيني هو جزء من الأُمَّــة بكلها، وما يلحق به من ظلم ومن كُـلّ أشكال الاضطهاد هو تحدي للأُمَّـة وامتهان وجناية على الأُمَّــة بأجمعها، وهو أَيْـضاً تجاوز لاستقلالها حين فقد الشعب الفلسطيني استقلاله في فلسطين.

ففي سبيل أن تبقى إسرائيل في موقع الهيمنة والقوة تحرص أمريكا على أن يبقَ العرب تحت إسرائيل دائماً تحت هيمنتها وتحت سيطرتها في موقع ضعف، وكلما تأخرت الأُمَّــة في مناصرة القضية الفلسطينية يُعظم الضرر ويتفاقم الخطر.

الشعب العربي الأكثر تفاعلاً مع القضية الفلسطينية هو الشعب اليمني الأكثر تضامناً وجدانيًّا، وإنسانياً، وأخلاقياً مع القضية الفلسطينية: برغم من أنهُ يُحارب بشكل كبير وازدادت حدة العدوان عليه وحدة الاستهداف بقدر ما يتنامى وعيه وتفاعله مع هذه القضية المحورية.

ففي الآونة الأخيرة برزت المخاوف الإسرائيلية إلى العلن من الشعب اليمني ومن ثورته الشعبيّة ومن تنامي وعيه لدرجة أن البعض من الإسرائيليين صرحوا بأن الشعب اليمني أكثر خطورة من النووي الإيراني، وهذا ما يمكن أن نقول أنه شاهداً على الانزعَـاج الإسرائيلي من تفاعله مع قضايا الأُمَّــة الكبرى.

من المعلوم أَسَاسياً أن يبنى العداء لإسرائيل ويتنامى الوعي للشعوب العربية تجاه الخطر الإسرائيلي لا يعبر بأي حال من الأحوال عن النفوذ الإيراني، هذه مسألة إنسانية مبدئية وأخلاقية ودينية بكل الاعتبارات والمقاييس، يفترض أن نتحَرّك فيها كعرب، وإيران تتبنى سياسة حميدة صحيحة سليمة ومبدئية في دعمها للقضية الفلسطينية وفي وقوفها مع المقاومة في فلسطين وفي لبنان وفي تبنيها النهج العدائي لإسرائيل.

وهو الموقف السليم ويفترض على كُـلّ الأحرار في العالم أن يتبنوّه بالأصالة؛ يجب أن تعزز الأُمَّــة روح العداء والسخط بشكل مُستمرّ ضد العدوّ، وما أهم الوعي ومسؤولية التحَرّك عمليًّا على كُـلّ المستويات: إعلامياً، وثقافيًّا، وعسكريًّا، وتعزيز روح العداء والسخط.

القضية الفلسطينية مُجمع عليها أنها قضية عادلة، الأقصى الشريف ثم مظلومية الشعب الفلسطيني والاقتطاع للأراضي الفلسطينية قضية عادلة بالإجماع، فهي القضية المحورية.

سيظل الشعب اليمني الحر الأبي مع القضايا الكبرى للأُمَّـة مهما كان حجم الجراح والمعاناة، وفي المقدمة القضية الفلسطينية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com