لم تكن سوى خُدعة أمريكية..بقلم/ صفوة الله الأهدل
كم عقدت من اتّفاقيات، وكم وقّعت من هُــدن خلال الأعوام الماضية، لرفع أيادي القوة الصاروخية، وضربات سلاح الجو المسيَّر من منشآت قوى العدوان العسكرية والاقتصادية، وعدم اعتراض سفنهم البحرية وبوارجهم الحربية، التي تجوب البحر الأحمر، وليس رأفة ورحمة بهذا الشعب، وما يناله منهم جراء عدوانهم وحصارهم، أَو للتخفيف من بعض المعاناة التي تسببوا هم به، لم يستفد من هذه الهُــدنة سوى مرتزِقة العدوان، وذلك كي لا ينالهم قتل وتشريد في الجبهات والمواقع من رجال الله، أما المرضى المُعذّبون لم تزدهم هذه الهُــدنة إلّا علّة وألمًا فوق علّتهم وألمهم فضلًا عن بقية الشعب، من النازحين والمشردين، الفقراء والمساكين ذوي الأجساد النحيلة، التي لم تعد تغطي عظامهم سوى الجلود الرقيقة، ويسد رمق بطونهم الخاوية ويُسكت جوعهم سوى أوراق بعض الشجر.
أيّة هُــدنة كان يريد الأمريكي البريطاني ومرتزِقتهم، على رأسهم الملعون الأممي تمديدها، وهي لم تكن في الحقيقة سوى أُكذوبة خدعوا بها شعوب العالم، بل كيف لنا أن نسمّيها هُــدنة وهي لم تخدم سوى طرف واحد “الطرف المعادي”، أية خُدعة كانوا يريدون بها الضحك على هذا الشعب اليمني العظيم، شعب الإيمَـان والحكمة.
كل الهُــدن السابقة التي تم إعلانها من قبل والتي ليس لهذا الشعب منها إلّا اسمها أعطته دروسًا، تؤكّـد له أن كُـلّ هُــدنة يتم الإعلان عنها من قِبلهم، مَـا هِي إلّا مُجَـرَّدُ خُدعةٍ أمريكيةٍ بريطانيةٍ، ليرتبوا بها صفوفهم، ويحشدوا جمعهم، ويجيشوا آخرين في صفهم ليس إلّا.
رفضت القيادة والشعب تمديد الهُــدنة، لعدم تسليم قوى العدوان مرتبات الموظفين، والسماح للبواخر والسفن الإغاثية بالدخول، وفتح مطار صنعاء، ورفع الحصار بشكلٍ كلي عن هذا البلد، ووقف الغارات والإفراج عن جميع الأسرى؛ لأَنَّ المؤمن كيِّس فطن، لا يُلدغ من جحر مرتين.