في المخاء.. عدنا وعاد اللهُ معنا
دينا الرميمة
أغبياء أولئك الذين ترمي بهم سوءُ أفعالهم إلى مستنقعات قذرة لا يستطيعون أن يخرجوا أنفسَهم منها، وبغباء أشدّ يقومون بـ “عضِّ” اليد التي تمد إليهم لانتشالهم من ذاك الوحل الذي لوّثهم وجعلهم أضحوكة أمام الجميع.
بمثل هذا الفعل وقعت مملكةُ آل سعود وكلُّ من تحالف معها، سواءً من المرتزِقة اليمنيين الذي انجرّوا وراءَ مصالحهم وأطماعهم وباعوا شعباً ووطناً بأكمله، أَو الدول التي تحالفت مع السعوديّة، وبغباء شديد جاؤوا للاعتداء على اليمن التي ما حاولت قوة أن تغزوَها إلّا وخرجت تجرُّ أذيالَ خيبتها معها على مدى السنين والعصور.
ظنت هذه المملكةُ أنها ستركعُ اليمن وشعبها في غضون أَيَّـام قلائل، فجاءت بثقلها وثقل هذا العالم الذي التفَّ حولها طامعاً بهباتها وأموالها، قتلٌ وتدميرٌ وحصارٌ لشعب خيّب ظنَّها وابتدأ معركته معها بسلاح الكلاشنكوف الذي لم يكن بيده سواه إلى أن وصلَ إلى البالستي والطائرات المسيّرة، وبه وبصموده وقبلهم قوة الله التي اعتمد عليها استطاع أن يهزمَ هذا التحالفَ الأرعن وجعل تلك المملكة تنهارُ يوماً بعد يوم، وفكك تحالفها خَاصَّةً بعد أن استهدف فيلقَ النفط السعوديّ أرامكو وأنابيب نفطها الذي يراه الجميعُ الضرع الحلوب الذي يستقي منه ما شاء له.
وبرغم ما وصل إليه اليمنيون من قوة ونصر، إلّا أنه أصبح يمدُّ يدَه للسلام مراعاةً للحالة الإنسانية التي يمرُّ بها الشعبُ جرّاءَ الحصار الخانق المفروض عليهم، ولكلِّ مبادرات السلام المقدّمة ابتداءً من الكويت إلى ستوكهولم، كان يُقدّم التنازلات ويحاول إنجاحَ بنوده من طرفٍ واحدٍ كما رأينا في الحديدة دون أن يرى من تلك الأطراف أيّ تعاون وبكلِّ استفزاز ظلّت تقصف منازلَ السكان عبر أدواتها في الأرض الذين تجبّروا وتكبّروا، أَو عبر طيرانها الخبيث الذي ليوم واحد شنَّ أكثرَ من اثنتين وعشرين غارة على الحديدة، في ظلِّ تواطؤٍ من قوات إعادة الانتشار التي جاءت لمراقبة تنفيذ هذا الاتّفاق، والتي أثبتت أنها ليست إلّا جزءاً من هذا العدوان.
لكن بلا شك صمت الجيش اليمني وإن طالَ لا بُــدَّ أن تتبعَه عاصفة تزلزل كُـلَّ من يحاول أن يستهينَ بأبناء شعبه؛ ولذلك كان الردُّ لزاماً، وسمعناه وسمعه العالمُ على لسان العميد “يحيى سريع” عن قيام الجيش اليمني بعملية “وإن عدتم عدنا”، والتي تم فيها قصفُ معسكرات العدوّ في مدينة المخاء بتسعة صواريخ بالستية وعشرين طائرة مسيّرة، حصدت أكثرَ من “ثلاثمِئة وخمسين” ما بين قتيل وجريح، بينهم جنودٌ من جنسيات سعوديّة وإماراتية وسودانية وتدمير خمسة مخازن أسلحة وتدمير الرادارات وبطاريات الباتريوت التي دائماً ما تقف عاجزةً أمام الضربات اليمنية.
ضربة فاجأتهم نزلت عليهم مثل حميم منصهر، أشعلت سماهم وأحرقت أجسادَهم وعدتهم وعتادهم، ليعلموا أنَّ اليمنَ ما زالَ كما قال “السيّدُ القائد”: يملك الكثير وكلَّما طال أمدُ العدوان كلَّما ازداد قوةً وتطويراً.
وفي هذا رسالة قوية لدول العدوان التي ما زالت تتعنّت وتُعضُّ بشراسة اليد التي مُدّت لها للسلام -والذي كان يصبُّ لصالحها قبل اليمنيين- ولانتشالها من المستنقع الذي أوقعت نفسها فيه ولكن دون جدوى، فربُّها الأمريكي لم يأذن لها بإيقاف الحرب بعدُ!.
وبلا شك الرد بدايته اليوم كانت من المخاء في اليمن، والوجعُ عمَّ كلاً من السعوديّة والإمارات، وَإذَا استمرت في عدوانها ستكون الضرباتُ القادمةُ في عمقها والعمق الإماراتي، وسيكون الوجعُ أشدَّ وأنكى، وهذا ما يتمناه اليمنيون الذين استبشروا وباركوا هذه العمليةَ الدقيقةَ..