وكيل وزارة التربية عبدالله النعمي: العمليةُ التعليميةُ استمرت بفضل جهود المعلمين الصامدين وتكاتف الجميع

المسيرة| وائل شاري

منذ أربع سنوات ودول العدوان تستهدفُ العمليةَ التعليمية في اليمن، فقد قصفت ودمّرت مئاتِ المدارس؛ بغيةَ تسرُّب الطلاب منها لتدمّرها وفق سياسة ممنهجة لتدمير اليمن أرضاً وإنْسَاناً، ولم تكتفِ دولُ العدوان باستهداف المستشفيات المنازل الطرق الجسر بل زاد حقدها ليبلغ استهدافُها فلذاتِ أكباد اليمنيين في مدارسهم في طرقهم إلى التعليم حتى على وسائل النقل.

وفي سياق ذلك أكّـد عبدالله النعمي -وكيل وزارة التربية لصحيفة المسيرة-، أن العملية التعليميَّة صمدت في وجه العدوان واستكملت مسيرتها في ظل نقل مخصصات الدولة والبنك المركزي إلى عدن والسيطرة عليها من قبل حكومة الفارّ هادي ومنع رواتب الموظفين، لعل ذلك يثنيهم عن أداء مهامهم، وكذا في ظل تعرض مئات المدارس للقصف من قبل طيران العدوان.

وقال وكيل وزارة التربية والتعليم عبدالله النعمي: إن وزارةَ التربية واجهت هجمةً شرسة واستهدافاً ممنهجاً منذ البدايات الأولى للعدوان، استهدف البنية التحتية واستهدف المعلم بنقل البنك من صنعاء إلى عدن؛ لينقع الراتب منذ ثلاث سنوات، مضيفاً: وبجهود الجميع وبفضل المعلمين الصامدين استمرت العملية التعليمية.

وأضاف النعمي، أن استهداف المدارس أثّر على سير العملية التعليمية بتسرب الكثير من الطلبة وتشرد ونزوح الكثير من الطلاب والمعلمون، مبيناً أن الوزارة وجهت خلال الفترة الماضية باستيعاب الطلاب النازحين في مدارس المناطق التي نزحوا إليها ومعاملتهم نفسَ معاملة الطلاب في المناطق نفسها.

وكشف النعمي، أن مؤسّسةَ الكتاب المدرسي لم تتلقَّ دعماً من أية جهة مانحة منذ ثلاث سنوات، موضحاً أن الوزارة قامت بوضع حلول مع مؤسّسة الكتاب وتسعى إلى إيجاد بدائلَ ومصادر تمويل لطبع الكتاب المدرسي، موجهاً الدعوةَ إلى المجلس السياسي أن يضعَ العمليةَ التعليميَّة في أولى اهتماماته وخَاصَّـة عملية طباعة الكتاب المدرسي.

وأكّـد أن صمود المعلمين يعتبر جزءاً من صمود الشعب اليمني ويعتبر ذلك تجربةً نادرةً وليس لها نظيرٌ في البلدان العربية وَإقليمية، موجهاً التحية والإعزاز إلى المعلمين الصامدين، مشيداً بتضحيتهم منقطعةِ النظير في الصمود لمدة ثلاثة أعوام بدون راتب.

واعتبر النعمي، أن كُــلّ معلم جزءٌ من الجبهة المدافعة عن أرضه وَعرضه، فالمدرس في مدرسته لا يقل شاناً عن المرابطين في الجبهات، داعياً الطلاب إلى الجد والمثابرة، فهم من سيبنون البلد في ظل تعرضه للتدمير، وَجهودهم في المستقبل من سيبني البلد ويعيده إلى مصافي الدول المتقدمة.

وبيّن النعمي، أن الوزارة أصدرت إحصائية جديدة عن تأثير العدوان على العملية التعليمية وعلى المعلمين وعن عدد المدارس التي دمّرت وتأثرت بالقصف الجوي، موضحاً أن الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم تجاوزت الـ 61 ملياراً وَ18 مليون ريال جراء استمرار استهداف العدوان السعودي الذي يدخل عامَه الخامس للمدارس والمنشآت التعليمية في اليمن.

وفي الإحصائية التي حصلت صحيفة المسيرة على نسخة منها، فقد أَدَّى القصف الجوي إلى تدمير وتضرر 3526 مدرسة وَمنشأة تعليمية موزعة على محافظات الجمهورية وبنسبة تزيد عن 21% من عدد المنشآت التعليمية العاملة في اليمن.

وأشارت الإحصائية، إلى أن 402 منشأة تم تدميرها بالكامل، فيما تضررت 1465 منشأةً أُخْــرَى.

وبيّنت الإحصائية، أن المنشئاتِ التعليميةَ التي يتم استخدامها من قبل النازحين بلغ عددها 993 مدرسة ومنشأة، حَيثُ جرى تحويلها كسكن ومأوى للمواطنين وَالأهالي الذين قصف طيران العدوان بيوتهم وَمساكنهم وَأمسوا يفترشون الأرضَ وَيلتحفون السماء فلم يجدوا مأوى يضمهم وَينزحون إليه عدا تلك المدارس في مناطقهم، فضلا عن إغلاق 666 منشأة.

وأشارت الإحصائية، إلى أن عدد الكوادر التربوية والتعليمية المتأثرين نتيجة قطع العدوان السعودي الأمريكي لرواتبهم 194 ألفاً و417 مدرساً ومدرسة، أي ما نسبته 64% من إجمالي الكوادر العاملة في حقل التعليم.

كما تضرر نحو 89840 من العاملين في التربية والتعليم نتيجة الأضرار التي لحقت بمنشأتهم التعليمية وبنسبة 29. 6% من إجمالي الكادر التعليمي بالمحافظات.

الإحصائية لفتت إلى أن طلاب المدارس في عموم محافظات الجمهورية يبلغ 5 ملايين وَ813 ألفاً و862 طالباً وطالبة منهم 4 ملايين و443 ألفاً و409 طلاب وطالبات يتلقون التعليم بالمدارس الواقعة في المحافظات المحاصرة والتي لا يستلم فيها الكوادر التربوية راتبهم وهو ما يمثل نسبة 76.3% من إجمالي عدد الطلاب في عموم المحافظات، فيما يصل عددُ الطلاب في المدارس التي تعرضت لأضرار إلى مليون وَ879 ألفاً و825 طالبا وطالبة وبنسبة 32.3%.

وتؤكّــدُ إحصائياتُ الوزارة أن متوسطَ ما تم توزيعُه من الكتب المدرسية خلال الأربعة الأعوام (2015 _ 2019م) بلغ 7.883.308 وذلك من إجمالي عدد النسخ المطلوبة خلال نفس الفترة والتي يبلغ عددها 66.758.987، أي أن ما تم توزيعُه من كتب لا يتجاوز 12% من العدد المطلوب، فيما وصل متوسط نسبة الطلبة بدون كتب دراسية 57.4%.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com