نص.. السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في المحاضرة الرَّمْضَـانَية الأولى: الفراغُ الروحيُّ الذي يشعُرُ به الإنْسَـانُ ويعاني منه لا يسُدُّه ولا يُشبِعُه إلا الإقبالُ إلى الله

أمريكا وإسرائِيْل وجهان لعملة واحدة ومن يحاولون التفريق بين بينهما يبررون لأنفسهم طبيعة علاقاتهم مع أمريكا

الحرب الناعمة حرب شعواء كبيرة وخطيرة تَسْتَهْـدِفُ الأُمَّـة في ثقافتها وروحيتها، لمسخ هُويتها الإسْـلَامية وإبعادها أَكْثَـر عن مبادئها العظيمة وأَخْـلَاقها الفاضلة

 

وفيما يلي تنشُـرُ “المسيرة” نَصَّ المحاضرة:

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــداً عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ، شَعْبَـنَا اليمني المسلم العزيز.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

بمناسبة حلول شهر رَمْضَـانَ المُبَـارَك، شهر الخير والرحمة والفلاح، شهر الصيام، نتوجه إلى أَبْنَـاء أُمَّـتنَـا الإسْـلَامية كافة بالتهاني والتبريكات، وَنَسْأَلُ اللهَ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى أن يحله علينا بالخير والبركات، وأَنْ يُوَفِّقَنَا فيه لما يرضيه عنا من صالح الأعمال إِنَّـهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء.

شهرُ رَمْضَـانَ المُبَـارَكُ الذي أتى هذا العام والأُمَّـةُ تواجِهُ فيه الكثيرَ من التحَـدِّيـَّـات والأخطار، وهو بالنسبة لشعبنا اليمني المسلم العزيز للمرة الرابعة على التوالي، وهو في ظل العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم، بل ويأتي هذا الموسم وهذا العدوان في ذروته، الأُمَّـةُ بشكل عام وشعبُنا العزيز ضمن هذه الأُمَّـة في مواجهة هذه التحَـدِّيـَّـات، الجميعُ أحوجُ ما يكونون إلى الاستفادةِ من هذه المحطة السنوية التربوية المعطاءة، من هذا الموسم الإلهي الذي جعله اللهُ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى من فضله موسم خيرٍ ورحمةٍ وبركات، وفتح فيه لعباده آفاقَ الخير، وآفاقَ الهَداية وآفاقَ الفَلاح والنجاح، ولكن بطبيعة الحال، هذا لَا بـُـدَّ فيه من جانبنا نحن كأُمَّة إسْـلَامية، كمسلمين رجالاً ونساءً في مقام التكليف أن نحرِصَ على الاستفادة من هذه الهِبَة الإلهية، من هذه النعمة الإلهية العظيمة، أن نستثمرَها وأن نستفيدَ منها وأن نستغلَّها بأقصى ما يمكن مع الاعتماد على اللهِ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى والاستعانة به جَلَّ شأنُه ليوقفَنا وليُعينَنا وليهديَنا، فالإنْسَـانُ بحاجة دائمة إلى التوفيقِ الإلهي في كُـلّ عملٍ صالح، وفي كُـلِّ اتجاه خير، لَا بـُـدَّ للإنْسَـان من الاستعانة بالله والاعتماد على الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى.

 

الأُمَّـةُ مستهدَفةٌ في أهمّ مُقَـدَّسَـاتها ولا فرق بين أمريكا وإسرائِيْل

الأُمَّـةُ بحسب ثلاثة اعتبارات والمسلمين بشكل عام بحسب ثلاثة جوانبَ، يهم الجميعُ أن يستفيدوا من هذا الشهر المُبَـارَك، نحنُ كأُمَّــة إسْـلَامية نواجهُ تحَـدِّيـَّـاتٍ وأخطاراً غيرَ مسبوقة، الهجمةُ العسكريةُ الكبيرةُ من جانب أَعْــدَاء الأُمَّـة التي تَسْتَهْـدِفُنا سواء في بلدنا في اليمن، أَوْ تَسْتَهْـدِفُ أُمَّتَنا والمؤامرات الكبيرة، وكُلُّنا رأينا وشاهدنا ما أقدمت عليه الإدَارَة الأمريكية في نقل سفارتها إلى القُـدْس، إلى مدينة القُـدْس كخُطوة عدوانية متقدمة تَسْتَهْـدِفُ الأُمَّـةَ في قضيتها الكُبْرَى، في قضيتها المركزية، وتهدف إلى النيل من مُقَـدَّسَـات الأُمَّـة الإسْـلَامية، ومن أخطر ما تُستهدَفُ فيه الأُمَّـةُ أن تُستهدفَ في مُقَـدَّسَـاتها، هذا جانب خطير من جوانب الاستهداف للأُمَّـة، ثم في موقع مدينة القُـدْس من القضية الرئيسية والمركزية للأُمَّـة في مواجهة أمريكا وإسرائِيْل، القضية الفلسطينية، موقع مدينة القُـدْس من هذه القضية هو المركز في هذه القضية، هو اللُّب في هذه القضية، موقعٌ حسّاسٌ جِـدًّا في هذه القضية، استهداف على مستوى القضية بشكل عام واستهداف في جانب أَسَـاسي وحساس منها، الخطوة الأمريكية هذه غير جديدة، غير غريبة على أمريكا، أمريكا مشاركة ومساهمة مع إسرائِيْل جنبا إلى جنب منذ زمن طويل، في كُـلّ ما جرى ويجري في فلسطين والأقصى، ومدينة القُـدْس، وفي كُـلِّ ما جرى ويجري في الساحة الإسْـلَامية بشكل عام والمنطقة العربية في أقطارها التي شهدت أحداثاً كبيرة، كُـلّ ما في المنطقة من مؤامراتٍ ومكائدَ ومُخَطّطاتٍ تَسْتَهْـدِفُ النيلَ من أُمَّـتِنَـا الإسْـلَامية، في المنطقة العربية وخارج المنطقة العربية، كلها تشتركُ فيها أمريكا وإسرائِيْل، وإنما دأب البعضُ من أَبْنَـاء الأُمَّـة على محاولة التفريق بين أمريكا وإسرائِيْل يبرر لأنفسهم طبيعة علاقاتهم مع أمريكا، وإلا فأمريكا وإسرائِيْل وجهان لعملة واحدة، وهما ثنائيان يشكلان الخطر الكبير على أُمَّـتنَـا الإسْـلَامية، وارتبط بهم ثلاثي الشر من أَبْنَـاء أُمَّـتنَـا وهم المنافقون، فكانوا فعلاً إضافة في الخطورة على هذه الأُمَّـة وطرفا رئيسيا في كُـلّ المؤامرات والمكائد والأجندة التي تَسْتَهْـدِف الأُمَّـة، فأمتنا الإسْـلَامية اليوم وهي تواجه هذه التحَـدِّيـَّـات والأخطار، وتخوض معركتها عسكريا وأمنيا وسياسيا وإعلاميا واقتصاديا وفكرياً وثقافياً وفي كُـلّ المجالات هي أحوج ما تكون من الاستفادة من هذا الشهر المُبَـارَك في كُـلّ ما أعدَّ اللهُ فيه من عواملَ تربويةٍ مساعدة إلى حَدٍّ كبير للأُمَّـة فيما تَحْتَـاْجُ إليه، وهي في مقدمة ما تَحْتَـاْجُ إليه تَحْتَـاْجُ إلى هذا العطاء التربوي الذي يحفلُ به شهرُ رَمْضَـانَ المُبَـارَك الذي هو عطاء لمَن يستفيدُ منه، لمن يسعى ويحرص على أن يكتسبَه وأن يغتنمَه من هذا الشهر المُبَـارَك.

 

هذا ما نحتاجُه في مواجهة التحَـدِّيـَّـات

نحتاجُ في مواجهة التحَـدِّيـَّـاتِ هذه إلى الصبر، إلى العَزْمِ، إلى القُــوَّةِ المعنوية، إلى الطاقة الإيْمَـانية، ونحتاج إلى البصيرة إلى الوعي، إلى الفهم الصحيح، إلى المعرفة السلمية والصحيحة للعدو، للواقع من حولنا، لمسؤولياتنا، لما علينا أن نعملَ، للحلول والرؤى والأفكار الصحيحة التي تساعدنا على التحَـرَّك الصحيح والتصرّف الصحيح، وهذا بالذات، وهذا في الحقيقة من أهمّ ما يقدمه لنا شهر رَمْضَـانَ المُبَـارَك، إِذَا نحن اتّجهنا بتركيزٍ واهتمامٍ وعنايةٍ، نكتسبُ من صيام شهر رَمْضَـانَ المُبَـارَك العزم، القُــوَّة، الصبر، التحمل، كذلك الجلد والتجلد في مواجهة الشدائد والمحن والمتاعب والصعوبات، نكتسب من شهر رَمْضَـانَ المُبَـارَك، من خلال العودة القوية جِـدًّا إلى القُـرْآن الكريم، العناية بتلاوته، العناية بتدبر آياته، الإصغاء لهديه، التركيز على نوره، نستفيد الوعي، نستفيد ونكتسب البصيرة النافذة حتى نرى بنور الله، وحتى تزول عنا غشوات العمى، وحتى نرى الأشياءَ على حقيقتِها، ونستهدي بهُدَى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى فيما فيه من إرشاد، من تعليمات، من تقييم، من تبصرة إلى غير ذلك، ثم بالقُرْب من الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى، بالدُّعَـاء، بالاستعانة بالله، نكتسب الرعاية الإلهية، بالقرب من الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى نحظى برعاية منه، بعون منه، بألطاف منه، ونحن الفقراء إلى الله، الفقراء إلى رحمته، إلى عونه، إلى لُطفه، إلى توفيقه، إلى نصره، إلى تأييده المحتاجون حاجة مطلقةً إلى فضله.

 

الحكمةُ الإلهيةُ من الصِّيَام

فهذا الشهرُ هو مأدبة الله لخير الدنيا ولخير الآخرة للفضل كله للفلاح للنجاح، والإنْسَـان تجاه الواقع العام وتجاه واقعه الشخصي حتى فيما يعانيه على مستوى واقعه الشخصي من هموم وآلام ومشاكل ومعاناة وعوائق وصعوبات وتحَـدِّيـَّـات، المشاكل والهموم الشخصية المشاكل والهموم العامة القضايا الكثيرة التي تعنيك أنت هذه هي فرصتك للإقبال إلى الله إلى ربك الكريم إلى رحمته الواسعة التي وسعت كُـلّ شيء، هو ينادينا هو يدعونا هو الذي فتح لنا هذا الأفق وهذه الواحة من فضله ورحمته وكرمه فلندخل إلى هذه الواحة واحة الرحمة والخير والفلاح.

اللهُ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى قال في كتابه الكريم:

بسم الله الرحمن الرحيم:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) هكذا قال سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى “لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” صيام شهر رَمْضَـانَ يشكل في عطائه التربوي في أثره النفسي والمعنوي في إيْجَـابياته المكتسبة في واقع الإنْسَـان في أعماله وتصرفاته واتجاهاته في الحياة يُشكل وقاية، الإنْسَـان الضعيف الإنْسَـان الذي تهدده الأخطار والتحَـدِّيـَّـات، والإنْسَـان الذي يجني كثيراً على نفسه بسوء تصرفاته بكثير أخطائه بتجاوزاته بأعماله اللا مسؤولة يجني على نفسه ويجني على المجتمع من حوله، هذا الصيام في أثره التربوي النفسي يصحح مسيرة هذا الإنْسَـان في أعماله وتصرفاته حتى تكون أَكْثَـر مسؤوليةً أَكْثَـر اتزاناً واستقامةً فيما يدفع عنك وبيل وعواقب أخطاءه وتصرفاته السيئة يشكل وقاية من عذاب الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى يشكل وقاية للنتائج الحتمية التي يدفعها الإنْسَـان كثمن باهض على انحرافاته على أخطائه على معاصيه ومخالفاته لتوجيهات الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى.

الإنْسَـانُ أحوجُ ما يكونُ إلى التقوى أحوجُ ما يكونُ إلى السيطرة على نفسه على تصرفاته، السيطرة على هذه النفس في مقام الرغبات والشهوات، والسيطرة على هذه النفس في مقام التحَـدِّيـَّـات والصعوبات ففي تلك وفي تلك يَحْتَـاْج إلى الصبر يَحْتَـاْج إلى التماسك يَحْتَـاْج إلى المَنَعَة والقُــوَّة والتحمّل حتى يسيطر على نفسه ليثبت في مواجهة الرغبات وليثبت في مواجهة التحَـدِّيـَّـات، هذا هو عطاء الصيام، لكن إن استحضر الإنْسَـان إن أدرك هذه القيمة هذا الأثر هذه الإيْجَـابية أما إِذَا كان الإنْسَـان غافلاً لا يستفيد شيئاً إِذَا كان الإنْسَـان لا يرى في الصيام إلا وسيلةً لتحريك الشهية للطعام حتى يتحضر في شهيته ونهمه وشغفه بالطعام لحين يأتي الليل فينقض متوثباً إلى مائدة الطعام فيلتهم أقصى ما يستطيعُه من الطعام حينها لا يستفيد شيئاً من صيام شهر رَمْضَـانَ، وإذا كان لا يرى في ليالي شهر رَمْضَـانَ المُبَـارَك إلا فرصة للسهرات ليضيع كُـلّ أوقاته وهو متسمّر بعيونه ببصره نحو شاشات التلفاز أَوْ منكباً لا يرفع رأسه على مواقع التواصل الاجتماعي، أَوْ منشغلاً هنا وهناك مع أخلاء الهوى وأصدقاء الضياع فهذه هي الكارثة هذه هي الطامة، تتحول تلك الليالي المُبَـارَكة ليالي الخير ليالي الهداية، ليالي ممكن أن تعمرها بالوصل مع الله بالإقبال إلى الله بروحك، روحك التي تَحْتَـاْج إلى هذا الاطمئنان الذي لن يتوفر ولا يتوفر إلا بأن تعيش جو الإيْمَـان جو الاتصال النفسي والمعنوي بالله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى جو التوجه بالروح والوجدان والمشاعر والحس والذهن نحو الذكر لله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى، وإلا لن تكتسبه من أي شيء آخر إنما تزداد سُعاراً وتزداد تلهفاً وشدةً نحو المزيد والمزيد مما لا يوصلك إلى نتيجة إِذَا اتجهت في أي اتجاه آخر.

 

بهذا نسد الفراغ الروحي

هذا الفراغُ الروحيُّ الذي يشعُرُ به الإنْسَـانُ ويتعبد به الإنْسَـان ويعاني منه الإنْسَـان لا يسُدُّه ولا يُشبِعُه إلا الإقبالُ إلى الله، حاجة فطرية حاجة فطرية إِذَا أراد الإنْسَـان أن يسده باللهو والغفلة والضياع واستهلاك الأوقات الثمينة جداً التي هي من أهمّ ما أعطاك الله في حياتك وما وهبك في عمرك فأهدرتها وأضعتها تضيع بدون نتيجة بدون فائدة بدون ثمرة.

ثم الإنْسَـانُ أيضاً والأُمَّـة الإسْـلَامية بشكل عام فيما تواجهه في هذا العصر من ما يسمى بالحرب الناعمة حرب شعواء، حرب كبيرة وخطيرة تَسْتَهْـدِف الأُمَّـة في ثقافتها، تَسْتَهْـدِف الأُمَّـة في روحيتها، تَسْتَهْـدِف الأُمَّـة لمسخ هويتها الإسْـلَامية لإبعادها أَكْثَـر وأَكْثَـر وأَكْثَـر عن كُـلّ مبادئها العظيمة وقيمها وأَخْـلَاقها الفاضلة والكريمة لإبعادها ومسخ هويتها عن كُـلّ ما في دينها من مبادئ عظيمة أَوْ أَخْـلَاق مهمة أَوْ قيم أَوْ أعمال عظيمة، حرب لإفساد الأُمَّـة وتمييع الأُمَّـة وتضييع الأُمَّـة ومسخ ثقافة الأُمَّـة وتضليل الأُمَّـة، حرب الإفساد والتضليل والتضييع أخطر حرب تواجه الأُمَّـة اليوم.

في مواجهة هذه الحرب حتى نكسب التقوى التي ستحفظ لنا التماسك الروحي والتربوي والنفسي ولنكتسب الوعي والبصيرة التي سنتحصن من خلالها في المفاهيم والوعي نحتاج إلى اغتنام فرصة شهر رَمْضَـانَ والاستفادة من شهر رَمْضَـانَ الاستفادة من صيامه من قيامه من صالح الأعمال فيه من الجهاد فيه من الإحسان فيه من كُـلّ القرب المقربة إلى الله فيه، وأيضاً إلى القُـرْآن إلى الهدى إلى الوعي والبصيرة التي نستفيدها من خلال القُـرْآن وثقافة القُـرْآن الكريم.

 

هكذا نتحصّنُ من الحرب الناعمة

ثم الإنْسَـانُ حتى بغيرِ النظرِ إلى هذه التحَـدِّيـَّـات والأخطار والهجمة غير المسبوقة على الأُمَّـة، وبغض النظر كذلك عن هذه الحرب الناعمة حرب التضليل والإفساد التي تَسْتَهْـدِف الأُمَّـة، بالنظر إلى الواقع الاعتيادي للحياة النفس البشرية تستقر دائماً إلى العناية بها النفس البشرية حساسة جداً وتعيش واقعاً فيه الكثير من المؤثرات التي تؤثر عليها في هذه الحياة في واقع الحياة الكثير مما يؤثر على النفس البشرية، وكما جسد الإنْسَـان يَحْتَـاْج إلى عناية مستمرة به.. غذاءً وتنظيفا وصحة أشياء كثيرة جِـدًّا، النفس كذلك بحاجة إلى عناية مستمرة عناية مستمرة بها، أتى شهر رَمْضَـانَ المُبَـارَك ليكون من أهمّ الوسائل التي يستعين بها الإنْسَـان على العناية بنفسه عملية توضيب للنفس البشرية تنقية تنظيف تصليح تجهيز ورشة تدخل فيها النفس البشرية من خلال العناية بها والاستثمار لهذه الفرصة المُبَـارَكة ثم يتجه الإنْسَـان إلى إصْـلَاح الكثير من ما قد تخرب في هذه النفس البشرية كأي جهاز يدخل في حالة عناية لإصْـلَاحه وتوضيبه والعمل على معالجة ما فيه من خلل وهكذا، فلا ينبغي أن نفوت هذه الفرصة الثمينة من خلال الصيام نفسه والعناية فيه بتقوى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى واجتناب، اجتناب ما يحبط الأعمال نحن بحاجة إلى أن نتقيَ اللهَ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى، ورد في معنى الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله رُبَّ صائمٍ ليس لَه من صيامه إلا الجوعُ والظمأ.. ليس له لا أجر ولا قربة إلى الله ولا أثر نفسي ولا أثر معنوي ولا أثر وجداني ولا تأثير في أعماله وتصرفاته ولا أي شيء هو ذلك بنفسه قبل شهر رَمْضَـانَ وبعد شهر رَمْضَـانَ البعض يتخرب أَكْثَـر من كثرة ما يقترف في شهر رَمْضَـانَ من المعاصي والذنوب ويدنس نفسه وينتهك حرمات هذا الشهر في نهاره وفي لياليه يخرج محملاً بعبء جديد إضافيٍ وفظيع ومثقلٍ وخطير جِـدًّا يحتملُ به الآثام والعياذُ بالله والتبعات السيئة، لَا بـُـدَّ من تقوى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى العناية أَيْـضاً في هذا الشهر المُبَـارَك بالقُـرْآن الكريم (شهر رَمْضَـانَ الذي أنزل فيه القُـرْآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) لنحرص على الاستفادة في هذا الشهر المُبَـارَك من القُـرْآن ومن ثقافة القُـرْآن فنكتسب المزيد والمزيد من الوعي والبصيرة وما يشدنا إلى الله وما يترك أثره العظيم فينا تربويا ونفسيا وهذا جانب أَسَـاس جِـدًّا، الحرب التضليلية الحرب الإعلامية الحرب التثقيفية والفكرية مستعرة جِـدًّا وهوجاء وكبيرة للغاية لا يتحصن الإنْسَـان منها إلا بنور القُـرْآن وبهدى القُـرْآن وبثقافة القُـرْآن، ثم العناية بالدُّعَـاء والإقبال إلى الله، هذا شهر عظيم يستجاب فيه الدُّعَـاء لمن أقبل إلى الله واستجاب لله استجب لله يستجب لك (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) قال الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى (وإذا سألك عبادي عني) في نفس آيات الصيام (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) لَا بـُـدَّ من الاستجابة لله والإقبال إلى الله ونركز في الدُّعَـاء على المسائل المهمة الدُّعَـاء بالمغفرة الدُّعَـاء بالعفو طلب الرحمة طلب النصر طلب العون طلب الهداية طلب التوفيق طلب خير الدنيا والآخرة، كذلك إِذَا الإنْسَـان له مشاكل شخصية قضايا ملحة في واقعه الشخصي يمكن أن يدعو إلى الله ويتقرب إلى الله والله قريب من عباده يسمع دعاء من دعاه ما يَحْتَـاْج لا إلى وساطات ولا يَحْتَـاْج إلى، أمور من هنا وهناك ومتاعبُ يسمعُ دعاءَك بشكل مباشر إِذَا دعوته لكن فاستجب لله يستجب لك الله (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) قال الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى العناية بجوانب الأعمال الصالحة الأعمال الصالحة من الواجبات والمسؤوليات في المقدمة يحرص الإنْسَـان على الاهتمام بها والنوافل المقربة إلى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى كذلك بشكل إضافي، الله جل شأنه يضاعف الأجر على الأعمال وورد عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله ما يفيد أن الحد الأدنى في مضاعفة الثواب في شهر رَمْضَـانَ إلى سبعين ضِعفاً، ثم هناك مجال مفتوح وواسع هذا الحد الأدنى حسب ما أفاده الحديث عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وفضل النافلة فيه كفضل الفريضة في غيره وفضل الفريضة فيه سبعين ضعفا، فالمجال مفتوح وبعض الأعمال هي مضاعفة من الأَسَـاس أضعافا كثيرة مثل الإنفاق في سبيل الله هو من الأَسَـاس مضاعف بسبعمائة ضعف فكيف إِذَا ضُوعِفت هذه الأضعاف إلى سبعين مرة في ما هي عليه من مضاعفة كم ستطلع فرصة كبيرة للتقرب إلى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى بالأعمال الصالحة، مما يحرص الإنْسَـان عليه الإحسان الإنفاق في سبيل الله العناية بالفقراء والمساكين والضعفاء والمحتاجين والمكروبين هذا من أعظم الأعمال وأهم القُرَب إلى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى والله قال: (وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وفي آية أُخْــرَى (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) مهم الإحسان آيات كثيرة تحث على الصدقات على العناية بالفقراء والمساكين والفئات المحتاجة والمتضررة في ظل ظروف العدوان هناك الكثير من المعانين جِـدًّا بحاجة إلى العناية بهم، من أعظم الأعمال أَيْـضاً الجهاد في سبيل الله عمل عظيم وعمل مهم والأُمَّـة في هذه المرحلة وشعبنا العزيز وهو يواجه العدوان الأمريكي الإسرائِيْلي بحاجة إلى الجهاد في سبيل الله في مواجهة قوى الغزو والعدوان الظالمة المتعدية بغير حق والتصدي لهذا العدوان بنية صادقة وصالحة واستجابة لله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى وعناية وتحَـرَّكا من أجل عباد الله المستضعفين جهاد عظيم وقربة عظيمة إلى الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى، هذا العدوان الظالم الذي على رأسه أمريكا الذي اعترفت به مؤخّـراً بمشاركتها المباشرة وأنها أرسلت للمشاركة في هذا العدوان من أسمتهم بأصحاب القبعات الخضراء وإلى آخره، هذا العدوان الذي وراءه إسرائِيْل داعمة مؤيدة بشكل صريح مساهمة مشاركة بشكل واضح هذا العدوان الذي يمارس أبشع الجرائم بحق شعبنا العزيز، التصدي له قربة إلى الله، جهاد في سبيل الله وعمل عظيم من أهمّ وأعظم الأعمال يمكن للشباب استثمار هذا الشهر المُبَـارَك في المساهمة الفاعلة في الجهاد في سبيل الله ولا يفوتنا أَيْـضاً أن نحث على أن يكون من أهمّ ما يركز فيه شعبنا العزيز والمؤمنون والمؤمنات الدُّعَـاء للمجاهدين بالنصر والعون والتثبيت والتأييد، هم أَيْـضاً الأخوة في الجبهات ليستغلوا فرصة هذا الشهر الكريم بالتقرب إلى الله فيما هم فيه من صبر ومصابرة وثبات وجهاد وتضحية وليضرعوا دَائماً إلى الله بالدُّعَـاء وليكثروا من ذكر الله سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى، نحن بمشيئة الله سنحرص خلال هذا الشهر المُبَـارَك كما في العام الماضي أن يكون لنا بعون الله وإذا سمحت الفرصة إن شاء الله سلسلة من المحاضرات التي نركز فيها على مواضيع تربوية وإيْمَـانية ومواضيع مهمة وسنحرص إن شاء الله على عدم التطويل في كثير منها بإذن الله، وَنَسْأَلُ اللهَ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى أَنْ يُوَفِّقَنَا وإيّاكم لما يُرضيه عنا إِنَّـهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء وهو أرحمُ الراحمين وَأَنْ يَتَقَبَّــلَ من ومنكم في هذا الشهر المُبَـارَك صيامَه وقيامَه وصالحَ الأعمال فيه.. إِنَّـهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com