الغُرفةُ المشتركة و “ثَأر الأحرار”.. بقلم/ مطهَّر يحيى شرف الدين

شاهدنا المواجهاتِ بين رجال المقاومة الفلسطينية وبين من يحملون رايةَ الباطل من عصوا وكانوا يعتدون؛ فتحيةُ إعظامٍ وإجلالٍ وإكبارٍ واعتزازٍ لمقام الثبات والصمود والبأس الشديد الذي اتسمت به فصائل المقاومة الفلسطينية، وشرارات الغضب والعنفوان تندلع حميّةً وغيرةً على دين الله وعلى الأرض المقدسة في مواجهة أعداء الله قتلة أنبياء الله، من حرّفوا وبدّلوا كلام الله وجحدوا وعاندوا وكذبوا على الله واستكبروا وكانوا من الكافرين.

وإزاء الانتهاكات والاعتداءات الظالمة والسافرة على الشعب الفلسطيني نسمع اليوم عن الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية والتي عزز من وجودها المقاومون الأحرار وحظيت بحاضنة شعبيّة جعلتهم يستشعرون عظمة وجسيمَ المسؤوليات الجهادية بضرورة وحدة الخطاب السياسي والتحَرّكات الميدانية التي كانت على أعلى مستوى من التنسيق المشترك، وعن وعيدها الشديد بالثأر لشهداء المقاومة تمكّنت الفصائل وهي تتمتع بقدرات متميزة كماً ونوعاً من استهداف جنود العدوّ الإسرائيلي وآلياتهم وإرعابهم واختراق القبة الحديدية والخروج بتصريحاتٍ نارية بتوسيع دائرة الرد والتمكّن من استهداف العمق الاستراتيجي وإطلاق القذائف نحو تجمعات العدوّ الإسرائيلية.

وبلا شك فَــإنَّ تواصل الغارات الإسرائيلية والاستطلاعية واستمرار عمليات الاغتيالات سيعزز من وحدة صف المقاومة جهادياً وسيجعلها أكثر تماسكاً وانسجاماً وسيزيد ذلك من مواقفها الجادة المتوعدة بإرهاق العدوّ الإسرائيلي الصهيوني وانكساره والحيلولة دون كسر إرادَة الشعب الفلسطيني.

إن الهجمات الإسرائيلية الإجرامية المتوحشة على فلسطين سيرسخ ويثبّت في قاموس الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، ماذا يعني أن تتوحد الفصائل وهي تتخذ المواقف والرؤى الصائبة وتحدّد الأهداف بصورةٍ دقيقة، ولذلك أضحت اليوم أكثر وحدةً وتنظيماً وقوةً وقد تمكّنت من تطوير قدراتها ولديها من التكتيك والوعيد ما يجعل العدوّ يهرب ويختبئ في الملاجئ والأنفاق.

اليوم تحقّق المقاومة إنجازاتٍ وخطواتٍ مهمةً جِـدًّا أرعبت من خلالها العدوّ وأصبح لديها وزنٌ وثِقَلٌ يحسبُ لها العدوُّ ألفَ حساب، أصبحت المقاومة تدرك تماماً حجم خطورة سياسة الاحتلال الإسرائيلي الشديدة والخبيثة الساعية نحو استهداف قادة المقاومة الإسلامية والإمعان في توسع المستوطنات والاجتياحات التي يقوم بها العدوّ وهدم المنازل وتهجير الفلسطينيين، وما يقوم به العدوّ الإسرائيلي من تطهيرٍ عرقي عنصري ضد جماعات وأفراد فلسطينيين في مسعى حثيث وممنهج للاغتيالات والتصفيات التي يعتقد الأعداء بأن ذلك يُمثل نصراً لهم وقهراً وانهزاماً لرجال المقاومة، ويتناسى العدوّ ردة فعل المقاومة القوية بأنها أقوى بسالةً وأمضى شكيمةً وعزيمةً، ولن تزيدهم جرائم وانتهاكات العدوّ إلا قوةً وتوحداً وتنظيماً مما يجعل الأعداء في موقفٍ حرج وهو يتلقى الضربات في عمقه الاستراتيجي دون أن تجدي القبة الحديدية نفعاً في التصدي لهجمات المقاومة الصاروخية حتى استعان بمقلاع داوود الذي يكلف مليون دولار؛ كي يطلق صاروخاً مضاداً.

ولذلك ومع انتصارات رجال المقاومة فَــإنَّه يجب عليهم التنبُّه من الركون إلى التهدئة والحذر من مخطّطات وَسياسات اليهود العنصرية الخبيثة وألا يغفلوا غدرهم ومكرهم المعروف تاريخهم بنقض المواثيق ونكث العهود وسعيهم الحثيث في تضييق الخناق وتشديد الحصار الاقتصادي على الفلسطينيين وإدراك أن التوافق الأخير بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يعدو كونه استراحة محارب وفرصة لالتقاط الأنفاس ليس إلا؛ وليقضي الله أمراً كان مفعولاً.

قال تعالى: “فَبِما نقضِهِم مِيثاقهُم لعنَّاهم وجَعلنا قُلوبهُم قاسِية يُحرفُونَ الكَلمَ عَن مواضِعِه ونسُوا حَظاً مِمَّا ذُكروا بِه وَلا تزالُ تطّلع علىَ خَائِنة مِنهُم إلا قليلًا منهُم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com