ثقافةُ التضحية..بقلم/ طلال الغادر

 

من الملاحَظِ عندما يطلع المتابِعُ والمتأمِّل لما يحصل من متغيرات على الصعيد الإقليمي والدولي وآثار حرب روسيا وأوكرانيا غير المباشرة على أُورُوبا وغيرها، كيف ترى الاهتزازَ الجارفَ لدول عظمى، وما تزال غير مباشرة وتؤثر في الاقتصاد ولا نبالغ، فالثقافة والقيم التي عليها هؤلاء وما يفقدونه، هي التي تسهمُ في الأداء والحكمة في مواجهة كُـلّ المتغيرات.

فالمطلوب أمام المتغيرات ليس أموالاً وأرصدة إنما تحتاج عوامل للثبات والوقوف أمام كافة الأمواج التي تجرف كُـلّ ما أمامها وهذه العوامل لا تشترى بالأموال بل هي مبادئ وقيم، هو الإيمان الحقيقي المترسخ بدءاً من العبودية المطلقة لله والكفر بما دونه من أصنام بشرية والتولي الصادق والتسليم لله والتحَرّك الفعال والجاد بالقول والفعل وثقافة التضحية التي جعلت العدوّ يخسر كُـلّ كروته بدءاً من الحرب الصلبة وانتهاءً بالحرب الناعمة وإفساد النفوس كُـلّ هذه العوامل التي أسهمت وأثمرت نصراً وعزاً كُـلّ هذا يدعونا للالتفاتة الجادة وتقدير هذه العوامل حق قدرها.

فلو وُوجه أي بلد يفتقد هذه العوامل من حصار وقتل ودمار وتكالب وخذلان وتشويه وتكميم أفواه وقلب الحقائق وَ و وَ… إلخ، لما صمد ولما تحمل ولو أوتي كُـلّ أموال العالم لما صبر بل ولما واصل مشواره في إقدام وثبات بل لتلاشى كما تلاشت أكبر الجيوش النظامية بميزانياتها الهائلة ناهيك عن باقي المؤسسات.

فهل نستوعب هذه العوامل التي حبانا الله ونحن مقدمون على مناسبة زاخرة بالعطايا المعنوية التي لا توجد في أي مقومات أُخرى أنها ثقافة التضحية وكما قال المولى قائد الثورة -يحفظه الله- نحتاج لثقافة التضحية ليس لنفنى بل لنعيش كرماء ولننهض حضارياً.

فلنتجه لنقيم هذه العوامل ولنقدرها حق قدرها فبقدر ما نعرف القيمة العظيمة لهذه العوامل ونلتفت إليها بجدية نرتقي في شتى المجالات وليس هنا فحسب بل في كلتا الدارين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com