الفشلُ سيبقى مرّاً إذَا لم تبتلعه..بقلم/ عبدالغني حجي

 

فشل لصوص الثروة في المحاولات الثلاث وعدم إحراز أي نجاح في السرقة، واستغباء قرار صنعاء ووعدها بحماية الثروة ومنع نهبها إلَّا لصالح مرتبات موظفي الدولة وغيرها من الخدمات للشعب يسمى غباء لا استغباء.

هم في حالة من الذهول من الواقع الذي فرضته صنعاء عليهم، ولم يأخذوا الموضوع بجدية، وحسب تحليلاتهم للمعطيات، ينظرون لما تقوم به صنعاء على أنه استفزاز لهم لإجبارهم على تنفيذ مطالبها لتجديد الهُــدنة، وكأننا نلاعب مشاعرهم، تتراجع السفينة تحت وقع التهديد من ميناء وتذهب لميناءٍ آخر في وضع غير مصدق بأنه لا نفط دون مرتبات، ولو جئنا لتفسير محاولاتهم هذا نفسياً لقلنا أنها حركات لا إرادية، ضنناً منهم أن صنعاء ستصل ليأس من المرتبات وتدعهم يعبثون بخيرات البلد لمصالح أشخاص وفي حساباتهم الشخصية أَو لتمويل مخطّط تمزيق اليمن ونشر الفوضى ومنع الاستقرار وبقائنا في دوامة صراع وشتات دائم.

هذه التصرفات لا تمد للحكمة بشيء وتفسيرها سياسيًّا استغباء بغباء، وعسكريًّا تهور وستكون نهايتها بكاء هذه مؤشرات لا شك في أنها ستصبح واقع عملي.

فثلاث صفعات لم تجدي نفعاً ولم يبتلعوا الفشل، والتهديد في هذه الحالة سيتحول لتصعيد خطير تصبح فيه الملاحة في خطر وهم من سيتحملون النتائج الكارثية والمكلفة التي ستنتج، أما صنعاء فلديها حق ممنوح شرعاً وقانوناً في اتِّخاذ أي تدابير من شأنها حماية سيادة البلد ولو كان ذلك ونتائجه كيف ما كان.

لا جدل ولا نقاش ولا يسمح بفتح ملف يفضي بالتخلي عن السيادة وترك المجال مفتوح لكل من هب ودب من قوى النفوذ والهيمنة، ولا زلنا في إطار حرب تحملناها وصبرنا على مرارتها لثمانية أعوام متتالية، لم نحظى فيها باستراحة لترتيب وضع، وحرمنا خلالها من أدنى حقوق للإنسان كإنسان، ولم يعد لدينا ما نحافظ عليه، ولم يعد في اليمن جميل غير قرار حماية السيادة وتكلفته لن تكون باهظة على صنعاء مثل ما سيكلفهم ويؤلمهم ويضعهم أرضاً ويترك آثار كارثية لن تستطيع دول التحالف تلافيها لأجيال متعاقبة.

لدى صنعاء السلاح الكفيل باسترداد ما أخذ في سنوات الحرب من مال الشعب ما بالك بالحفاظ على المتبقي له، هناك بنك أهداف حساس لن ينتهي غير بهزيمةٍ نكراء لدول التحالف فابتلعوا الفشل قبل أن يصبح هزيمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com