معادلةٌ جديدة.. النفطُ اليمنيُّ مقابل المرتبات!!..بقلم/ أحمد عبدالله الرازحي

 

يُعتبَرُ النفطُ محرِّكاً أَسَاسياً ودافعاً لكثيرٍ من الصراعات والحروب التي تشُنُّها الدولُ على بعضها البعض؛ بهَدفِ السيطرةِ على ثروات الشعوب ونهبها وإن اختلفت المسميات.

والحربُ على اليمن أصبحت نموذجاً مصغَّراً لهذه النظرية التي انبثقت من واقعِ الصراعات المعاصرة.

ففي خضم الجهود التي تبذُلُها صنعاءُ للتوصل إلى اتّفاق سلام أَو على الأقل هُــدنة إنسانية تكفلُ للشعب اليمني حقوقَه المشروعة والتي من ضمنها إنهاء الحصار المتمثل بفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة وتسليم المرتبات من ثروات اليمن المنهوبة.

لم توافِقِ السعوديّة وتحالفها على هذه الشروط الإنسانية والمشروعة، وتطالبُ باستمرار الهُــدنة فقط لاستهلاك الوقت دون تحقيق أية نتائج إيجابية للشعب اليمني المحاصر إلى أن أعلن رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام، أن السبل والجهود فشلت في تجديد الهُــدنة؛ بسَببِ التعنت الأمريكي والأممي تجاه مطالب اليمنيين المحقة.

يأتي الدورُ للجناح العسكري بعملية عسكرية تحذيرية بسيطة في ميناء الضبة بِحضرموت بعد مخالفتها للقرار الصادر عن الجهات المختصة بحظر نهب الثروات السيادية اليمنية.

الرسالةَ أتت واضحة لمنع الشركات الأجنبية من نهب الثروة اليمنية وأن الموانئ النفطية اليمنية في جنوبي اليمن وفي وسطه أَو في البحر الأحمر لم تعد معرَّضة للسرق والنهب في وقت يُحرم الشعب اليمني من حقوقه المشروعة في بلدٍ غنية بالنفط تسرقه السعوديّة والإمارات ومن خلفهم أمريكا الراعي الأَسَاسي للعدوان على اليمن والذي هدفت من خلالها بالسيطرة على الموارد اليمنية وإخضاع الشعب اليمني ونهب ثرواته دون مقاومة إلَّا أننا نشاهد عكس ذلك تماماً.

تتنامى القدرات العسكرية في اليمن منها ما هو السلاح الفعال في الحروب المعاصرة وهي الطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية التي سبق وقُصفت بها أهدافٌ حسّاسة في العمقين السعوديّ والإماراتي وفي جنوب اليمن أَيْـضاً ولكن ربما حالةُ الوعي والفهم بطيئة لدى السعوديّ والأمريكي بحقيقة ما يملكه اليمن من قدرات عسكرية مذهلة!!

وبالتأكيد فقد فرض اليمن معادلة جديدة في الوقت الراهن الذي يسعى فيه الأمريكي لتهدئة منطقة الشرق الأوسط لحاجته الماسة للنفط الخليجي واليمني الذي ينهبه في حين لم يقبلَ بالشروط الإنسانية لاستمرار الهُــدنة وقوبلت بالتعنت وبتناقض عجيب!! وسيكون مكلفاً عليهم، فاليوم يجب أن يتحملوا عواقب هذا التصعيد الخطير.

بعد العملية التحذيرية يجب على السعوديّ والإماراتي أن يقبلوا بشروط صنعاء دون تردّد وَإلَّا فلن يتحرج اليمن عن إطلاق عملياتٍ واسعةً إلى ممالك النفط السعوديّة والإمارات وستحرق دخان هذه الجولة الخطيرة من التصعيد قصور ملوك الحكم في دول الخليج وتعاني على إثرها القارةُ العجوزُ بشتائها القارس.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com