حشودٌ مليونية توهجت بحُب نبيّها..بقلم/ إقبال جمال صوفان

 

ها هُنا شعب الإيمَـان والحكمة والتحديات، هُنا المجدُ هُنا الصمود هُنا التضحيات، هُنا العشق الحقيقي لسيد البشرية، شعب اليمن تحمل كُـلّ الصعوبات وكلّ الضربات المُدمّـرة بحقه، واجه أعتى قِوى العدوان وهاجمها، وها هو اليوم يُزيح غُبار الغارات عن وجههِ السمِح ويقفُ على أنقاض المباني والطرقات المُهدمة ليقول وبأعلى صوت لبيك يا رسول الله.

خرجنا أفواجاً بشرية في حضرةِ النبي الأكرم، بقلوبٍ تفيض بالحُب الصادق والولاء الظاهر، تدفقنا كسيولٍ جارية في بضع ساعاتٍ معدودة، اصطفينا كالبُنيانِ المرصوص الذي يشد بعضه بعضاً، تواجدنا في مختلف المُحافظات اليمنيّة الحُرةِ الأبية، كنا ضيوفاً خِفافاً بصلواتنا عليه وآله، هتفنا بلبيكَ يا رسول الله ملء حناجرنا ملء قلوبنا ملء أرواحنا وأجسادنا ومحيطاتنا، لبيكَ من عُمقِ يمنِ الإيمَـان يا سيّد الأكوان.

كانت التحضيرات مُتقنة، الحشود هائلة، الأمنيات مُحكمة، أما التنظيماتُ فـرائعة، مجهودٌ كبيرٌ جِـدًّا بُذلَ في سبيلِ إنجاح أعظم حفل على مستوى العالم، وقد نجحنا بفضلِ الله وبركاتِ نبيه، رسمنا لوحةً مُشرقة مُشرّفة مثلنا بها الحبيب محمد بأبهى حلة وأجمل منظر، حضر جريح الحرب ذو الأيدي فقط أما قدماه فقد فقدهما، حضر الشّيخ الذي بالكادِ يمشي منحني الظهر ملامحُ قسوة الحياة في عينيه، حضر الطفل الذي يبلغ عمره خمسة أشهر، حضرت أم الشهيد وأخته وابنته وزوجته، حضرت وحيدة نفسها التي فقدت كُـلّ أفراد أسرتها، حضرَ الكبير والصغير في حضرةِ الرحمة المُهداة.

أطلَّ بدر الزمان، ورحّب بالحاضرين جميعاً ببسمةٍ أذهبت عَنا عناء السّير والوصول، ألقى كلمته المُركزة والتي احتوت على نقاطٍ وتعاليم مهمة، وركز خلالها على أربعةِ محاورٍ رئيسية: وهي: الإيمَـان برسول الله، تعظيمهِ ونُصرة قضيته وضرورة اتباع القرآن الكريم والتي تلخّصت فِيْ قولِ الله تعالى: (فَالَّذِینَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ، أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فلا بُدَّ لنا أنَّ نسيرَ وفق التوجيهات الربانية كي نحصل على الفلاحِ والنّجاح.

عمِّ السرور وجاءت الفرحة، تجمهرت الحشود ووجهت رسالة للعالمِ أجمع مفادُها ها نحن هُنا لا زِلنا بخير بتمسكنا بالنهجِ القويم، والقُدوة المُنير، لن نُهزم لن نتراجع لن نستسلم لن ننكسر لن نلين، رجالاً ونساءً، حاضرون وبقوةٍ للتصدي والصمود جيلاً بعد جيل.

الشُّكر والتّقدير والإكبار والإعزاز لكلِ من ساهم في إنجاح الحفل، فرداً فرداً كُـلّ باسمهِ وصفته، لولا الأمنُ والتنظيم والإعلام لما رُسمت ونُقلت لنا صورة تِلك الحشود المليونية المتوهجة بحُب نبيها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com