الربيعُ المحمدي موعدُ العشق اليماني..بقلم/ دينا الرميمة

 

كالغيث المنهمر على أرض عطشى يأتي الربيع المحمدي ليروي قلوب عاشقة للهدى والفضيلة، تواقة للاستزادة من نور ومنهجية “النبي صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله” صفوة الأنبياء وخير الأتقياء والأنقياء فيوم مولده هو خير يوم أشرقت فيه شمس النبي والنبوة، وبقدومه يحتفي العاشقون للذات المحمدية، المقتفون أَثَرَ الرحمة المهداة للعالمين فيعرجون في صفحات حياته وسيرته تدارساً وتزكية واقتدَاء وتأسياً وإحساناً!!

وفي إحيائه تميز اليمانيون وتفردوا بالحب الأكبر لنبيهم، حباً ليس وليد اليوم أَو الأمس إنما هو عشق سابق لبعثته ومولده!! فهم من هاجروا بأنفسهم إلى المدينة انتظاراً للنبي المرتقب في شبه الجزيرة العربية، وما إن انشق نور دعوته كفلق الصبح وصدح بها حتى آتوه مؤمنين بائعين أنفسهم لله فكانوا القوم الذين استبدل الله بهم قريش التي حاولت وأد الرسالة المحمدية التي ما جاءت إلَّا لإخراجهم من ظلم الجاهلية وَضلال الشرك إلى توحيد الواحد الأحد، وترتقي بهم من عبث الخرافة ومادية الدنيا إلى روحانية السماء وروح وريحان وجنة نعيم، أعزاء بعزة ربهم ودينهم الذي ارتضاه لهم، فعموا وصموا آذانهم وأصروا واستكبروا استكباراً وحقداً على النبي الكريم وقالوا إنه ساحر ومجنون وتربصوا به كيد المنون وودوا لو يدهن فيدهنون، وهو الذي لا ينطق الهوى وما كان إلَّا وحياً يُوحَى، وصفه رَبُّه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ومع علمهم بصدقه وعظيم خلقه كذبوه وتآمروا عليه وأرادوا تفريق دمه بين القبائل في جنح ليل، فتلقفه اليمانيون من قبائل الأوس والخزرج وآووه ونصروه وحملوا معه مهمة نشر رسالته، ومعه واجهوا كُـلّ التحديات التي كادت أن تعصف بالإسلام سواء من أُولئك الكفرة المارقين على الدين أَو المنافقين الذين تلحفوا بالإسلام بهتاناً وزوراً ومشوا به بين الناس إرجافاً وتثبيطاً عن الجهاد ونصرة الدين وفي الفتنة سقطوا وسقط معهم ضعفاء الإيمَـان (وفيكم سماعون لهم) وَ(رضوا بأن يكونوا مع الخوالف)!! وطمعوا بالغنائم وطمع الأنصار برسول الله ومعه تصدوا لفتنتهم وحطموا كيد الطاغوت، وأسسوا دعائم الدولة الإسلامية بقيم ومنجهية الدين الحنيف وأرسوا معالم العدالة وكلّ القيم الإنسانية السامية في كُـلّ اقطار الأرض على رأسها اليمن التي ما أن وصل الإمام علي مبعوثاً من النبي الكريم إلى أهلها حتى دخلوا في دين الله أفواجاً، فاستبشر بهم النبي وشرفهم بقوله: (الإيمَـان يمان والحكمة يمانية).

وعلى عهدهم لرسول الله ونهجه ظلوا، موالين ومناصرين لقرباه وآل بيته على مدى أربعة عشر قرناً من الزمن وحتى يومنا هذا الذي نرى فيه أُمَّـة محمد قد هانت ولانت وذلت لليهود وذهبت لاهثة وراء حضارة الغرب وأضاعت دينها وأصمت آذانها عن كُـلّ إساءة لنبيها متأثرة بالإسلام الوهَّـابي المستقاة تعاليمه من أحاديث ومرويات كعب الأحبار وبعض المؤلفة قلوبهم فأظهروا شخصية الرسول الكريم ضعيفة مهزوزة هادنت اليهود وصالحتهم، وكفروا وبدعوا إحياء المناسبات الدينية وما ذاك إلَّا لإماتة الدين وإجهاض قيمه ومبادئه ونسف جهود النبي الكريم لاستهداف الأُمَّــة المحمدية لتكفر كما كفروا فيكونون سواء في المعصية والرذيلة!!

وقع في فخهم الأغلبية بينما نجا منها أحفاد الأنصار اليمانيون الذين كانوا لهم بالمرصاد وَتصدوا لكل تلك الثقافات المغلوطة وواجهوا الإرهاصات والزيف ونصروا محمد وانتصروا لرسالته بقيادة أعلام الهدى من آل البيت الذين قادوهم إلى سواء الصراط.

لذا لا غرابةَ اليوم ونحن نرى اليمانيين بكل شوق ولهفة يتسابقون لتقديم النموذج الأمثل للاحتفال بنبيهم في موعد العشق المحمدي وقد أعدوا واستعدوا في ذروة معاناة الحرب والحصار التي مَـا هِي إلَّا ضريبة عشقهم لمحمد، ولا غرابة أن نرى أرضهم قد تهيأت وتأنقت ولبست الحلة المحمدية وقالت هيت للعاشقين لرسول الله تعظيماً وتوقيراً وتزكية وذكراً، هي رسالة موجهة لأمَّة محمد وأعدائها بأننا اليمانيون العاشقون المقدسون لمحمد نبياً ورسولاً وقائداً وقُدوة وأسوة، وهيهات لحب ودين محمد أن يتزحزح أَو يزول وفيها دعوة للأُمَّـة بالتوحد لمواجهة كُـلّ التحديات بالعودة إلى محمد ومنهجيته الباقية إلى قيام الساعة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com