مهرجانُ الرسول الأعظم في دورته التاسعة.. زخمٌ إبداعيٌّ في مديح الرسوم الأعظم

بلغ عدد المتنافسين الموهوبين 1108

 

المسيرة- محمد ناصر حتروش

يعتبر شهرُ ربيع الأول من الأشهر المقدسة والمتميزة لدى كافة الشعب اليمني صغاراً وكباراً، وذلك كونه يرتبط بمناسبة عزيزة وعظيمة على قلوب اليمنيين وهي ذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه أزكى الصلاة وأتم التسليم-.

ويحتفي شعب الحكمة والإيمَـان منذ مئات السنيين بذكرى مولد النور وذلك من خلال إحياء الطقوس الثقافية والفنية وغيرها من الطقوس المرتبطة بالمولد النبوي الشريف إلا أن تلك الطقوس تطورت تطوراً نوعياً خلال الآونة الأخيرة، فما أن يحل شهر ربيع الأول إلا وتجد اليمن تتزين بالألوان الخضراء والبيضاء، ناهيك عن الفعاليات والمسابقات التي يتم تدشينها كُـلّ عام، ومنها فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الرسول الأعظم للإبداع الفني والثقافي.

ويؤكّـد رئيس مؤسّسة الإمام الهادي الثقافية الأُستاذ عبد الله الوشلي، أن مهرجان الرسول الأعظم للعام لم يأتِ من باب الترف، بل من باب الحاجة الملحة؛ مِن أجلِ العودة إلى رسول الله والاقتدَاء به والسير على نهجه، مُشيراً إلى أن المهرجان لا يقدم إلا القليل جِـدًّا، وأن كُـلّ الدنيا لا تساوي شيئاً في حضرة الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وعلى آله-.

ويلفت إلى أن إدارة المهرجان في دروته التاسعة قامت بتطوير آلية المسابقة من خلال إتاحة التصويت للمشاركين في مسابقات المهرجان عبر التطبيق الإلكتروني الذي سيدشّـن خلال المرحلة التي سيتم بدء اعتماد التصويت فيها معياراً من معايير التقييم.

ويقول رئيس مؤسّسة الإمام الهادي الثقافية: إن إدارة المهرجان في هذه الدورة حرصت على أن تقدمه بشكلٍ يلبي الأهداف التي رسم لها المهرجان، حَيثُ كان للمسابقات في هذا الموسم نمط آخر سهّل التواصل والتسجيل وأتاح وقتاً كَبيراً لاستقبال المشاركات من خلال الموقع الإلكتروني”.

ويبين الوشلي أن الدورة التاسعة زاخرة بالمشاركة القوية للمتنافسين في مسابقات الشعر الفصيح والإنشاد والأداء المسرحي والمواهب، والعديد من الإنتاجات منها 30 فلاشًا وفيلمًا قصيرًا يتحدث فيه عن شخصية الرسول وسيرته المباركة تعرض خلال أَيَّـام المهرجان.

وشهد افتتاح المهرجان افتتاح المساحات التسويقية للمنتجات المحلية المتنوعة، والتي احتوت على عدد من الإنتاجات المحلية منها العسل، والعطور، والبخور، وأدوات الزينة، وكذلك مساحات للملابس الجاهزة التي تم إنتاجها بأيادٍ يمنية.

وتخلل برنامج حفل الافتتاح عرض فلاشة ثقافية مقتبسة من خطاب للسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي، تحدث فيها عن شخصية الرسول الجهادية على ضوء الآيات القرآنية، وما الذي علينا تجاه شخصية رسول التي هي أعظم شخصية على الأرض بما أعطاه الله من مكانة عظيمة ومقدسة، ثم أمرنا بطاعته وتوقيره.

 

ربيعُ الحب

واستعرضت إدارة المهرجان ريبورتاج تلخيصي عن المهرجان منذ الدورة الأولى إلى التاسعة، وآخر يفصل فيه التحضيرات والتجهيزات التي تمت في الدورة التاسعة، يوضح كيف تمت آلية استقبال وفرز متسابقي الإنشاد والشعر العربي والأداء المسرحي.

وقدمت خلال الافتتاح لوحة فنية بعنوان “ربيع الحب” سيناريو الأُستاذ عبد الله الوشلي وإخراج الأُستاذ محمد الآنسي، عبّرت عن صادق الحب والولاء لرسول الله، وشارك فيها عشرات الأشبال بفقرات تراثية، بالإضافة إلى فقرات تمثيلية معبرة عن ميلاد الرسول الأعظم وابتهاج الكون بهذه المناسبة، وكذلك فقرات إنشادية لعدد من فرق الإنشاد ومنشدين مختلفين أطلوا بفقرات إنشادية متنوعة، كلها تعبر عن حب الرسول الأعظم ومكانته المقدسة التي منحها الله إياها وكرمه وعظمه من بين كُـلّ الخلق.

كما أطلت خلال الفعالية فرقة الرضوان السورية “المرعشلي”، بالصلاة الإبراهيمية والتي أنتجها مهرجان الرسول الأعظم، للدلالة على أن رسالة الرسول الأعظم رسالة عالمية، ويجب أن يكون الاحتفال به عالمي أَيْـضاً، كما ستطل خلال الأيّام القادمة فرق أُخرى من مختلف الدول بالصلاة الإبراهيمية أَيْـضاً.

وشهد حفل افتتاح مهرجان الرسول الأعظم تقديم مسرحية “الفرحة الكبرى” بمشاركة نجوم الدراما عبد الرحمن الجوبي، وأسعد الكامل، وأنيس العنسي، وعبد الناصر العراسي، ومعاذ البزاز، وسلطان الجعدبي، وأكرم الأنسي، وإبراهيم قطينة، وهي من تأليف الأُستاذ عبدالله الوشلي وإخراج قيس السماوي.

وتأتي الفعاليات والمسابقات التي ينظمها مهرجان الرسول الأعظم بدورته التاسعة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف -على صاحبه وآله أفضل الصلوات والتسليم- وفي سياق تأكيد الولاء والانتماء للرسول الأعظم بطريقة إبداعية وفنية مميزة يجسدها المبدعون في الشعر والإنشاد والمسرح والمواهب المختلفة.

ويؤكّـد مسؤول لجنة المسابقات ذو الفقار الديلمي، أن مهرجان الرسول الأعظم في دورته التاسعة شهد زخمًا غير مسبوق في مختلف أقسام المسابقات ومن عدة محافظات يمنية، لافتاً إلى أن مسابقة الإنشاد تأهل فيها 12 متسابقاً من بين 305 متقدمين للمسابقة.

وأشَارَ الديلمي إلى أن عدد المتنافسين في مسابقة المسرح والأداء المسرحي بلغ 405 متقدمين وتأهل منهم 15 متسابقًا.

وتطرق إلى أن عدد المتنافسين بمسابقة الشعر الفصيح بلغ 169 متقدماً وتم تأهيل 6 متسابقين، لافتاً إلى أن عدد المتنافسين في مسابقة الرسم بلغ 229 وتأهل منهم 10 متسابقين.

وبين أن مسرح الرسول الأعظم لهذا العام افتتح مجالاً للمنافسة والمسابقة بقسم المواهب ويحتوي على الرسم والفن التشكيلي وكذا فعاليات وأنشطة الطفل والمرأة وذلك في محاولة لتطوير المسرح وتوسيع المشاركة.

ويتنافس المتسابقون بروحية عالية يسودها المحبة والإخاء مؤملين جميعهم في التأهل والفوز بجائزة مهرجان الرسول الأعظم -على صاحبة أتم الصلاة وأزكى التسليم-.

ويرى الشاعر عمار الشامي أحد المتسابقين، في المهرجان أن مهرجان الرسول الأعظم أصبح بمثابة أيقونة سنوية يتذكر عبرها اليمنيون أهميّة إحياء ذكر النبي الكريم -صلوات الله عليه وآله- من خلال الفن والثقافة والإبداع.

ويضيف: “وهو الآن كما نرى يغطي كافة المحافظات، وهذا أَيْـضاً يترجم أهميته، ويبدو أن كَثيراً من اليمنيين أصبحوا بانتظار هذا المهرجان بشوقٍ كُـلّ عام”.

ويؤكّـد الشامي في تصريحٍ خاص للمسيرة: “أن إقامة المهرجان وغيره من الأنشطة الثقافية والإبداعية لها أهميّة عُظمى ورسائل عديدة منها التأكيد على أن هذا البلد له الحق في الأمن وله الحق في الحياة رغم كُـلّ ما يعانيه من ظروف عدوانية، إضافة إلى التأكيد على التمسك برسول الله نبيًا وقائدًا وملهمًا، ونعتقد بلا شك أن الرسالة تصل”..

ويقول الشامي: “هذه أول مشاركة لي في المهرجان، وأتمنى أن تكون فاتحة خير وأرجو قبولها عند الله وعند رسوله الكريم مؤكّـداً أن مشاركته في مهرجان الرسول الأكرم شرف كبير وفرصة للتعبير عما يجوب بداخله من حب لرسول المحبة والسلام محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-“، مُضيفاً بالقول: “نشكرً القائمين على المهرجان وللجنود المجهولين خلف الكواليس، وشكرًا لصحيفة المسيرة وغيرها من وسائل الإعلام على هذه اللفتة الكريمة”.

 

أهمُّ وأعظم المهرجانات

من جهته، يؤكّـد الفنان التشكيلي محمد الباشق، أن مهرجان الرسول الأعظم من أهم وأعظم المهرجانات على المستوى المحلي والدولي وذلك كون المهرجان يتيح المجال لأصحاب المواهب إخراج إبداعاتهم وتألقهم في أعظم وأقوى مهرجان يربط جميع المسلمين بحب خير البرية محمد -صلوات الله عليه وعلى آله-.

ويلفت إلى أن جميع المبدعين سيبذلون ما بوسعهم للتعبير عن حبهم لرسول المحبة والسلام الرسول الأكرم محمد وهو ما سيزيد من حماسية المنافسة بين المتقدمين بمختلف مجالات المنافسة.

ويشكر الباشق إدارةَ المهرجان على إتاحتهم الفرصةَ للمتنافسين وترتيبهم للمهرجان مؤملاً فوزه بجائزة المهرجان، داعياً جميع مؤسّسات الدولة والمؤسّسات الخَاصَّة عمل مثل هذه المهرجانات الدينية التي تقوي الارتباط بحب رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله وسلم-.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com