لنقتدِ.. أم نُحِبُّ الصالحين ولسنا منهم!..بقلم/ محمود المغربي

نكتب منذُ ثماني سنوات عن كفاح وتضحيات وعدل وثورات أئمة آل البيت -عليهم السلام- ونذكر الناس والمسؤولين بعدل وحكمة الإمام علي -عليه السلام- وبتضحيات وصدق وإخلاص الإمام الحسين -عليه السلام- وبثورة الإمام زيد -عليه السلام- التي لم تكن ثورة مذهبيةً أَو طائفيةً بل ثورة إنسانية وشعبيّة تشبه إلى حَــدٍّ كبيرٍ ثورةَ السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- وثورة الـ 21 من سبتمبر، التي لم تكن ثورة مذهبية أَو طائفية أَو مناطقية بل ثورة شعبيّة شارك فيها كُـلّ أبناء اليمن ضد الظلم والفساد والطغيان وامتداداً لما سبق من ثورات وتضحيات أعظم وأشرف وأصدق من أنجبتهم البشرية وكيف قدم هؤلاء أرواحهم الطاهرة في سبيل رفع الظلم والفساد عن رقاب الناس وتحقيق العدل والمساواة ولم تكن أهدافهم سلطة أَو مصالح شخصية ولم يكونوا هم بحاجة إلى ملك أَو ثروة أَو منزلة.

وكنا نسرد هذه القصص والأحداث التاريخية طوال السنين الماضية لعل وعسى أن يتذكر الناس والمسؤولين وينهج كُـلّ صاحب مسؤولية نهج هؤلاء الأطهار، إلا وكما هو واضح أن المسؤولين يتعاطفون مع الإمام علي والحسين وزيد -عليهم السلام- لكنهم يتفاعلون ويتأثرون بمنهجية الجلادين والطغاة ويعملون بسياسة معاوية ويزيد والوليد وهشام أبناء عبدالملك بن مروان بن الحكم.

وكلما تم تكرار الحديث عن عظمة وعدل وزهد وتضحيات أُولئك الأئمة -عليهم السلام- كلما زاد تعلق المسئولين بأُولئك الطغاة والمجرمين والفاسدين والتمسك بالطريق التي ساروا عليها وكأنهم لا يرغبون بالمصير الدنيوي الظاهري الذي وصل إليها أُولئك الأئمة دون التفكير بما أحدثوا من صدى وثورة وانتفاضة جعلتهم خالدين في نفوس وعقول الناس وفي ذاكرة التاريخ إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله وما نالوا من شهادة وكرامة عند الله، بينما أُولئك الطغاة من جعلوا منهم قُدوة ذهبوا إلى مزبلة التاريخ ولم يعد أحد يتذكرهم إلا كلطخة سوداء في جبين التاريخ لم تغنيهم تلك الأموال ولا تلك السلطة المؤقتة.

++++++++++

المصالحُ الشخصية وفسادُ الأعمال

محمد الضوراني

إن المصالحَ الشخصيةَ والذاتية هي سببٌ رئيسي في فساد الأعمال وفساد الأخلاق وانهيار المجتمعات وانحرافها عن أوامر الله وتوجيهاته، هذه التعليمات التي جاءتنا من الله عز وجل من يدبر أمور هذه الحياة التدبير الذي يجعل هذا الإنسان يعيش حياة يسودها الاتِّزان والعدالة والخير والاستقرار النفسي والإيمَـاني، بما يمكن هذا الإنسان من أن يكون سببا رئيسيا في استقرار الحياة وسبب في محاربة الباطل وأنصار الباطل، من خلال إقامة دين الله في هذه الحياة بالشكل الصحيح وبما يرضي الله -عز وجل- ويحقّق للمجتمع المؤمن عوامل القوة والتمكين لإقامة الحق والعدل.

عندما انحرف الإنسان المؤمن عن هذه التوجيهات وتساهل فيها أصبح فريسة سهله للشيطان وأعوانه في هذه الحياة فحدث الانحراف والضلال عن المسار الصحيح لمسار آخر والذي يبنى وفق المصالح الشخصية فقط فوق كُـلّ شيء، نحن في هذا المجتمع نلاحظ ما يؤلم القلوب والنفوس من حالة الانفلات في كُـلّ شؤون هذه الحياة، انحراف فكري وأخلاقي وانعدام للقيم والأخلاق والروحية الإيمَـانية.

الإيمَـان بالله والتوكل على الله، هذا الإيمَـان يُمكّن الإنسان المؤمن من حفظ نفسه ودينه وأخلاقه والروحية الإيمَـانية لدية من السقوط في حبال الشيطان الذي يتمثل في عدة أشكال، عندما نجد في مجتمعنا أن النفاق؛ مِن أجلِ المصلحة هو السائد، أن المحسوبيات؛ مِن أجلِ المصلحة هو القائم فيما بين هذا المجتمع، أن كلمة الحق أصبحت معلقة بالمصلحة، أن الخوف من الله أصبح لا شيء أمام الخوف من المسؤول الفلاني أَو الوزير الفلاني؛ مِن أجلِ المصلحة، أن العلاقات بين الناس أصبحت بعيدة عن دين الله وارتبطت بالمصلحة.

قدمت لنا المصلحة الشخصية ثقافةً تعم الجميع وتحَرّك أعداء الله على غرسها بين المجتمع جيلاً بعد جيل، أن يكون العمل في خدمة الناس يبنى وفق المصلحة الشخصية، أن الاهتمام بالمستضعفين ورعايتهم ونصرتهم أصبح شيئاً مفقوداً في قاموس العمل في هذه الحياة وما يربطنا بهم فقط هو المصلحة الشخصية وأصبحنا مجتمعاً يعاني من حالة القهر واللاعدالة، أصبح الإخلاص والإيمَـان والتقوى في واقع العمل غير مرغوب فيه والسبب المصلحة الشخصية، ومن يتحَرّك وفق هذه المبادئ ويقدم النصح وفق هذا المسار كالغريب وَغير المقبول به.

لا بُـدَّ أن نغيّرَ ثقافة المجتمع إلى ثقافة يسودها الإخلاص والعدالة الاجتماعية وفق مسار إيمَـاني، هذه الروحية سوف تغير واقعنا وواقع العمل لواقعٍ صحيح ومتوازن يسوده الخير والاستقرار، بل وننال من خلاله رعاية الله وتوفيقه لنا، نراجع أعمالنا ونربط علاقتنا مع بعضنا البعض وفق مقاييس إيمَـانية ونعدل الانحراف الحاصل لنبني أُمَّـة مؤمنة عزيزة قوية يسودها العدل والخير وفق مسار وطريق رسمه الله لنا ونتحَرّك في القيام بالأعمال وفق هذا المسار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com