حصيلةُ 7 أعوام ونصف عام من العدوان و5 أشهر من الهُـدنة.. إجرامٌ لا يتوقف وأرقامٌ تفزع الإنسانية

الصحة تقفُ عند آثار العدوان والحصار على الوضع الصحي:

ارتقاء 484 مدنياً بين شهيد وجريح خلال فترة الهُـدنة و47081 مواطناً منذ بداية العدوان

1800 حالة توفيت؛ بسَببِ تأخر سفرها للعلاج وهو ما يعادلُ 15 % من إجمالي عدد المرضى المحاصَرين

المسيرة: صنعاء:

كشفت وزارةُ الصحة العامة عن الخسائرِ البشرية في صفوف المواطنين خلال فترة الهُـدنة، في حين أعلنت عن عدد الضحايا المدنيين الذي سقطوا منذ بداية العدوان والحصار.

وخلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة، أمس السبت، في العاصمة صنعاء، حول “آثار العدوان والحصار وتبعات استمراره على القطاع الصحي”، أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان، أن عدد ضحايا خروقات العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته للهُـدنة الإنسانية والعسكرية بلغ 484 حالة من المدنيين، وهو ما يؤكّـد استمرار تحالف العدوان في ارتكاب المجازر والجرائم بحق المواطنين رغم الهُـدنة، وكل ذلك بشهادةٍ أممية فاضحة.

وأشَارَ الناطقُ الرسمي للوزارة، الدكتور أنيس الأصبحي، إلى أن الفتح المحدود لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، خلال الهُـدنة، لا يفي بأدنى احتياجات القطاع الصحي وحاجة المرضى، في إشارة إلى أن المعاناةَ في صفوف المرضى لا تزال عالقة رغم أن ملف فتح المطار المشمول بالهُـدنة، وُجد مِن أجلِ رفع معاناة مرضى اليمن المحاصرين.

وأوضح أن معاناة المرضى المحتاجين للسفر للخارج ما زالت مُستمرّة، ولم تتوفر رحلات إلى مختلف البلدان للعلاج، مبينًا أنه يتم تسيير رحلتين أسبوعياً إلى الأردن فيما الاحتياج لإجلاء جميع المرضى المسجلين لدى اللجنة الطبية وعددهم 30 ألف حالة، يصل إلى 150 رحلة خَاصَّة لاستيعابهم.

وأفَاد بأن ألفاً و800 حالة توفيت؛ بسَببِ تأخر سفرها إلى الخارج للعلاج، بما يعادل 15 بالمِئة من إجمالي عدد الحالات المحتاجة للسفر لتلقي العلاج.

وطالبت وزارة الصحة بفتح مطار صنعاء أمام جميع الرحلات التجارية والأممية والمساعدات الإنسانية، بصورةٍ مُستمرّة، وكذا فتح جميع الموانئ اليمنية ورفع الحصار، وتيسير دخول المشتقات النفطية التي يؤثر عرقلتها على تشغيل القطاع الصحي.

كما طالبت بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية الدوائية والغذائية بدون شروط أَو احتجاز، والتسليم الفوري لمرتبات موظفي الدولة عُمُـومًا والقطاع الصحي خَاصَّة، وإعادة بناء وتأهيل ما دمّـر من مرافق صحية ومنشآت وزارة الصحة.

وأشَارَ الأصبحي إلى أن استمرار العدوان والحصار يتسبب في زيادة عدد الوفيات بين المرضى وخُصُوصاً في الأرياف، لافتاً إلى عدم سماح التحالف بإدخَال بعض الأجهزة والمستلزمات الطبية والعلاجية خَاصَّةً المتعلقة بأمراض السرطان والأورام والأمراض المزمنة.

وذكر ناطق الصحة أن عدد الشهداء والجرحى نتيجة العدوان بلغ 47 ألفاً و81 شهيداً وجريحاً منذ 26 مارس 2015م، حتى 27 أغسطُس 2022م، منهم 15 ألفاً و483 شهيداً و31 ألفاً و598 جريحاً، 25 % منهم نساء وأطفال.

وأكّـد أن استمرار العدوان والحصار يهدّد المنظومة الصحية في اليمن بالتوقف وعدم إمْكَانية استمرار تقديم الخدمات للمواطنين.

وبيّن أن مؤشرات الانهيار تتمثل في تدمير طيران العدوان بشكل مباشر للمنشآت الصحية، حَيثُ وصل عدد المنشآت المدمّـرة كليًّا وجزئياً 537، لافتاً إلى استهداف العدوان بشكل مباشر للكوادر الصحية، حَيثُ استشهد 66 طبيباً وأخصائياً ومساعدين وكوادر صحية وتدمير 70 سيارة إسعاف.

وذكر أن العدوان تسبب في عدم حصول أكثر من 48 ألفَ موظف في القطاع الصحي على المستوى المركزي والمحافظات والمديريات على مرتباتهم منذ أكثر من ست سنوات، مؤكّـداً أن العدوان تسبب أَيْـضاً في مغادرة أكثر من 95 % من الكادر الأجنبي.

وأوضح أن الحصار الشامل أَدَّى إلى زيادة معدلات سوء التغذية، حَيثُ تم تسجيل أكثر من 2. 3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية و632 ألفَ طفل من سوء التغذية الحاد والوخيم المهدّد لحياتهم بالوفاة خلال العام الحالي، بالإضافة إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون من الأُمهات الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية منهن 650 ألفاً و495 امرأة مصابات بسوء التغذية المتوسط.

ولفت إلى أن الوضع الغذائي السيئ في اليمن جراء العدوان أَدَّى إلى ضعف شديد للمناعة وسرعة انتشار الأمراض والأوبئة، مُشيراً إلى أن استخدام العدوان للأسلحة المحرمة تسبب في ارتفاع نسب التشوهات الخلقية وإجهاض الأجنة بمعدل 350 ألف حالة إجهاض و12 ألف حالة تشوُّه.

وبيّن الأصبحي، أن وفيات الأُمهات؛ بسَببِ الحمل والولادة بلغت 500 وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، أي أن عدد وفيات الأُمهات خلال فترة العدوان بلغ 40 ألفاً و320 امرأة حامل، فيما يبلغ عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة 288 طفلاً يوميًّا وبلغ خلال فترة العدوان 727 ألفاً و760 طفلاً، كما تسبب الحصار في رفع نسبة المواليد الخدج إلى ثمانية في المِئة مقارنة بالوضع قبل العدوان بمعدل 22 ألفاً وَ599 حالة.

وأوضح أن العدوان والحصار تسببا في زيادة أعداد المصابين بالأورام بنسبة 50 % عن المعدل بداية العدوان في 2015م وبلغت 46 ألفاً و204 حالات خلال العام 2021م، كما منع تحالف العدوان إدخَال معدات طبية حيوية وعزفت شركات دولية عن توريد الأدوية إلى اليمن نتيجة للحصار، مؤكّـداً أن شحنات مساعدات انتهت صلاحيتها نتيجة بقائها في جيبوتي كمحطة قسرية لمرور المساعدات إلى اليمن.

وأشَارَ إلى تسجيل أربعة آلاف و320 حالة لمرضى الفشل الكلوي، وتم تأمين جلسات غسيل لأكثر من أربعة آلاف مريض يتوزعون على 16 مركزاً مهدّداً بالتوقفَ، كما تم تسجيل ألفَي حالة لوكيميا أطفال وألفي حالة زراعة قرنية.

وذكر أنه تم تسجيل 46 ألفاً و239 حالة متردّدة على مراكز الأورام، وانعدام 50 % من الأدوية الخَاصَّة بمرضى السرطان خَاصَّة الأدوية الكيماوية الموجهة والمواد المشعة، وتوقف خدمات التشخيص والعلاج بالإشعاع جراء منع العدوان دخول أهم التجهيزات والمستلزمات كالمعجل الخطي و”الكوبالت بي ستة” والرنين المغناطيسي القائم على تقنية غاز الهيليوم واليود المشع ومستلزمات المسح الذري.

وفيما يخص الأوبئة تطرق الناطق باسم وزارة الصحة إلى أنه تم تسجيل 131 ألفاً و528 حالة ملاريا مؤكّـدة مخبرياً، توفي منها 139 حالة، وكذا تسجيل 65 ألفاً و655 حالة داء كلب توفي منها 139 حالة، مؤكّـداً أن تحالف العدوان منع دخول المصل المخصص لعلاج حالات داء الكلب.

وبيّن أنه تم تسجيل ثمانية آلاف و51 حالة دفتيريا، توفي منها 516، بالإضافة إلى تسجيل 58 ألفاً و277 حالة إصابة بالحصبة توفي منها 461 حالة، بالإضافة إلى تدمير البنى التحتية للطرقات والجسور، مما أعاق وصول الحالات الحرجة إلى المرافق الصحية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com