الرويشان: العدو يقوّض الهُدنة واستمرار الضغط بالملف الإنساني لن يحقّق له أي مكسب
المسيرة | خاص
جدّدت صنعاءُ التأكيدَ على أن سلوك تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي يقوِّضُ اتّفاقَ الهُدنة التي تتعرَّضُ لخروقات يومية تصمت عنها الأمم المتحدة بشكل فاضح، وهو ما يمثل مؤشراً على أن العدوّ لا زال يعوِّلُ على استخدام المِلف الإنساني كورقة ضغط، الأمر الذي تجدِّدُ صنعاءَ التأكيد أَيْـضاً على أنه لن يحقّق أية نتيجة.
وقال نائب رئيس الوفد الوطني، الفريق جلال الرويشان، الثلاثاء، للمسيرة: إن “دول العدوان الأمريكي السعوديّ مُستمرّة بتقويض الهُدنة الإنسانية والعسكرية” التي تم إعلانُها بداية أبريل الفائت لمدة شهرين، والتي نصّت على فتح مطار صنعاء الدولي لرحلات تجارية محدودة وعدم اعتراض سفن الوقود القادمة إلى ميناء الحديدة، ووقف إطلاق النار في الجبهات، وهو ما لم تلتزم به دول العدوان.
وأشَارَ الفريق الرويشان إلى أن “فترةَ الهُدنة تكاد تنقضي بدون أن يلمس الشعب اليمني أي أثر لها في الجوانب الإنسانية”، في إشارة إلى استمرار إغلاق المطار وإصرار قوى العدوان على احتجاز سفن الوقود.
وفيما يخُصُّ الالتزامات العسكرية، أكّـد الرويشان أن “دولَ العدوان تخرِقُ الهُدنة بصورة يومية”، مُشيراً إلى أن الفرق بين الوضع سابقًا والوضع الآن هو أن قوى العدوان “استبدلت الطيران الحربي بالمسير”.
وكانت صنعاء أكّـدت خلال الفترة الماضية أن الطائرات المقاتلة بدون طيار التابعة لتحالف العدوان شنت عدة غارات على أكثر من منطقة.
وأوضح نائب رئيس الوفد الوطني أنه يتم إبلاغ مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، والمجتمع الدولي بتلك الخروقات بشكل متواصل.
وأبدت الأمم المتحدة انحيازاً كَبيراً إلى تحالف العدوان خلال الفترة الماضية من عمر الهُدنة، حَيثُ لا زالت تلتزم الصمت إزاء خروقاته المتصاعدة والمتنوعة في الميدان واستمراره بإغلاق مطار صنعاء، ومنع سفن الوقود من الوصول إلى ميناء الحديدة، وبدل إلزام تحالف العدوان بتنفيذ تعهداته، تتماهى الأمم المتحدة معه في محاولات الالتفاف على الاتّفاق وافتعال اشتراطات تعسفية جديدة.
مع ذلك، تترك صنعاء الباب مفتوحاً أمام أية جهود من شأنها أن تؤديَ إلى إنجاح “ما تبقى” من الهُدنة، برغم كُـلّ المؤشرات والدلائل السلبية.
وفي هذا السياق، أضاف الفريقُ الرويشان: “نأمل فيما تبقى من فترة الهُدنة أن تكون هناك جديةٌ ومصداقية من قبل تحالف دول العدوان بالالتزام بالشق الإنساني للاتّفاق”.
ويشير تعنُّتُ تحالف العدوان المُستمرّ فيما يخُصُّ مطارَ صنعاء وميناء الحديدة إلى إصرار سعوديّ أمريكي واضح على استخدام المِلف الإنساني كورقة ابتزاز وضغط ضد صنعاء لتحقيق مكاسبَ عسكرية وسياسية، وهو الأمر الذي سبق أن فشلت فيه الولاياتُ المتحدة والسعوديّة ومعهما الأمم المتحدة أَيْـضاً.
وأكّـد الفريق الرويشان في هذا السياق أن “استمرارَ الضغط بالمِلف الإنساني لن يحقّقَ لتحالف العدوان أيةَ أهداف عسكرية أَو أمنية”.
وحولَ مِلف السلام والحل السياسي، أوضح نائب رئيس الوفد الوطني أن “التفاوُضَ لوقف الحرب لن يجريَ إلا مع دول العدوان لكون العدوان خارجياً، والحل السياسي سيكون بين اليمنيين”، وأضاف: “هذا موقف صنعاء الثابت”.
ويحاولُ تحالُفُ العدوان الالتفافَ على هذا الموقف من خلال الاختباء وراء تشكيلة المرتزِقة الجديدة (ما يسمى بالمجلس الرئاسي) والتي يحاول أن يجعلها طرفاً رئيسياً في مفاوضات وقف الحرب لتقديم نفسه كوسيط سلام ولتكريس رواية “الحرب الأهلية” المضللة وهو الأمر الذي تتماهى معه الأمم المتحدة بشكل فاضح.
وأكّـد الرويشان أن لجوء السعوديّة إلى “إطلاق موقوفين يمنيين في المملكة تحت مسمى أسرى” هو جزء من “الحرب الدعائية” و”مواصلة للهرب من استحقاقات ملف الأسرى”.
وكان النظام السعوديّ قد أعلن قبل أَيَّـام الإفراجَ عن أكثر من 160 من “الأسرى” ليتضح لاحقاً أنهم مختطفون ومعتقلون لا علاقة لهم بالحرب، ما عدا خمسة فقط.
وكان بين المفرج عنهم أربعةُ صيادين اختطفتهم قواتُ العدوان من البحر الأحمر وقامت بتعذيبهم بطريقة وحشية، وذلك بعد أن نجوا من مجزرة مروَّعة.
وجاء ذلك بعد قيامِ صنعاء بالإفراج عن عدد من الأسرى في مبادرة أحادية، حَيثُ بدا واضحًا أن الرياضَ تحاولُ تضليلَ الرأي العام والتغطية على رفضها تنفيذ صفقة التبادل الأخيرة التي تم الاتّفاق على إبرامها.