قياداتُ وشعوبُ محور المقاومة: القدسُ هو المحور

المسيرة: متابعات

جدّد الأمينُ العام لحزب الله اللبناني، السيد حسن نصر الله، أمس الجمعة، تأكيدَ المعادلة الإقليمية بشأن القدس، وقال: “ندعو دول المنطقة إلى توجيه رسالة، مفادها أنّ زوال القدس والمقدسات يعني زوال إسرائيل”، مؤكّـداً ضرورة “مواجهة مسار التطبيع، وكل من يطبّع مع العدوّ يجب أن يُدان، وأن يُتَّخَذ منه الموقف الملائم، ومن أبشع النفاق، الذي يقال في هذه الأيّام، عندما تقف دول عربية وتقول إنّ العلاقات بإسرائيل هي لخدمة الشعب الفلسطيني”.

وفي كلمة له خلال احتفال بمناسبة يوم القدس العالمي، قال: إنّ “الشعب الفلسطيني هو اليوم أكثر أملاً وأشدّ يقيناً بالتحرير الآتي، لافتاً إلى أن تضحياتِ الشعب الفلسطيني يجب أن يُخاطب بها الضمير الإنساني، وضمير كُـلّ مسلم وحر في هذا العالم”، وأن هذه مناسبة للإضاءة على الصبر والاستعداد العاليَّين للتضحية والصمود الأُسطوري، والعمليات المذهلة التي ينفذها الفلسطينيون”.

وحذّر السيد نصر الله من أنّ “إيران قد تقدم على ضرب إسرائيل مباشرةً، ومقدمات هذا الأمر تكبر”، مشدّدًا على أنّ “مسألة فلسطين هي جزء من ديننا وإيمَـاننا وكرامتنا، ونحن أُمَّـة لا يمكن أن تتخلى عن إيمَـانها وعقيدتها ولا عن كرامتها”.

وأشَارَ السيد نصر الله إلى أنّ “أميركا وقادة الغرب والحركة الصهيونية وكل من تعامل معهم، عملوا؛ مِن أجلِ ترسيخ الكيان وتحويله إلى المفتاح في هذه المنطقة”، مُضيفاً أنّ “هؤلاء راهنوا على الوقت لينسى الفلسطينيون أرضهم، ولينسى العرب القضية، لكننا اليوم نؤكّـد أنّ مسار النسيان سقط”.

وتابع نصر الله “عندما نتحدث عن العمل والفعل، نقول إنّ سقوط مسارات النسيان والتيئيس والإنهاك شارك فيه كُـلّ من هو في مجال المقاومة”.

وأكّـد السيد نصر الله أنّ “الخط الجهادي العسكري أثبت أنّ إسرائيل تُقهَر وليست قدراً، وليست هي المتفوق بالمطلق، وألحقنا بها الهزيمة وراء الأُخرى”، متابعاً أنه “منذ عام حتى اليوم، تطورت مسارات المقاومين وحركات المقاومة التي يخشاها العدوّ، ويعمل على تفكيكها”.

وَأَضَـافَ الأمين العام لحزب الله أنّ “مسارَ العمليات الجهادية في داخل الأراضي المحتلّة عام 1948 وفي الضفة، وخُصُوصاً العمليات المنفردة، أحدث هزة عنيفة لدى الكيان”، مُضيفاً أنّ “العمليات المنفردة تمثّل تصاعداً نوعياً جِـدًّا في مسار المقاومة في فلسطين، وكشفت مستوى الأمن الهشّ والضعيف للكيان، وعجز الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن اكتشاف المجاهدين”.

ووجّه السيد نصر الله تهديداً إلى الاحتلال الإسرائيلي، بحيث خاطب الأخير قائلاً إنّه “خلال الأسابيع الماضية كانت تشكيلاتنا الجهادية تُجري مناورات صامتة”، مؤكّـداً أنه “عندما تبدأ المناورات الإسرائيلية نحن سنكون في أعلى الجاهزية، وأي خطأ أَو حماقة سيتم الرد عليها سريعاً ومباشرةً”.

وخرجت مسيرات حاشدة في عدد من المدن اللبنانية إحياء ليوم القدس العالمي والتأكيد على الجهوزية الشعبيّة لخوض معركة التحرير للأراضي المقدسة وكل شبر من فلسطين، وطرد المحتلّ الغاصب من المنطقة”.

 

حشودٌ كبيرةٌ في طهران إحياء ليوم القدس العالمي

من جهته، أثنى السيد علي خامنئي، بمناسبة يوم القدس العالمي، على حراك الفلسطينيين، متحدثاً عن “معادلة جديدة في المنطقة”.

وخرجت في عددٍ من المدن الإيرانية مسيرات حاشدة تأكيداً على أهميّة احياء يوم القدس العالمي ودوره في إعادة ضبط البوصلة تجاه العدوّ الحقيقي للأُمَّـة حيّا خلالها المرشد الإيراني، السيد الخامنئي، “الشبّان الشجعان والغيارى” الفلسطينيين، وقال إنّ الفلسطينيين جميعاً “يطالبون بمواجهة عسكرية مع الكيان الغاصب، وهذا يدل على جاهزيتهم للمعركة”.

وَأَضَـافَ السيد الخامنئي، أنّ “كل أَيَّـام السنة يجب أن تكون يوم القدس؛ لأَنَّها قلب فلسطين، وشعبها يُبدي صموده كُـلّ يوم”، مُشيراً إلى أنّه “في يوم القدس هذا العام، كُـلّ شيء ينبئ بمعادلة جديدة في المنطقة، وإنّ “الكيان الغاصب يتخبط في الساحتين السياسة والعسكرية”، وجُنّ جنونه أمام حراك مخيم جنين، بينما قُتل المئات في المخيم قبل أعوام”.

وأكّـد السيد الخامنئي أنّ “فلسطين بأجمعها تبدّلت إلى مسار المقاومة”، مشدّدًا على أنّه “لا يمكن الوصول إلى أي حَـلّ بعيدًا عن إرادَة الشعب الفلسطيني، وهذا يعني سقوط كُـلّ الاتّفاقات السابقة مع الاحتلال”.

وجدّد تأكيده أنّ “قوة المقاومة هي وحدها القادرة على حَـلّ أزمات الأُمَّــة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية”، لافتاً إلى أنّ “المقاومة تكافح الإرهاب العالمي، وتساعد الشعب اليمني في الحرب المفروضة عليه، وتصارع الاحتلال في فلسطين”.

وتوجّـه السيد خامنئي إلى الشعب الفلسطيني قائلاً: “يا أبناء فلسطين في الضفة الغربية وفي أراضي الـ48 وفي المخيمات، أنتم تشكّلون القسم الأكبر والأهم في المواجهة”، مؤكّـداً أنّ “إيران داعم ومساعد للمقاومة في فلسطين، وتدين التوجّـه الخياني للتطبيع مع إسرائيل”.

 

سوريا والبحرين على المسار

وفي سوريا،انطلقت في العاصمة السورية دمشق، أمس، مسيرةً حاشدةً من مدخل سوق الحميدية باتّجاه الجامع الأموي بمناسبة يوم القدس العالمي دعماً للشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاعتداءات الصهيونية، رفع المشاركون خلالها شعارات تؤكّـد على استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحتمية الانتصار على العدوّ الصهيوني وتحرير الأراضي العربية المحتلّة.

تلا ذلك عقدُ مهرجان مركزي بحضور شخصيات رسمية سورية وقيادات أحزاب وفصائل وقوى فلسطينية ورجال دين وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق، أكّـد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد في كلمة له أن القدس ستبقى هي المحور وبوصلة النضال الوطني والقومي والتحرّري وهي اليوم أقرب من أي وقت مضى مُشيراً إلى الترابط والتكامل في عمل ودور محور المقاومة الذي أعطى الأمل مجدّدًا للشعب الفلسطيني ومناضلي فصائل المقاومة الفلسطينية للاستمرار بنهج المقاومة لمواجهة الكيان الصهيوني.

وفي البحرين، خرج مئات البحرينيين خرجوا ليلًا في مسيرات حاشدة إحياءً ليوم القدس العالمي رُفعت خلالها الشعارات المؤيّدة للقضية الفلسطينية والرافضة لتطبيع آل خليفة مع العدوّ الصهيوني.

وشهدت أكثر من منطقة وبلدة مظاهرات شعبيّة، وأكّـد أهالي البلاد القديم وأبو صيبع وكرباباد في تحَرّكاتهم أنهم لن يتخلّوا عن خيار المقاومة ودعم القضية الفلسطينية.

وشدّد المتظاهرون على أن أهل البحرين وكلّ ذرّة تراب من بلدهم تتبرّأ من التطبيع والخيانة، وأنهم وفلسطين شعب واحد يتشاركون العداء لـ”إسرائيل”.

 

القدسُ ستبقى محور الصراع

قياداتُ حركات المقاومة الفلسطينية حاضرة وبقوة في مشهد يوم القدس العالمي، أمس الجمعة.

وقال رئيس المكتب السياسي في حركة “حماس”، إسماعيل هنية: إنّ “ذكرى يوم القدس العالمي هذا العام جاءت في ظل أحداث متسارعة تشهدها فلسطين والقدس والمسجد الأقصى”، مُضيفاً أنّ “الأحداث الأخيرة تؤكّـد طبيعة المشروع الصهيوني، القائم على احتلال الأرض وضرب الهُــوِيَّة وتفريغ الأرض من شعبها”.

ولفت إلى أنّ “المعادلة المحورية، التي يواجه الشعب الفلسطيني من خلالها الاحتلال، هي الشعب والمقاومة والهُــوِيَّة، والشعب الفلسطيني اتخذ القرار وتجاوز الجغرافيا. وهذا القرار هو خيار المقاومة؛ باعتبَارها الطريق الأقصر لتحرير فلسطين”.

وشدّد هنية على أنّ “المسجد الأقصى خط أحمر، والقدس دونها الرقاب”، مُضيفاً “أننا قلنا للجميع إن الصراع يمكن أن يتحول من صراع ثنائي بين شعبنا والعدوّ الإسرائيلي إلى صراع إقليمي وأوسع من ذلك”.

وفي بيان لها، أكّـدت حركة “حماس” أن “القدس ستبقى محور الصراع مع العدوّ، ولن تفلح جرائم الاحتلال في تنفيذ مخطّطات التهويد والتدنيس والتقسيم”.

وأشَارَ البيان إلى أهميّة هذه المناسبة “كونها تجدد عهد التضامن والدفاع عن مدينة القدس المحتلّة، وفتح الباب لمزيد من الدعم والمساندة وتعزيز صمود المقدسيين ورباطهم وجهادهم ضد آلة الحرب الصهيونية”.

ودعت حماس الأمتين العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى مزيد من الدعم والاحتضان والمساندة للشعب الفلسطيني، حتى تحرير الأرض وزوال الاحتلال.

بدورها، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالـ”مواقف الأمينة والصادقة في دعم فلسطين ومقاومتها وبالمشاركة الواسعة في إحياء فعاليات يوم القدس”، وعبّرت عن “بالغ اعتزازها وتقديرها للمواقف الأمينة والصادقة التي صدحت بها القياداتُ العربية والإسلامية في مختلف بلاد العالم الإسلامي؛ دعماً لفلسطين ومقاومة شعبها في يوم القدس العالمي”.

وأشادت الحركة بـ”المشاركة الجماهيرية والرسمية الواسعة في مسيرات إحياء يوم القدس”، مشيرةً إلى أنّ “تفاعل الشعوب الإسلامية في يوم القدس شكّل لطمة على وجوه المطبعين والمتحالفين مع العدوّ الصهيوني، وأعطى للمقاومة قوةً ودافعاً للعمل والصمود والجهاد”.

وأضافت الحركة أنها “على ثقة تامة بأنّ هذه المواقف ستتحول إلى برامج عمل لدعم المقاومة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني والاستعداد الدائم للتصدي للعدوان والإرهاب الصهيوني، وتحقيق مزيد من الانتصارات في صراعنا المفتوح مع العدوّ الصهيوني”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com