الشهيدُ المؤسّس وارتداداتُ النهج القرآني
الشيخ مصلح أبو شعر*
تحل علينا ذكرى استشهاد السيد المؤسّس حسين بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، وخلال هذه الذكرى نحلق في الأفاق التي صنعتها هذه الشخصية الاستثنائية على الصعيد اليمني والإقليمي والدولي بفكرها القرآني الخالص والشجاع.
ومن النهج القرآني الذي انطلق منه الشهيد القائد وَترجمه إلى محاضرات وخطب أعادت إحياء الوعي الصحيح للفرد والمجتمع، إلى الصرخة التي لخصت العناوين العريضة لهذا التحَرّك العملي لتجسيد مخرجات هذا الوعي على الميدان اليمني والإسلامي.
لقد أراد الشهيد أن تكون الصرخة تلك، سلاح وموقف، وهو شعار المشروع وعنوان التحَرّك، وعلى هذا النحو قدم الشهيد القائد المشروع القرآني وبطريقة سلمية وحضارية، وبما يعبر عن غضب الشعوب تجاه جرائم أمريكا وإسرائيل التي مثلت عناوين بارزة لتلك المرحلة في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها من بقاع العالم.
لقد سعى الشهيد المؤسّس إلى إحياء الأُمَّــة وَتحفيز حضورها بما يخرجها من حالة اللاموقف إلى الموقف والتعاطي بمسئولية تجاه المخاطر التي تحيط بها، مركزاً في ثورته التوعوية على أسس متينة وسليمة تبدأ من معرفة الله وعلاقتنا به وَولاية الله في الكون وأوليائه في الأرض، والتي تتعارض كليًّا مع أية ولاية للطغاة والمجرمين أيا كانوا، كما ركز على إفهام الناس حقائق الخلق والتكوين، وطبيعة الحياة في الدنيا والمهام المنوطة بالناس، وعلاقة ذلك بمصير الإنسان في الآخرة.
ومن منطلقات ذلك الوعي شرع الشهيد في بناء وعي حول الواقع والصراعات وتوصيفاتها القرآنية ومآلاتها المستقبلية، ووضع معالجات قرآنية عملية تنطلق من المفاهيم والحقائق وقيم الولاء والعداء التي جاء بها القرآن الكريم، ومن خلالها اتضح أمامنا الخيارات، فإما أن يتحَرّك الناس موالين لليهود ولأمريكا، أَو تكون ولايتهم لله ولرسوله ولمن أهلهم الله للولاية.
اليوم نحن نشهد مفاعيل هذا النهج في الحالة اليمنية وَالذي استنفر ضده العالم بمشرقه ومغربه، والتحَرّك الذي كشف عن مصداقية الخطاب الذي قدمه الشهيد، وفيه تجلى الصمود اليمني بأبهى صوره، كما تعرت المواقف والاتّجاهات وَتمايزت الولاءات إلى معسكرين بلا ضبابية ولا غموض، معسكر أمريكا وإسرائيل، ومعسكر أولياء الله من أحرار الأُمَّــة بكافة أطيافهم وَطوائفهم.
* عضو مجلس الشورى