الأمم المتحدة تدين قصف السجن الاحتياطي بصعدة وتؤكّـد أنها أسوأ حادثة ضد المدنيين منذ 3 سنوات

فريق أممي يزور مسرح الجريمة في صعدة ويشاهد هول المأساة

بيان مشترك للمبعوث الأممي ومنسق الشؤون الإنسانية باليمن يؤكّـد استهداف العدوان للمستشفيات والبنية التحتية للاتصالات

 

المسيرة – خاص

اعترفت الأممُ المتحدة، بحجم الكارثة التي حَلَّت بالمدنيين جراء القصف المتوحِّش الذي طال السجنَ الاحتياطي بمحافظة صعدة قبل أَيَّـام، وأسفر عن استشهاد 91 من نزلاء السجن وإصابة المئات بجروح متفاوتة، بعضهم حالته خطيرة جِـدًّا.

وقال بيان مشترك للمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، والمنسق المقيم للشؤون الإنسانية باليمن ديفيد غريسلي: “نحن قلقون إزاء دوامة العنف المتصاعدة في اليمن التي تستمر في الإضرار بالمدنيين، ومن المؤكّـد أن شهر يناير سيحطم الأرقام القياسية فيما يتعلق بعدد الضحايا المدنيين”.

وَأَضَـافَ البيان بالقول: “نكرّر إدانة الأمين العام للأمم المتحدة للغارات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعوديّة يوم 21 يناير على أحد السجون في صعدة، حَيثُ كان يتم احتجاز المهاجرين أيضًا”، لقد أسفرت هذه الغارات عن مقتل ما لا يقل عن 91 محتجزًا وسقوط 226 جريحاً، تُعتبر هذه أسوأ حادثة، من حَيثُ عدد الضحايا المدنيين في اليمن منذ ثلاث سنوات.

وواصل البيان قائلاً: “في الأسابيع الأخيرة، أصابت الغارات الجوية والصواريخ مستشفيات، وبنية تحتية للاتصالات، ومطارات، ومرافق للمياه، ومدرسة، وتسببت أَيْـضاً في وقوع ضحايا مدنيين وفي الإضرار بالبنية التحتية المدنية”.

وقال: إن الأمم المتحدة على تواصل مع جميع الجهات لبحث الخيارات لتحقيق خفض التصعيد والبدء في حوار جامع يهدُف إلى الوصول إلى حَـلّ سياسي عن طريق التفاوض ينهي النزاع بشكل شامل.

ويأتي هذا التنديد بعد زيارة فريق من منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن، أمس الثلاثاء، محافظة صعدة للوقوف على مسرح جريمة تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بحق المئات من المحتجزين في السجن الاحتياطي بصعدة.

وتفقد الفريق الأممي الذي يمثل منظمات الأوتشا ومكتب الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأغذية العالمي والصحة العالمية واليونيسف وحقوق الإنسان والهجرة الدولية ومفوضية اللاجئين، حجم الأضرار بالسجن الاحتياطي ومجزرة العدوان بحق نزلاء السجن الذي راح ضحيته 91 شهيداً و236 جريحاً، كما اطلعوا على أحوال الجرحى في أقسام العظام والحروق والعناية المركزة بهيئة المستشفى الجمهوري بصعدة، واستمعوا من الجرحى إلى شرح عن وحشية العدوان في استهداف عنابر السجن ومعاناتهم نتيجة الغارات على السجن وقلة الإمْكَانات والمعدات لإنقاذهم.

وتطرق الفريق الأممي ومعهم ووزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل، ومحافظ صعدة محمد عوض، وأمين عام المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية عبد المحسن طاووس، إلى حجم الضغط الذي يواجه المستشفى واحتياجاته من المستلزمات الطبية والعلاجية، والجهود المبذولة للتغلب عليها، خَاصَّة في ظل شحة الأدوية والمستلزمات الطبية الخَاصَّة بالحروق.

وطالب الدكتور طه المتوكل، وزير الصحة، من الفريق الأممي الزائر، بتوسعة الطوارئ بهيئة المستشفى الجمهوري بصعدة والعنايات المركزة والعمليات والعمل على توفير الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيداً بتواجد الفريق في المحافظة للاطلاع عن كثب على جريمة العدوان بالسجن الاحتياطي وحجم الضغط على القطاع الصحي في المحافظة لنقل صورة متكاملة، عن المعاناة وما يتطلب ذلك من مساندة المنظمات التي يمثلونها في دعم القطاع الصحي، نظراً لعدم السماح بدخولها؛ بسَببِ استمرار الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي.

وفي السياق، أشاد محافظ صعدة بزيارة شركاء العمل الإنساني في اليمن لمسرح الجريمة والاطلاع على الوضع الصحي بالمستشفى الجمهوري الذي يفتقر لأبسط الإمْكَانيات، معرباً عن أمله في تقديم المساعدات الإنسانية وتوفير احتياجات المستشفى الذي يقدّم خدماته لأكثر من محافظة.

بدوره، أشار أمين عام مجلس الشؤون الإنسانية إلى أنه تم اطلاع المنظمات الأممية والدولية على حجم المجزرة التي ارتكبها تحالف العدوان بحق نزلاء السجن، حاثًّا المنظمات الدولية إلى الاضطلاع بدورها في تلبية احتياجات القطاع الصحي في صعدة خَاصَّة المستشفى الجمهوري وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com