في روضات الشهداء

 

رويدا البعداني

تستطيبُ روحي، ويهدأ خافقي، وتستريح ركابي، ويأنس فؤادي العليل من هموم الدنيا وأتراحها ما إن تطأ قدماي روضات الشهداء، استقرار نفسي يكللُني، وسمو روحي يغشاني وأنا أصولُ وأجول بين أضرحة الشهداء، وأمعنُ في قراءة أسمائهم المألوفة لي، أتذكرُ مآثرهم الجمة في الدنيا، وأغبط ما هم عليه من الكرامة السَّامية والراحة الأبدِية.

استذكرُ على حين غرة أحاديث أخي المجاهد العبقة برياحين الجهاد وعبير الشهادة فما يزيدني ذلك إلا عزوفاً عن الدنيا، وقتذاك لا أرجو من الله سوى أن يرزقني الشهادة، ليس لأني أكره الحياة كليًّا، وإنما أُريد لهذه الروح المتعطشة أن تحلق في سماوات الفضيلة، بجوار من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والصالحين وحسن أُولئك رفيقا.

فيا أيُّها الباني كرامات الأوطان وعز الرِّجال، والمفدِّي بروحه الأجيال، أيها المُكرَّمُ من الله تعالى، حَيثُ يُشفِّعُكَ الربُّ جلَّ وعلا في سبعينِ من أقربائك، أرأيتَ كم لك من الفضلِ والحظوةِ والكرامةِ والتكريم.

أيُّها الجواد وها قد جُدت بنفسك ولعمري ما أعظمَ قول الشَّاعر (والجودُ بالنفس أقصى غاية الجود) نَمْ طيّب الثَّرى، وذكرك يعانق الثُّريا وهاماتنا بك عالية. والملتقى الفردوس برحمة الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com