على أبواب الذكرى السنوية للشهيد

 

سند الصيادي

إلى تلك الأرواح التي استشهدت في معترك الشرف، وفي مواقع المجد والفخار؛ دفاعًا عن الحرية والاستقلال، وَباتت في جنة الخلد تلاقي جزاءها الأوفى من نعيم أبدي، وذلك أجر الشهداء الأبرار في سبيل الله والوطن.

إلى أجسادهم التي أمطرت عبير دماء سقط في حضن التراب فأحاله حقولاً من سنابل لأبناء هذه الأرض وَصفائحَ من بارود تحت أقدام الأجانب وَأذنابهم.

إلى أرواحهم التي تشبَّعت بالهداية الإلهية، ومن بين سطورِ الملازم لمحت الطريق، قبل أن تحتضنَها السماءُ وَبرعدها أمطرت فيضَ عطاء ومكارم لا تزالُ تَحُفُّ دُروبَ المسيرة بالعناية والمدد والتأييد.

دماؤكم أيها العظماءُ لحنٌ على وتر الحياة، لا هدرَ فيه ولا مجالَ للنقاش على عظمته، هي سيلٌ من الانتصارات من وريد الخلد إلى نشوة الحياة.

من الشهيد البدر ورفاقه وحتى آخر شهيد ارتقى إلى الله، رضوانُ الله وأبرك تحياته على أرواحكم الطاهرة الزكية وأنفسكم الكريمة التي ذهبت إلى ربها راضيةً مرضيًّا عنها، تلتمس إمدَاد إخوتها المجاهدين، الذائدين عن الوطن والدين، بتأييده ونصره الذي وعد به عباده المتقين الصابرين.

في ذكراكم السنوية نتوقف في مقام العطاء الذي انسكب على هذا التراب، نتأمَّل إرادَةَ القدرة الإلهية في أن تنبت من دمائكم غراسَ الحرية والاستقلال، نلمس فضائلَ، نزفكم في وجوه الأطفال والنساء، في الأسواق وعلى الطرقات وهم ينعمون بأمان العيش وَكرامة الذات، كما نرى أثرَ ما صنعتموه في عزيمة الرجال وَقوافل المدد، وبات وراءَكم شعبٌ يهز رايةَ المجد والظفر بيمينه في وجوه أعدائه العديدين المتكالبين عليه.

سقياً لهذه الأرض التي أخرجت من جَوفها قومًا لا يعرفون خَوْرَ العزيمة، ولا يتطرق اليأس إلى قلوبهم، وجديرٌ بأبنائها البرَرَةِ الشجعان أن يفدوا استقلالَها بالنفس والنفيس.

فإلى أرواح أُولئك الشهداء الأتقياء نقدّمُ العهدَ بالوفاء وباللِّحاق في ركبهم المبارك، وفي ذكراهم السنوية نزف هذه الكلمات تخليدًا لذكراهم العَبِقَة المجيدة، هم الأحياءُ فينا وَأنشودة الحرية والاستقلال الخالدة التي يجب أن تترنمَ بها ألسنةُ الأحرار في العالمين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com