غياهبُ الأسر

 

خلود خالد الحوثي

في غياهبِ الأسر أحرارٌ عظماءُ، أخيار أتقياء صادقون، رماهم ثلة من المرتزِقة الحقراء، دون رحمة أَو عطف بل بكل طغيان وجبروت، رموهم إلى أشر أنياب نجسة، إلى قلوب متحجرة، إلى ضمائر قاسية، لم ترحم خيرة شباب العالم، هناك مؤمنون ربيون سُجِنوا في زنازين الطغيان الجبابرة، هناك أسرانا الذي ظلموا بين أيدي حثالة الأرض الذين بذلوا أرواحهم ودافعوا عنها، في عصر لا يرحم فيه العدوّ النفس المؤمنة، ولا يرحم فيه الطاغي الإنسان الصابر، ولكن هناك! نعم، هناك من هو أرحم بهم من خلائق الكون، أرحم بهم أعظم من رحمة الأم للجنين، رحيم عظيم قادر معين لهم على معاناة تلك السجون المظلمة المليئة بشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي.. أناس يدعون الإنسانية وهم أبعد من الشمس عن الإنسانية، أين وعود من يسمون أنفسهم منظمات الحقوق الإنسانية، ماذا بكم؟!

هل نسيتم وعودَكم بملف الأسرى الذي وعدتم به في مؤتمراتكم؟!، إنهم أصحابُ الوعود الكاذبة، وعود نطق بها واكتتبها مجموعة من كوكتيل الكذب والظلم والجبروت، فقد قال تعالى في محكم كتابه (أُولئك هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) من سورة البينة.

أنتم أشر الخلق بأفعالكم القذرة التي لا تحمل أية إنسانية أَو رحمة بل أنتم من سعيتم حتى وصلتم إلى أقسى القلوب البشرية، قلوب لا يسكنها إلا التعطش إلى الدماء، والتعذيب والقتل والتمثيل بجثث طاهرة كما قال تعالى في محكم كتابه (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَو أَشَدُّ قَسْوَةً) من سورة البقرة- آية (74).

أنتم يا من تؤلمون أسرانا بالتعذيب البشع لكن أسرانا لا يتألمون أتعلمون لماذا؟؛ لأَنَّ الله عز وجل معهم هو من يخفف عليهم عذاب البشر؛ لأَنَّهم خرجوا في سبيله كما خفّف عن نبي الله إبراهيم لهيبَ النار، فو الله إنكم سوف تلاقون عذابَ النار بما كسبت تلك الأيادي النجسة الظالمة بتعذيب الأطهار الأتقياء من الأسرى كم قال تعالى في محكم كتابه (وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) من سورة البقرة- آية (74).

ولكن دعونا نكشف الستار عن طغيانكم مع أسرانا وعلى عطف وحنان مجاهدينا تجاه أسراكم.

نحن قلوبنا هي من أطلق عليها نبينا بألين أفئدة نكرم أسراكم يعيشون بيننا كالإخوة حتى يأتيَ اليوم الذي نتبادل به الأسرى، وبرغم كُـلّ ما يلاقيه أسرانا منكم فَـإنَّهم يعودون من عندكم وكلهم شوق وحنين إلى ميادين القتال؛ لكي ينكلوا بكم يا أعداء الخلق في مواطن المواجهة والاستبسال.

أظهروا رجولتكم في ميادين البطولة والعزة والشرف أما في سجونكم فليست رجولة أبداً، بل هي كُـلّ معاني الحقارة والجبن والنذالة.

إلى هنا ويكفي يا أمم الشر والبغي أسرانا ليسوا لُعبةً في أيديكم؛ لكي تنفث فيهم هزائمكم وذل أسيادكم عند أقدام المجاهدين العظماء.

توقفوا عن إجرامكم بحق الأسرى توقفوا فو الله لن تجدوا منا إلا الصمود والاستمرار في قتالكم حتى يأذن الله لنا بالنصر والفتح المبين والتحرير للأسرى وبقوة الله ونصره فَـإنَّ ذلك اليوم قريب بإذن من الرحمن الرحيم القدير العزيز الحكيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com