مبادرة القائد واستراتيجيات صنعاء بيّنت الحريص على الأرواح وفضحت رعاة الحرب ومرتكبي الجرائم وساسة التجويع

 

المسيرة: نوح جلاس

مع استمرار تقدُّمِ أبطالِ الجيش واللجان الشعبيّة المتسارعِ نحوَ مدينة مَأربَ -آخر معاقل حزب “الإصلاح”- يزدادُ القلقُ الأمريكي والاستنفارُ في صفوف واشنطن وحلفائها، وقد تبين ذلك في الزيارة الأخيرة للمبعوث الأمريكي، تيم ليندركينغ، إلى المنطقةِ على أعقابِ الانهيار المتسارع في صفوف مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ، في حين اعترف الأخيرُ أن تقدم القوات المسلحة اليمنية في مَأرب يقض مضاجع الولايات المتحدة، وهو ما يكشف مجدّدًا الاصطفافَ الكبير والوثيق بين العدوان وأدواته من جهة، وأمريكا من جهة أُخرى.

المبعوث الأمريكي هذه المرة، جرّب استخدامَ استمالات عاطفية في تحذيراته من تحرير مَأرب ودحر أدوات العدوان منها، محاولاً إظهار القلق الأمريكي بأنه بعيدٌ عن السقوط الاستراتيجي والخسارة الفادحة التي ستُمنى بها واشطن فور تحرير المدينة، وزعم ليندر كينغ أن تحرير مَأرب يشكل عقبة كبيرة أمام “السلام”، وهي دعايات تظهر عند الخسائر المتتابعة لأدوات العدوان في مَأرب، وتختفي عندما يصعّدون ضد صنعاء أَو المدنيين في صعدة، في حين زعم أن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة يشكلون خطراً على حياة سكان المناطق التي يحرّرونها، غير أن كُـلّ هذه الاستمالات لم تعد مجدية بالنسبة لأمريكا وأدواتها، لا سيما أن الأحداث التي جاءت في البيضاء -قرب عيد الأضحى- والتصعيد على صنعاء وصعدة أثبتت زيف ادِّعاءات السلام الأمريكية، وبددت الجانب الأيمن من مزاعم ليندر كينغ، فيما بددت قبائل مَأرب الشق الآخر من أكاذيبه وأكّـدت أن تحرير المحافظة يصب في صالح أبنائها وأمنهم واستقرارهم ووضعهم المعيشي، وليس كما يدّعي المبعوث الذي جاء في مهمة رسمية لإنقاذ العدوان وأدواته من السقوط الحتمي في مَأرب، بعيدًا عن أية شعارات رنانة أَو عناوين مخادعة.

 

الحديث الأمريكي عن الإنسانية في مهب ريح مشايخ مَأرب:

ليندر كينغ حوّل أسبابَ القلق الأمريكي الحقيقية من تحرير مَأرب، إلى جانبين زائفين يحاول من خلالها قلب الحقيقة، وادعى أن أرواح المدنيين وعجلة السلام هما السببان اللذان يقلقان واشنطن من تقدم الجيش واللجان الشعبيّة، غير أن أحرار مَأرب وقبائلها الأبية سبقوا المبعوث الأمريكي وبددوا كُـلّ ما يأفكه وتأفكه الولاياتُ المتحدة والمملكة المتحدة والإمارات المتحدة، وأخيرًا الأمم المتحدة، وكل شيء متحدٌ لقتل اليمنيين واحتلال بلدهم ونهب ثرواتهم.

مبعوث واشنطن قال في مقابلة له مع “الشرق الأوسط” السعوديّة: “إن هجمات الحوثيين على مأرب تقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال الصغار، وتعرّض أكثر من مليون يمني نازح داخلياً لخطر جسيم”، في المقابل تناسى كُـلّ الجرائم التي يتعرض لها اليمنيون جراء العدوان والحصار، وذلك بشهادات دولية وأممية وتقارير الخبراء الدوليون -الذين عملت واشنطن على إخراجهم من اليمن لطمس آثار الجرائم والمجازر- وهو الأمر الذي يكشف مجدّدًا أحد جوانب زيف الشعارات الأمريكية، فضلاً عن ما تشهده المناطق المحرّرة في مَأرب من استقرار وأمن خلاف ما كانت عليه قبل دحر أدوات العدوان منها.

ومع تخصيص المبعوث الأمريكي لمديرية العبدية بالذكر وقال: “تعد الإجراءات الحوثية الأخيرة في مديرية العبدية أحدث مثال على تجاهل الحوثيين الصارخ لحماية المدنيين”، وفي هذا الجانب تفند قبائلُ العبدية بمَأرب وأبناؤها ووجهاؤها مزاعمَ ليندر كينغ، حَيثُ تحدث العشرات منهم لصحيفة المسيرة، مؤكّـدين حرص أبطال الجيش واللجان الشعبيّة على أبناء المناطق والمديريات المحرّرة.

الشيخ ناصر العمري -أحد أبرز مشايخ العبدية- يؤكّـد في تصريح للمسيرة أن أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والقيادة السياسية والقبائل في المحافظات الحرة، قدموا نموذجاً صادقاً وعكسوا حقيقة ما يتحلون به من أخلاق عالية وقيم ومبادئ عرف بها اليمنيون منذ القدم.

وأشَارَ إلى عودة الأمن والاستقرار إلى العبدية وكل المناطق المحرّرة.

من جهته، ينوّه الشيخ علي حسين الثابتي -أحد أبرز مشايخ العبدية- إلى أن العدوان والمرتزِقة “كانوا يقولون لنا إن أنصار الله مجوس وإرهابيون وسيعذبونكم وينتهكون حقوقكم ويهينون كرامتكم، وكانوا يقولون إن أنصار الله محرِّفون في القرآن واثنا عشرية”، مُضيفاً “دخل الجيش واللجان الشعبيّة العبدية وطردوا مقاتلي “الإصلاح” ولم نجد شيئاً من التعبئة الخاطئة ووجدنا السلام والسلم والاستقرار”.

ويؤكّـد الشيخ الثابتي سموَّ الأخلاق التي يتحلَّى بها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والقبائل الأبية المساندة لهم، وعدالة القيادة الثورية والسياسية، فيما يقول الشيخ أحمد العامري: “دخل أنصار الله عندنا في العبدية وتلاشت كُـلّ أكاذيب التحالف”.

أما الشيخ أحمد الثابتي -أبرز مشايخ العبديَّة- فيؤكّـدُ بمناشدته “أقول لمن تبقى من المغرر بهم من أبناء مَأرب، نحن وجدنا الصدق والأمانة والود والحفاوة وكل القيم النبيلة عندما التقينا بالجيش وأنصار الله وأبناء وقبائل صنعاء”، داعياً كُـلّ المغرر بهم ومرتزِقة العدوان إلى العدول عن موقفهم والالتحاق بصفوف مواجهة العدوان.

أما قبائل الجوبة فقد احتشدوا، أمس الأول، في لقاء قبلي واسع وأكّـدوا وقوفهم إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة المرابطين في الجبهات حتى تحرير كامل مناطق المحافظة من دنس الغزاة والمعتدين، وهو ما يوحي بابتهاج أبناء مَأرب بمعركة التحرير والتحرّر، في حين بارك قبائل ومشايخ الجوبة انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مواجهة قوى العدوان والارتزاق وتحرير المديرية وغالبية مديريات المحافظة.

وثمّن مشايخُ ووجهاء الجوبة حسن تعامل الجيش واللجان الشعبيّة مع أبناء المناطق المحرّرة وحفاظهم على الأمن والاستقرار والممتلكات العامة والخَاصَّة ومبادرات العفو عن الأسرى والمغرر بهم من أبناء المديريات المحرّرة التي وجه بها قائد الثورة، عكس ما يدعيه ليندر كينغ ويحاول من خلاله تشتيت الانظار عن علاقة تحرير مَأرب بالمصالح الأمريكية البريطانية.

كما أشادوا بجهود السلطة المحلية في تطبيع الأوضاع في المديريات المحرّرة وتشغيل المرافق والمشاريع الخدمية، وهنا شهادة أُخرى على قداسة التحرير وفداحة وفظاعة الاحتلال والتحَرّكات الأمريكية المشبوهة.

 

مزاعمُ السلام وأهلُه الحقيقيون.. أبناءُ مَأرب الحَكَمُ:

أما في الجانب الآخر من حديث المبعوث الأمريكي عن دعايات السلام، والتي قال فيها: “لا أزال أسمع باستمرار اليمنيين ينادون بالسلام، ولا يمكن للحوثيين تجاهل أصوات الناس المطالبين بوقف هذا العنف، هذه لحظة حاسمة بالنسبة إلى الحوثيين لإثبات أنهم يريدون حقاً السلام والأمن والاستقرار، ومستقبلاً مزدهراً لليمنيين”، وهنا قفز ليندر كينغ من فوق مبادرة قائد الثورة بشأن السلام في مَأرب وما سبقها من حلول شاملة للسلام قدمتها صنعاء ورفضتها قوى العدوان، علاوةً على تجاهله للتصعيد الأمريكي السعوديّ في البيضاء في شهر يوليو الماضي والتصعيد على صنعاء منتصف أُكتوبر المنصرم ولم يذكر حينها أي عنوان للسلام، حَيثُ كانت واشنطن تظن أنها ستتجاوز خطتها المخادعة -المتمثلة في دعايات السلام- بالحصول على مكاسب عسكرية وجغرافية تجعل رضوخ تحالف العدوان للسلام أمراً مستبعداً، وتقرب لها مسألة استسلام الطرف الوطني المقاوم.

وما تزعمه الولايات المتحدة ومبعوثها في موضوع السلام وعلاقته بوقف المعارك في مَأرب، تفنده شهادات ما قدمه الطرف الوطني للوساطة العمانية، وما قدمته صنعاء في وثيقة الحل الشامل، وأخيرًا ترد قبائل مَأرب بنفسها على المناورات الأمريكية المتواصلة على طريق توظيف “السلام”.

قبائل مَأرب أكّـدوا في وقت سابق أن مبادرة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بشأن مَأرب “صادقة ومنصفة وتهدف إلى حقن الدماء وصون الأعراض والحقوق”، ويعتبر رفضُها من قبل العدوان وأدواته ورعاته إعلانَ حربٍ متواصلاً.

وقد أعلنت قبائل محافظة مأرب، في مؤتمر صحفي الشهر الفائت، ترحيبها بالمبادرة التي قدمها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بشأن تجنيب مدينة مأرب تداعيات الحرب، وذلك بعد تواصلات مكثّـفة شملت العديد من كبار المشايخ والوجهاء المتواجدين داخل المحافظة وفي العاصمة صنعاء وفي خارج الوطن، والذين رأوا في المبادرة حلًّا عادلًا ومصلحة لأبناء مأرب بشكل خاص وللشعب اليمني بشكل عام، الأمر الذي يجدد التأكيد على جدية صنعاء وحرصها على إحلال السلام الفعلي على الأرض، في الوقت الذي تواصل فيه قوى العدوان ومرتزِقتها التعنت والتمسك بخيارات الحرب كاشفة عن زيف كُـلّ دعاياتها وشعاراتها “الإنسانية” التي تستخدمها لتبرير استمرار احتلال المحافظة ونهب ثرواتها والتنكيل بأبنائها.

الإعلان عن الترحيب بمبادرة قائد الثورة جاء خلال إعلان بيان ذلك المؤتمر، بحضور الشيخ حسين حازب وزير التعليم العالي بحكومة الإنقاذ، والذي كان له دور بارز في التواصل مع وجهاء مأرب طيلة الفترة الماضية لبحث ومناقشة المبادرة معهم.

وجاء في بيان الترحيب بالمبادرة أنها: “أوجدت حراكاً واسعاً في أوساط قبائل مأرب منذ الإعلان عنها، وقدمت تنازلات كبيرة لأجل اليمن ووضعت أبناء المحافظة كلهم أمام مسؤولية كبيرة”، وهذا أحد الردود على الدعايات الأمريكية متعددة الأشكال والأساليب.

وَأَضَـافَ البيان أن “المبادرة تضمن إيقاف نزيف الدماء والاحتراب”، وهو ما ينسف الدعايات التي عمل تحالف العدوان ورعاته الغربيون على إثارتها طيلة الفترة الماضية والتي حاولوا من خلالها إثارة الرأي العام ضد صنعاء بتصوير العمليات العسكرية للجيش واللجان والقبائل كعمليات “عدائية” ضد أبناء مأرب.

وأوضح البيان أن الإعلان عن الترحيب بالمبادرة يأتي بعد تواصل مكثّـف بين مشايخ المحافظة داخل مأرب وفي صنعاء وفي عواصم خارجية، وهذا التواصل يكشف بوضوح إدراك القبائل لجدية المبادرة، ويترجم الانسجام المنطقي بين بنودها وبين المصلحة العامة التي ينشدها جميع أبناء المحافظة، بغض النظر عن أية اختلافات سياسية، وهو ما يبرز مجدّدًا حقيقة تعامل صنعاء مع معركة مأرب كمعركة ضد المحتلّ والعصابات الإجرامية الدخيلة على المحافظة، وليس ضد أبناء مأرب كما يزعم تحالف العدوان ورعاته في الغرب.

ويمثل هذا إعلاناً صريحاً من قبل مشايخ مأرب عن “إقامة الحجّـة” وإتمامها على قوى العدوان ومرتزِقتها الذين رفضوا طيلة الفترة الماضية التعاطي مع المبادرة لتجنيب مدينة مأرب وبقية المناطق التي يتمركزون فيها داخل المحافظة تداعيات الحرب.

وهنا شهادة حية تؤكّـد استمرار المبدأ الثابت لدى صنعاء بشأن السلام، حَيثُ أكّـد مشايخ العبدية بمَأرب في زيارتهم الأخيرة لصنعاء أن جميع أبناء محافظتهم ينشُدُون السلام، وليس الرضوخ والاستسلام لواقع النهب والإذلال والسلب والامتهان الذي تمارسه قوى العدوان ومرتزِقتها في مناطق مَأرب المحتلّة.

الشيخ أحمد الثابتي -أبرز مشايخ العبديَّة- يقول: “إن على جميع أبناء مَأرب ومشايخها مد يد السلام والإخاء ونزع نظرة العداوة والبغضاء التي غرسها العدوان ومرتزِقته”.

فيما يتحدث الشيخ محمد حسين الثابتي للمسيرة “أقول إلى كُـلّ من يتواجد في مدينة مَأرب وهذا ليس للدعايات، إننا ندعو إلى مد يد السلم لمعرفة حقيقة إخواننا الأحرار”.

ويضيف: “الذي يقول إن الانتقام موجود هذا غير وارد، ونحن قبائل العبدية الزائرين لصنعاء ننفي هذا الخبر، ورأينا حسن الضيافة والتسامح والتصالح”.

وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام، أعلن عن تفاصيل المبادرة في أغسطُس الماضي، بعد تقديمها للوساطة العمانية التي زارت صنعاء، حَيثُ تضمنت تسع نقاط هي: تشكيل إدارة مشتركة من أبناء مأرب لقيادة المحافظة بدون أية تدخلات خارجية، وتشكيل قوة أمنية مشتركة من أبناء المحافظة أَيْـضاً مع إخراج كُـلّ القوات الأجنبية، وإخلاء المحافظة من عناصر “القاعدة” و”داعش”، والالتزام بحصص المحافظات من الغاز والنفط وضمان إيصالها، وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب صافر-رأس عيسي واستئناف ضخ النفط وإصلاح محطة الكهرباء الغازية وإيداع إيرادات المحافظة في حساب خاص للرواتب والجوانب الإنسانية مع إعطاء أولوية للمحافظة، إلى جانب ضمان أمن وحرية التنقل في المحافظة وإطلاق المختطفين المسافرين، والإفراج عن كُـلّ المخطوفين من أبناء المحافظة، وضمان حرية جميع أبناء مأرب وسلامتهم وتعويض المتضررين منهم، وأخيرًا، عودة المهجَّرين والنازحين من أبناء المحافظة إلى مناطقهم، وجميعها شروطاً تعطي الامتيَازات لأبناء الشعب اليمني دون تحديد أي طرق سياسي، فضلاً عن إنصاف أهالي مَأرب، وهو ما يؤكّـد أن رفضها من قبل أمريكا وأدواتها في تحالف العدوان، يعتبر حرباً؛ مِن أجلِ المصالح الأمريكية السعوديّة، ويبدد كُـلَّ دعايات واشنطن وأكاذيبها المتكرّرة، والتي تؤكّـد أنها لم تعد تستحي من تكرار انكشاف “فضائحها”، فيما يؤكّـد حديث وبيان مشايخ مَأرب الالتفاف الشعبي والقبلي الواسع في المحافظة حول المبادرة، وعدم جدوائية صولات وجولات ليندر كينغ.

 

عودة الابتزاز الأمريكي يحيي روح مقاومة أحرار مَأرب للاحتلال:

ومع هذا وذاك، يتبين للجميع أن رحلة ليندركينغ الأخيرة في السعوديّة، لا تتجاوزُ الابتزاز المتواصل بالملفات الإنسانية وتجيير جهود السلام ومضامينه لصالح المصالح الأمريكية، حَيثُ تابع المبعوث الأمريكي في حديثه لـ”الشرق الأوسط” أن واشنطن ستواصل “النظر في تصنيف أفراد وكيانات الحوثيين وغيرهم، ممن يموّلون عدم الاستقرار في اليمن إذَا اقتضت الحاجة”، وهنا توحي عبارة “اذا اقتضت الحاجة” بالأُسلُـوب الأمريكي المتواصل، والقائم على الابتزاز عند أية محطة ترى واشنطن قرب سقوطها وتهاويها.

وكرّر ليندركينع حديثه بشأن هذه النقطة، وقال: “سنواصل متابعة تصنيف الأفراد والكيانات التي تعزز عدم الاستقرار”، ليؤكّـد الإصرار الأمريكي على الابتزاز وإعادة “تفعيل” ورقة الحصار وسياسة التجويع بشكل أكبر مما هو حاصل، غير أن المبعوث الأمريكي بدا غيرَ واثق من قدرة واشطن على وقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبيّة باتّجاه مَأرب، وأشَارَ إلى أن الحل “سيستغرق جهودَ المجتمع الدولي المشتركة”.

ورداً على الابتزاز الأمريكي، يؤكّـد الشيخ سالم العواضي -أحد مشايخ العبدية- رفض قبائل وأبناء المديرية لكل أساليب التفرقة والتجزئة بين أبناء اليمن، منوِّهًا إلى الرفض الكبير لكل غازٍ ومحتلّ وأجنبي يحاول تدنيس اليمن وإخضاع أبناءه”

ويقول الشيخ العواضي للمسيرة: “حاضرون للدفاع عن بلدنا وأرضنا وعرضنا من العدوّ الحقيقي، ومستعدون للدفع بشبابنا ونحن معهم للدفاع عن كرامتنا”.

واختتم الشيخ العواضي حديثه بالقول: “أتوجّـه بالنصح إلى إخواني من أبناء عبيدة وكل من تضمه محافظة مَأرب بالعودة إلى حضن الوطن، ودعم معركة التحرير للتخلص مما شفناه وشافوه في ظل سيطرة أعدائنا على أرضنا وثرواتنا، وإزاحة الظلم والاستبداد الذي مارسوه ويمارسونه بحق كُـلّ أبناء مَأرب الذين ما زالوا في المناطق التي يسيطر عليها أعداؤنا”.

ومع تمحور الصف الوطني من داخل مَأرب وخارجها حول تحقيق السلام الحقيقي القائم على دحر الغزاة والمحتلّين وإخراج الإجراميين، بدت واشنطن على موعد مع هزيمة جديدة قد تختتم بها سلسلة صولاتها وجولاتها بشأن حماية سيطرتها هي وأدواتها على مَأرب، لا سيما مع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من آخر معاقل الاحتلال في المدينة، وبروز مؤشرات فشل ليندر كينغ في مهمته الأخيرة، التي يدعي أنها لتحقيق السلام، خلاف الواقع الذي شهد ويشهد أخيرًا أنها مهمة أخيرة للابتزاز ومقايضة الملفات الإنسانية مقابل سطوة العدوان وواشنطن على مَأرب وثرواتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com