عالم الحضارة اليمنية

 

حليمة الوادعي

مأرب في الأزمنة الغابرة كانت عالم الحضارة اليمنية وموقع التاريخ المجيد، كما أنها ساحة تشهد بحكمة اليمنيين وإيمانهم منذ زمن الملكة بلقيس وحتى هذه اللحظة، كذلك لوحة تشيد بعبقرية الأجداد في بناءِ السدود كسد مأرب الذي يعتبر أحد المعالم الحضارية التي تميز بها اليمنيون.

بالأمس كانت مأرب تحتضر من حصارِ العدوان لها من مرتزِقته الذين ارتكبوا فيها أبشع المجازر بحقِ ساكنيها ومنازلهم، بل وزاد بطش قياداتهم حتى تحولت المراكز العسكرية إلى سجون يتم فيها أقذر الجرائم بحق كُـلّ من يرفض الانضمام إليهم والتولي لهم، فمأرب تألمت كَثيراً وحان الوقت لتضمد جراحها وتستعيد عزتها وكرامتها.

ها هي اليوم مأرب التي ظن الأغبياء بأنهم سيتملكونها بقواتهم وأسلحتهم الحديثة، وخاب ظنهم وفشلت خططهم، فكيف لشعبِ الإيمان والحكمة أن يترُكَ عرشَ ملكتِه المقدسة، وليس سد مأرب بهيِّنٍ ليُستغنى عنه، فبالرغم من سيطرة قوات الشر على مأرب الأبية لعدة أعوام إلا ذلك لم يدم طويلاً، فهي اليوم تنفض غبارَ مدرعاتهم لتستقبل المجاهدين الأبطال لتعود إليها الروح من جديد.

مأرب كانت حرة وستعود كذلك بإذن ربها، فليس رجال اليمن من يتركون حضاراتهم للأعداء، ولن يكونوا سوى كما كان أجدادهم وستعمر كُـلّ الميادين التي مر بها أُولئك الشجعان ليقدسَها الأحفادُ ويفخروا بمجد الأمجاد، ويدركوا أن مأرب واليمن بأكملها مهما طال غزوها ستظل مقبرةً لكل غازٍ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com